احتشدت خيمة المقهى الثقافى برواد المعرض ونخبة من المثقفين لحضور مناقشة رواية «العفاريت والبرتقالة» للدكتور طلعت شاهين, والتى تتحدث عن تجربته الشخصية مع المرض. والدكتور طلعت شاهين هو شاعر ومترجم وإعلامى وأكاديمى متخصص فى أدب أسبانيا وأمريكا اللاتينية، حصل على الدكتوراه من أسبانيا وترجم العديد من الأعمال المهمة من اللغة الأسبانية، أهمها «أن تعيش لتحكي» المذكرات الشخصية للكاتب العالمى جابرييل جارثيا ماركيز . وله العديد من الدواوين الشعرية منها « أغنيات حب للأرض» 1973، «الغد الأخضر»1981، وله ديوان بالأسبانية «أبجدية العشق» 1986. ناقش الرواية د. عزوز على سليمان ود.محمد التداوى وانتصار عبد المنعم, وأدارت سامية أبو زيد الندوة, التى خُتمت بحديث المؤلف عن روايته. أكد الدكتور عزوز على سليمان أن أى عمل أدبى هو أساساً للاستمتاع, و بالطبيعة لابد أن يمس الواقع, وكما قيل «الخيال هو أن تهيئ الواقع لكى يكون فناً», كما قال ماركيز. وهذه الرواية هى خليط بين سيرة ذاتية و خيال جامح, استطاع الكاتب خلالها أن يحلق بنا فى آفاق بعيدة, رغم أنه فى كل تحليقاته يلقى الضوء على ما أصابه من عذاب خلال رحلة علاجه من مرض عضال. ثم تحدث الدكتور محمد التداوى فقال إن الكاتب وضع أى ناقد أو قارئ فى تحد كبير, نظرا للعدد الصغير من صفحات الرواية و سرده لكل التفاصيل فى عدد صغير من الصفحات .. وتحدث التداوى عن ازدواجية اللغة فى السرد قائلاً:استخدم شاهين الفصحى بسلاسة و أدخل عليها بعضا من المصطلحات العامية عند الضرورة الفنية. وتحدثت انتصار عبدالمنعم عن معنى البرتقالة فى العنوان فقالت إنها إشارة للورم الذى تضخم بمرور السنوات حتى وصل لحجم البرتقالة, ثم تم استئصاله, مؤكدة أن الدكتور طلعت لم يكن الأول فى تسجيل رحلة المرض فسبقه بعض الأدباء و الكتاب مثل الشاعر حلمى سالم فى ديوانه مدائح جلطة المخ و نعمات البحيرى صاحبة رواية «يوميات امرأة مشعة» وغيرهما.وأضافت أن الكاتب استطاع تحويل التجربة من شخصية إلى اجتماعية وجمالية. واختتم المناقشة الدكتور طلعت شاهين مؤكدا مروره بتجربة قاسية جدا من الصعب لأى شخص تحملها، خاصة بعد معرفة التشخيص. وأضاف: اعتبرت نفسى الشخص المرافق للمريض أى حلقة الوصل بين المريض (الذى هو أنا) و الأطباء, فى محاولة لفهم كل ما يصل إليك من معلومات . فالدافع وراء هذا الكتاب هو أنها كانت تجربة شخصية ولكنها تعتبر تجربة عامة أيضا يمكن لأى شخص أن يمر بها, فكان لابد من نقلها.وأنا اعتبر طريقتى فى الكتابة هى «رواية الشخصيات» لأن لكل شخصية رواية.