أصاب الهلع والرعب الأمريكتين بسبب الانتشار السريع لفيروس «زيكا» فى أمريكا اللاتينية، وزاد عدد المصابين به فى البرازيلوكولومبيا والسلفادور وهندوراس، وتتمثل خطورة هذا الفيروس فى حالة إصابة السيدات الحوامل به، ومن ثم نقل العدوى إلى الأجنة مما يؤدى الى تشوهات خلقية كبيرة وخطيرة فى المواليد الذين يعانون التخلف العقلى نتيجة ولادتهم برأس صغير، كما قد تؤدى الاصابة به الى موت بعض الأجنة فور ولادتهم، أو إصابة الأم الحامل بالإجهاض. وسجلت حالات لمواليد امهات مصابات بالمرض وقد أصيبوا بضرر كبير فى قدرتهم على الإبصار والسمع، وهناك حالات نادرة أدت فيها الاصابة بالفيروس الى مضاعفات بالجهاز العصبى منها الإصابة بمتلازمة «جيلان باريه» التى تؤدى الى الشلل. ومما يذكر أن فيروس زيكا ينتقل الى الانسان عن طريق لسعة بعوض من نوع ايديس ايجبتاى وتم اكتشاف هذا الفيروس فى القردة لأول مرة فى غابة «زيكا» بأوغندا عام 1974، ومن هنا جاء اسمه، وظهرت اصابة الانسان به عام 1952 فى تنزانيا، وينتشر البعوض الناقل له فى قارتى أمريكا ماعدا كندا وشيلي، وانتشر حتى الآن بنسب متفاوتة فى إحدى وعشرين دولة بمنطقة الكاريبى وأمريكا الجنوبية والشمالية، وهذا النوع من البعوض ينقل أمراض «حمى الضنك» و«الحمى الصفراء» أيضا، ولم يتوفر علاج ناجع أو لقاح له بعد، وتظهر أعراضه بعد فترة حضانة تتراوح بين ثلاثة ايام واثنى عشر يوما بعد لسعة البعوضة الناقلة له، ولكن قد لا تظهر اعراض المرض على 80% (ثمانين فى المائة) من المصابين به، وهى عبارة عن حمى خفيفة وصداع مع التهابات بملتحمة العينين وآلام بالمفاصل مع طفح جلدي، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن وجود الفيروس فى السائل المنوى لبعض المصابين من الرجال قد يكون سببا فى انتقال المرض عن طريق الاتصال الجنسى وطالبت السلطات الصحية فى البرازيل البرازيليات بتأجيل الإنجاب لمدة ثلاث سنوات حتى يتم انتاج مصل لفيروس زيكا، خصوصا بعد ولادة أربعة آلاف طفل مصابين بالفيروس برأس صغير فى العام الماضي، ثم وفاة ستة وأربعين طفلا أصيبوا به، وفى كولومبيا أوصت السلطات الصحية بتفادى الحمل فى كولومبيا خلال المرحلة الحالية، كما أوصت الهيئات الطبية الوقائية بالولايات المتحدة النساء الحوامل بتجنب السفر الى أربع عشرة دولة فى امريكا اللاتينية بسبب تفشى وباء «زيكا» فيها، وبرغم عدم تسجيل أى وفيات فى المرضى البالغين المصابين بهذا الوباء، فإن العلماء يتسابقون لإنتاج لقاح مضاد للفيروس، وأفادت بعض الدوريات الطبية الأمريكية أن المصل المنتظر قد يكون معدا للاختبار خلال عامين، وللأسف يمثل الانتشار السريع لوباء زيكا فى أمريكا اللاتينية تهديدا خطيرا لدورة الألعاب الأوليمبية المقرر تنظيمها فى الصيف المقبل بمدينة ريو دى جانيرو بالبرازيل. د. عبد المنعم بدوى عبد الوهاب القاهرة