وسط مئات القنوات الفضائية العربية لن تجد سوي بضع قنوات لا تتجاوز الخمس تقريباً تهتم بالمحتوي العلمي وإن كان منها قنوات أجنبية تم تعريبها وهي محاولة يٌشكر من قاموا بها ، ونصيب مصر من القنوات العلمية الخمس صفر بعد وقف بث قناة "المنارة" للبحث العلمي التي كانت تتبع القنوات المتخصصة باتحاد الإذاعة والتليفزيون، فبعد أن قررت وزارة البحث العلمي منذ عامين تقريبا وقف نفقات إشتراك النايل سات التي تدفعها لخروج القناة فوقف الإتحاد عاجزا وتم وقف القناة العلمية الوحيدة في مصر والشرق الأوسط ، ووسط آلاف البرامج الترفيهية والفنية التي تُعرض علي الفضائيات العربية تبث ثلاثة برامج فقط تهتم بالإختراعات العلمية ، ونصيب مصر منها برنامج واحد لم ير النور إلي الآن وهو برنامج "القاهرة تبتكر" والذي سيكون نواة في ماسبيرو للعودة للبرامج العلمية بعد إنقطاع دام لسنوات وأفتقدها الجمهور من بعد برامج العالم مصطفي محمود، دعم برنامج «القاهرة تبتكر» لم يبخل عليه ماسبيرو بإمكاناته بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والهدف منه تشجيع المخترعين المصريين عبر عرض إختراعاتهم وتبنيها وتقديم جوائز تليق بهم مع وجود لجنة تحكيم تضم كوكبة من علماء مصر منهم د.عصام شرف ود.عمرو عزت سلامة ود.نادية زخاري ود.محمود صقر ود.عبير شقوير ود.هالة السعيد ود.محمد الغامري وهي خطوة إيجابية نحو الإهتمام بالجانب العلمي خاصة مع إعلان الرئيس السيسي ضرورة الإهتمام بالشباب وخصوصاً بالجانب المعرفي والعلمي وإعلانه عن إنطلاق مشروع بنك المعرفة لإتاحة العلوم والمعرفة الإنسانية بشكل مبسط، والتي يجب أن تحذوا الفضائيات حذوها بإهتمامهم بالجانب العلمي أيضاً عبر برامج أو قنوات. وحول برنامج «القاهرة تبتكر» الذي يستعد التليفزيون المصري ويعد نموذجا للبرامج العلمية تقول رئيس تحريره سوزي إبراهيم: البرنامج يسهم في التشجيع علي الإبتكار والعلم والتفكير العلمي السليم والأخذ بيد الشباب من المبتكرين وتوصيلهم للمكان الصحيح لخروج ابتكاراتهم للنور في دور مهم يحرص عليه التليفزيون المصري، ويقدم البرنامج دعوة للمبتكرين في كل مكان في مصر للاهتمام بابتكاراتهم خلال الفترة المقبلة والتعامل معها بعين الاعتبار خاصة آن اتجاه مؤسسات الدولة حاليا هو التشجيع علي الإبتكار والعلم والاستفادة من الآفكار الجديدة، وتدور الحلقات في إطار مسابقات علمية في تعاون مشترك بين أكاديمية البحث العلمي والتليفزيون المصري لاختيار مبتكر مصر الأول ويقدم البرنامج جوائز قدرها مليون جنيه، ويقدمه محمد الجندي وإخراج عماد عبد الحميد ويشرف عليه نبيل الجوهري. ومن النماذج أيضا التي يقدمها اتحاد الإذاعة والتليفزيون في هذه النوعية من البرامج العلمية برنامج " بيك وبيها نبنيها" الذي يذاع علي راديو مصر وتقدمه المذيعة علا بكر وتقول: نحاول من خلال البرنامج مساعدة الشباب المخترعين وتقديم أفكارهم واختراعاتهم ،ونتواصل في المجالات العلمية دائما وآخرها منذ أيام من خلال مبادرة الرئيس السيسي بتغيير مناهج التعليم حيث عرضنا الكثير من الأفكار التي من الممكن أن تستفيد منها الحكومة في خطتها التعليمية وأعربت عن أمنيتها في تبني المواهب وأفكار الشباب والعمل علي الاستفادة منهم في خدمة الوطن وأشارت إلي إن أكاديمية البحث العلمي بالفعل بدأت في الاهتمام والعمل علي الاختراعات وأفكار الشباب وأتوسم إن تهتم الحكومة بهؤلاء الشباب وتعطيهم حيز من الاهتمام و كما أنه لابد من انشاء قناة علمية تعمل علي عرض الافكار بطريقة مبسطة ويوجد قنوات "أجنبية خاصة " تقوم بعرض برامج مفيدة وممتعة في نفس الوقت تناسب جميع المراحل العمرية ، خاصة أنه كان لدي التليفزيون أهم برامج شكلت وجدان جيل كامل برنامج " العلم والايمان"لمصطفي محمود ، و"غرائب وطرائف " لمحمود سلطان وأري أنه يجب يتكاتف الجميع لإنشاء قناة علمية قوية. وحول الموضوع يقول د. حسن علي أستاذ الإعلام ورئيس جمعية المشاهدين والمستمعين: العديد من الإعلاميين قدموا دراسات ورؤي جيدة في إطار البرامج العلمية ومدي أهميتها، أبرزهم د.