منذ عدة أيام قام مراقب عام الدولة فى إسرائيل المحامى يوسف شفيرا بزيارة رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو فى مكتبه لسماع أقواله فى قضية « بيبى تورز «التى وقعت أحداثها قبل خمسة أعوام وتجددت مرة اخرى ومن المنتظر نشر التقرير النهائى عنها فى شهر ابريل المقبل ، محامى أسرة نتانياهو ويدعى يعقوب فاينروت أكد خبر الاستماع لأقوال رئيس الوزراء لكنه لم يفصح عن أية تفاصيل أخرى وتتعلق القضية بقيام رجال أعمال بتمويل رحلات طيران نتانياهو وزوجته سارة للخارج وأيضا التكفل بنفقات الإقامة بالفنادق الفاخرة فى عدة دول خاصة فى الفترة التى تولى فيها نتانياهو منصب وزير المالية وعضو كنيست فى الفترة من 1999 - 2008 وفى ديسمبر من عام 2012 أرسل مراقب عام الدولة كافة المستندات والوثائق التى جمعها حول هذه القضية المدعى العام. وفى سبتمبر عام 2013 كشفت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى أن وحدة مكافحة جرائم الفساد بالشرطة الإسرائيلية بدأت التحقيق مع بعض المقربين من نيتانياهو الذين عملوا معه عن قرب فى وظائف مختلفة كى تعرف من خلال أقوالهم أسماء ممولى رحلات أسرة نتانياهو وفى سبتمبر 2014 قرر المستشار القانونى للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشطاين إغلاق ملف هذه القضية ضد نتانياهو بحجة أن ما تم جمعه من أدلة لا يستوجب إدانته جنائيا . وفى يناير 2015 قدم عضو الكنيست عن المعسكر الصهيونى ميكى روزنطال دعوى قضائية لإلغاء قرار المستشار القانونى للحكومة بعدم فتح تحقيق جنائى ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى فى قضية بيبى تورز ، وقد رفع نيتانياهو وزوجته دعوى تشهير ضد القناة العاشرة بسبب ما عرضته وطالبا فى دعواهما بتعويض قدره 3,5 مليون شيكل لكن فى نهاية الأمر تم التصالح بين الطرفين وتنازل الزوجان عن الدعوى. ومنذ عدة سنوات خضع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو للتحقيق من قبل فريق خاص من مكتب مراقب عام الدولة هناك فى قضية بيبى تورز, وفى التحقيق الذى تم فى مكتب رئيس الوزراء. بالقدس أجاب نيتانياهو على كافة الأسئلة التى وجهت إليه لكن لم يعلن لوسائل الإعلام مضمون تلك التحقيقات سواء من مكتب نيتانياهو أو حتى من مكتب مراقب عام الدولة كانت هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها التحقيق مع نيتانياهو فى قضية بدأت منذ فترة طويلة توافد خلالها العديد من مساعدى ومستشارى نيتانياهو السابقين الذين عملوا معه منذ أن كان يشغل منصب وزير المالية وزعيم للمعارضة على مكتب المراقب للادلاء بأقوالهم حول كيفية تمويل رحلات نتانياهو وزوجته سارة المتعددة والباهظة التكاليف للخارج وهوية المتبرعين بتمويل تلك الرحلات وطريقة تحويل الأموال وتغطية تكاليف الطيران وإقامة الزوجين وولديهما فى الفنادق الفاخرة بالخارج, وعلى الجانب الآخر قام محامو نتانياهو بتقديم الوثائق والمستندات وفواتير تلك الرحلات خلال السنوات الأخيرة فى محاولة لإثبات عدم وجود مخالفات أو شبهة فساد. وقد بدأت التحقيقات فى القضية فى أعقاب التحقيق التليفزيونى الذى قام به الصحفى والمذيع رفيف دروكر فى برنامجه « المصدر» بالقناة العاشرة للتليفزيون الإسرائيلى وكشف فيه حصول نيتانياهو وزوجته على تمويل لرحلتهما إلى الولاياتالمتحدة فى شهر سبتمبر عام2006 وكشف البرنامج أيضا أنه فى شهر اغسطس2006 أثناء حرب لبنان الثانية سافر نيتانياهو وزوجته وأحد أبنائه إلى لندن على نفقة جهتين منهما الكنيست وفى أعقاب ضغوط سياسية مارسها عليه أعضاء الكتل البرلمانية قرر القاضى ليندنشتراوس التحقيق ليس فقط فى رحلات نيتانياهو وعائلته ولكن أيضا فى رحلات قام بها وزراء ونواب وزراء بداية من عام2006 . وكان مقدم برنامج المصدر قد استطاع الحصول على أجندة التليفونات الخاصة بنتانياهو والتى تكشف من خلال ما دونه فيها قبل فترة قصيرة من عودته للساحة السياسية في2002 عن علاقاته بأثرياء العالم وكشف البرنامج التليفزيونى عن16 رحلة للخارج قام بها نيتانياهو وزوجته وولداه- على نفقة متبرعين من هؤلاء الأثرياء وفى برنامجه التليفزيونى تعجب رفيف دروكر كيف أن نتانياهو الذى ترك السلطة عام1999 وأدعى انه لم يحصل على أى مزايا مادية من منصبه سوى معاش حكومى تحول خلال ثلاث سنوات لشخص ثرى يمتلك منزلين أحدهما فى قيصرية والاخر فى القدس.