مع موجات البرد القارس غير المسبوقة والتى تتعرض لها البلاد قد يجهل أغلب المصريين خبرات التعامل مع الطقس شديد البرودة. د.مجدى بدران استشارى طب الأطفال عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة يقول إن الموجات الباردة التى تحل بالبلاد يتأثر بها المسنون أكبر من 65 سنة، والأطفال أقل من 5 سنوات، والنساء الحوامل، وتظهر المعاناة أكثر مع ذوى الأمراض المزمنة المهملة خاصة الذين يعانون الربو مرض حساسية الصدر ويهملون العلاج ولا يصلون لعتبات السيطرة عليه للوقاية من الوفاة المبكرة، كذلك مرضى السكر والقلب والالتهاب الشعبى المزمن ونقص المناعة. ويوضح د. مجدى أن الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا خطيرة وتتسبب فى التهاب الأذن الوسطي، والالتهاب الرئوى الفيروسي وهو غير شائع ولكن يسبب ارتفاعا شديدا في معدل الوفيات، والتهاب عضلات القلب والأعصاب. تراكم الأتربة داخل السيارات يسبب الحساسية ويقول أن هناك خمسة بلايين طن من الأتربة تجوب العالم سنويا، وتتعرض مصر لهبوب الرياح المثيرة للرمال والأتربة وربما تحوى مركبات الرصاص، وربما تسبب مشاكل فى الأنف والحلق والجهاز التنفسى والعين، خاصة ذوى الاستعداد الوراثى للحساسيات، مسببة سيلان الأنف وإنسدادها وبحة الصوت «السعال» وضيق النفس. ويشير الى أن 90% يقضون حياتهم داخل المبانى سواء كانت منازلهم أو أعمالهم، وداخل الأماكن المغلقة، فلا غرابة من وجود الأتربة والغبار داخل البيوت وأماكن العمل المغلقة وفى سيارتهم وتكون محملة بالملايين من الميكروبات مما يسبب الحساسية لهم. وحذر استشارى الحساسية من القاذورات و الغبار المحملة بأنواع عديدة من البكتريا والفطريات وحبوب اللقاح، والحيوانات خاصة الأليفة كالقطط والكلاب ومخلفات التدخين السلبي، مشيرا إلى أنه من الأهمية شرب الماء والسوائل الطبيعية الدافئة، لحدوث ارتفاع فى محتوى الماء فى المخاط مما يساعد على ترطيب الهواء خلال مروره بالمجارى الهوائية لأن ذلك المخاط لزج ولديه قدره عالية على لصق وإصطياد الجسيمات الغريبة كالغبار والميكروبات. برودة الجلد تبرد الأنف ويوضح ايضا أنه عند برودة الجلد خاصة القدمين والرقبة، تضيق الأوعية الدموية فى الأنف والحلق فينخفض تدفق الدم الدافئ وتنكمش الدورة الدموية فى الأنف مما يعرض الغشاء المخاطى للأنف لقلة الأوكسجين وقلة وصول المغذيات وقلة خلايا المناعة، وبالتالى تتمكن الفيروسات من الاستيطان والتكاثر. وعند مرضى الحساسية يدمر الهواء الجاف البارد الخلايا السطحية فى الأغشية المخاطية فى الأنف، ويفسر ذلك بأن الذين تزداد لديهم معدلات الإصابة بنزلات البرد والجهاز التنفسى العلوى تبرد أنوفهم أكثر بكثير من الأشخاص العاديين. لذا يوصى د. بدران دائما بتغطية الأنف والرقبة بالكوفية خلال المرور فى الشوارع الباردة وارتداء الجوارب خاصة ليلا كما ينصح بالتدفئة خاصة لمرضى الربو وشرب الأعشاب الطبيعية خاصة الزعتر والبردقوش والتيليو وورق الجوافة مع الإكثار من الخضراوات خاصة الثوم والبصل الأخضر والبروكلي والفاكهة الطازجة خاصة الكيوى والجوافة وينصح أيضا بغسل الأيدى مرارا وتكرار بالماء الدافئ والصابون وتجنب الازدحام وتطهير الأسطح خاصة الأرضيات بالماء الساخن وسائل الكلور المنزلى المخفف بنسبة 10% و الإمتناع عن التدخين السلبى والإيجابي. نصائح ضد الأتربة ويؤكد أن فيتامين سي من أهم مضادات الأكسدة على كوكب الأرض، فهو يساعد على نمو الأنسجة وإصلاحها. والجديد أنه يقى من الآثار السلبية لملوثات الهواء مثل الأتربة وعوادم السيارات. وتتربع الجوافة على عرش الأغذية الغنية بفيتامين سى يليها الكيوى الأصفر, ثم الكيوى الأخضر, والفلفل الملون، والحمضيات. ويضيف أن حضن الأم الدافئ للرضيع يرفع مناعته فى حين ابتعادها عنه يخفض درجة حرارة أنفه نصف درجة مما يزيد من احتمالات إصابته بالبرد. الحركة وممارسة الرياضة ويضيف أيضا أن الجو البارد يشجع على زيادة الأكل فى الشتاء مما يزيد السمنة علاوة على قلة الحركة وتراكم الدهون مما يتطلب الحركة وممارسة الرياضة. وينصح هنا لتجنب السمنة بالإكثار من الخضر والفاكهة، وعلي رأسها السبانخ والبروكلي، والإقلال من الحلوى والسكريات، شرب الماء بوفرة بما لا يقل عن 8 أكواب يومياً والشاى الأخضر، فكل كوب يحرق نحو 20سعرا حراريا، وشرب القرفة، والألبان قليلة الدسم، والجريب فروت وتناول السمك، التونة، وصدر الدجاج وعش الغراب، واستخدام زيت الزيتون وزيت بذور الكتان.