الشباب... كلمة محورية تمثل ليس فقط مستقبل مصر بل مستقبل العالم العربى كله، فهؤلاء الشباب هم من انتفضوا فى ثورات الربيع العربى ليعيدوا تشكيل حياتهم ومستقبلهم بعزة وكرامة. ومن هنا باتت قضية تمكين الشباب أولوية تفرض نفسها اليوم على الساحة الدولية أكثر من أى وقت مضي. وقضية التنمية أصبحت فى مقدمة أجندة المجتمع الدولى والتى شهدت العديد من التطورات خلال عام 2015 بدايةً من مؤتمر الأممالمتحدة الثالث لتمويل التنمية ومروراً بإقرار أجندة التنمية لما بعد2015، وتبنى أهداف التنمية المستدامة وصولاً إلى المؤتمر الحادى والعشرين لأطراف الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ فى باريس، وهى التطورات التى مثلت نقطة تحول رئيسية فى سياق التعاون الدولى فى مجال التنمية خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة، وأظهرت بشكل واضح محورية دور الشباب فى تحقيق التنمية. ومن هنا جاءت فكرة إنشاء «منتدى الشباب العربي» والذى عقدت أولى دوراته بالقاهرة أخيرا تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكانت الدورة بعنوان «مقاربات مبتكرة نحو النمو الأخضر وإيجاد فرص عمل جديدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.» ويقول السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات والهيئات الدولية أنه الان يوجد توجه عام لدى المنظمات الدولية التى تعمل فى مصر لإعطاء المواطن المصرى أولوية وتنفيذ المشروعات ذات الأثر السريع الذى يلمسه المواطن العادى البسيط وخاصة المرأة والطفل والشباب. وأضاف هشام بدر أن من بين أهم التحديات التى تواجه مستقبل العمل فى عالمنا اليوم هى خلق فُرص عمل مُناسبة للشباب والقضاء على مُختلف أشكال العمل الجبرى وعمالة الأطفال، ولا يُمكننا فى هذا السياق تجاهُل حقيقة أن سياسات التوظيف فى العديد من الدول لم تعد قادرة على الاستجابة بالشكل الأمثل لمُتطلبات سوق العمل إضافةً لما هو قائم من تحديات تتعلق بالتوسع فى استخدام التكنولوجيا الحديثة على حساب الأيدى العاملة وخاصةً الشباب، ومن هُنا، فإنه بات من المهم التفكير بشكل مُبتكر من أجل خلق وظائف جديدة تتناسب مع المُستقبل، والاتجاه نحو الاستثمار الجيد فى التدريب ورفع الكفاءات، بما يُسهم فى إعداد كوادر شبابية قادرة على مواكبة مُتطلبات سوق العمل المستقبلي. وأوضح بدر أنه بالنسبة للوضع فى مصر، فقد قامت باتخاذ عدد من الخطوات فى سبيل تحقيق التنمية المستدامة، حيث تم صياغة رؤية 2030 للتنمية المستدامة فى مصر، ولهذا يجرى توجيه الموارد نحو تبنى واتخاذ تدابير خفض الانبعاثات لمكافحة تغير المناخ والتحديات البيئية الأخرى ولهذا فإن بعض القطاعات والأنشطة الاقتصادية خاصة تلك التى لها آثار بيئية عالية، تشهد تحولات فيما يتعلق بأنماط العمل الرئيسية بها. وتشمل تلك الأنشطة قطاع الطاقة حيث تسعى الحكومة للتوسع فى مشروعات طاقة الرياح والتى من المتوقع ان توفر 200 فرصة عمل لتصل ل 75 الف فرصة عمل بحلول عام 2020. وأضاف أن الحكومة شرعت فى تنفيذ برنامج شامل ومتكامل لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال استغلال كل إمكانات القطاع المصرفى لتعزيز فرص تمويل تلك المشروعات.. حيث سيقوم القطاع المصرفى بضخ 200 مليار جنيه، الأمر الذى من شأنه أن يقدم التمويل لنحو 350 ألف شركة ومنشأة توفر نحو 4 ملايين فرصة عمل جديدة للشباب. وكما اضطلع الشباب بدور محورى فى مشروع قناة السويس الجديدة؛ فستشهد الفترة المقبلة انخراط الشباب فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية، ومن بينها مشروع استزراع المليون ونصف المليون فدان، والذى يجرى العمل على تخصيص نسبة ملائمة من أراضيه للشباب. وقال إنه إيمانًا من الدولة المصرية بأن التعليم هو السبيل الأمثل للنهوض والتقدم، فلقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل لجنة قومية متخصصة تشمل كل الوزارات المعنية والمجالس التخصصية وكل المؤسسات البحثية الوطنية المتخصصة، للعمل على تحديث المناهج التعليمية لجميع المراحل الدراسية، بحيث تحقق مجموعة من الأهداف، أبرزها أن تُراعى أحدث ما توصلت إليه الدراسات العالمية، وتحقق ترسيخًا لمنظومة الأخلاق... كذلك فإنه يجرى العمل حالياً فى إطار كل الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة على إطلاق منتدى للحوار مع الشباب، بحيث يكون نواة فاعلة لقناة اتصال حقيقية بين الدولة والشباب.. تضمن تبادل الرؤى والتوجهات بشكل حقيقى وواقعي.. على أن يكون ناتج هذا الحوار هو بلورة صيغة متكاملة لرؤية مشتركة بين الدولة والشباب تتم مناقشتها فى مؤتمر وطنى للشباب ينعقد بمدينة شرم الشيخ خلال شهر سبتمبر القادم.