لست من أنصار الهجوم على المسئول خاصة عقب توليه المنصب مباشرة .. ولو كان هذا المسئول محافظا أو وزيرا أو صغيرا أو كبيرا.. وذلك لمنحه الفرصة كاملة كى يجنى ثمار جهده وفكره. لكن يحضرنى المثل الشعبى الدارج أن الكتكوت الفصيح من البيضة بيصيح ! وما يحدث بالإسكندرية يدعينى أن أخرج عن هذا المبدأ معاتبا محافظ الإسكندرية الذى لا يتخللنى شك فى وطنيته وحبه لتراب عروس البحر.ومع مرور قرابة شهرين لتوليه المنصب لم يشعر السكندريون بأى تغير فى أحوال المدينة. لم نسمع أو نرى فكرا جديدا أو خططا للتطوير. أو رسما مخططا عمرانيا حديثا يفتح طاقة الأمل لمحبى الإسكندرية. يعيد لمدينتهم رونقها وجمالها الذى إفتقدته عنوة. بفعل المارقين على القانون. فحولوها الى كتلة خرسانية لا طعم لها ولا لون. طمسوا جمالها وداسوا على تاريخها العتيق. فالمشاكل بها باتت تسكن فى كل ركن من أركانهات. فعشش فيها غبار السنين الذى كسا بهاءها وغير وجهها المشرق الذى أشتهرت به بين المدن. فليتفق معى محافظها ومحبوها وزوارها وقاطنوها. أن مشاكلها تراكمت على أكتافها حتى أصابتها بالوهن والمرض. فالمرور بها يسير من سيئ الى أسوأ ولا نجد حلولا. والباعة الجائلون سكنوا الشوارع ولا نجد حلا لتلك المشكلة التى أرهقت حال المواطنين. أما عن أحوال الشوارع فلا تسر حال العدو ولا الحبيب! فمازالت تعانى من الحفر وسوء الرصف فتحولت المدينة الى حفرة كبيرة من شرقها الى غربها. أما إنارتها فقد أصيبت بالعمى فلا تجد ما يبعث بصيص الشعاع كى يضئ لك الطريق فى ظلام الطرقات الدامس. أما القمامة فحدث ولا حرج فما زالت المنظومة تحتاج الى دعاء الوالدين أما البناء العشوائى فمازالت المخالفات أيضات تسبح فى أحياء المدينة بأكملها. والانهيارات على رءوس المواطنين نستيقظ عليها ليل نهار فباتت العقارات المخالفة قنابل تطوقنا من كل جانب. أما مشاريع وموارد المدينة فمعطلة تماما. فالمشاريع حبر على ورق لم تر النور حتى الآن. فإنقاذ الإسكندرية لا بد أن يكون مشروع دولة يتم الإعلان عنه فورا. ويجب أن ينتفض الجميع لإنقاذ مدينة تصارع الموت البطىء.. فعلى محافظها والمسئولين فى مصر عمل ثورة إدارية لإنقاذ الإسكندرية.. لمزيد من مقالات سامى خيرالله