أميمة كامل مدير البرامج العلمية في الاذاعة ، وللأسف البرامج العلمية محدود المساحة في الإعلام ، ومحدودة التخصصات أيضاً فهناك إهتمام ولو كان ضئيلاً بالبرامج الطبية وبعض الأفلام الوثائقية فيما بقية التخصصات الحيوية الأخري مهملة تماماً، ومع غياب هذه النوعية من البرامج أصبح الجمهور غير معتاد عليها خصوصاً وأن الشاشة إهتمت بالترفيه وأرتبطت به ، وهناك طريقتان لإنتاج برنامج علمي محترم ، إما الإستعانه بالمتخصصين وتأهيلهم علمياً لتوصيل المعلومه بسلاسة للجمهور كما العالم د. مصطفي محمود، أو الإستعانة بإعلامي وتأهيله علمياً ، وأتمني أن نري أكثر من برنامج لتشجيع المخترعين ونشر العلوم بإختلافها ليكون الإعلام أكثر قيمة ويساهم بحق في بناء مجتمع راقٍ خصوصاً وأن أغلب المحتوي الإعلامي الآن ردىء وأصبح من الصعب علي المشاهد أن يجد ماينفعه ويزيد ثقافته والعديد من المشاهدين ينتظرون مثل تلك البرامج لتكون مهربا لهم من الكليبات والشعوذة والفن الهابط التي غزت الشاشات. ويقول د. صفوت العالم أستاذ الاعلام: لابد من الاهتمام العلمي وتدعيم القدرات العلمية للشباب واهتمام وسائل الاعلام بالبرامج العلمية وتطوير القدرات الابداعية في هذا المجال مما يزيد من قدرات الشباب ومعلوماته ويوجد كم كبير من القنوات الرياضية واهمال تام للقنوات العلمية لأن العلم أساس المجتمعات المتطورة ولابد من الاهتمام بهذة النوعية من القنوات والبرامج لأن القنوات الخاصة لا تهتم بها لأنها تحتاج الي تمويل عال ووجودها غير مرغوب فيه علي خريطة القنوات الخاصة رغم أنها إذا عرضت علي الشاشة لوجدت الإهتمام من صانعي الإعلام وأقبل عليها المشاهد إضافة إلي أن مشاركة علماء مصر لمثل هذه البرامج بالمشاركة فيها يعد خدمة للوطن الذي هو في أشد الحاجة لعقول أبنائه الذين يعتبرون هم الأمل لحل المشكلات التي نواجهها ودائماً ما نجد الحلول في الخارج بينما مصر تزخر بأفضل العقول وتقول د.هويدا مصطفي أستاذ الإعلام: غياب البرامج العلمية شئ ملحوظ رغم أنها في غاية الأهمية خاصة ونحن في عصر العلم والمعرفة وهذا هو اتجاة الدولة الآن بالفعل ويجب الإهتمام بهذه النوعية من البرامج والتي يبني عليها تطوير المجتمعات ولابد من تقديمها بطريقة مبسطة حتي تصل للمشاهد ولابد أيضا أن تصل بشكل خفيف ولا توضع في قالب جاف لايفهمه المشاهد كما أن هذه النوعية من البرامج لابد أن تكون الإهتمام الأول من جانب تليفزيون الدولة لأن القنوات الفضائية الخاصة لا يهمها سوي الإعلانات وليس جوهر الموضوع عندها مثل هذه البرامج. وتضيف د.هويدا: لابد أن تقدم البرامج العلمية مبتكرات الشباب العلمية وتكون مواكبة لاتجاهات الدولة نحو الإبتكارات الجديدة، وقد شاهدنا خلال الفترة الأخيرة اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي وخطواته لبنك المعرفة وتشجيعه للعلم والعلماء وابتكارات الشباب ولابد أن يكون للإعلام دور في هذا الإتجاه. د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام ويقول د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام: لابد من الاهتمام بنشر العلم والثقافة الجادة التي تنهض بمستوي الوعي العلمي لدي الجمهور، وبدلا من تخصيص مساحات زمنية علي خريطة إرسال القنوات الخاصة بلا مضمون يفيد المشاهدين، نجد العديد منها لاهدف لها إلا جذب أكبر قطاع من المشاهدين دون أي اعتبار للمسئولية الاجتماعية للإعلام تجاه الوطن، ولذلك نطالب القنوات التليفزيونية الرسمية منها والخاصة ، بالاهتمام بالبرامج العلمية وان يتم تقديمها بأسلوب مشوق جذاب حتي لاينفر منها المشاهد ، وهناك العديد من الموضوعات والقضايا العلمية التي تهم ملايين المشاهدين في مصر والوطن العربي إذ أن مشاهدة القنوات الفضائية لم تعد مقصورة علي الجمهور المحلي داخل الدولة ، بل أصبح الإعلام الدولي يخاطب ملايين المشاهدين في كل مكان علي مستوي العالم .