قرر المرجع الأعلى لشيعة العراق على السيستانى إلغاء «خطب الجمعة السياسية» التى يلقيها ممثل المرجعية فى كربلاء أسبوعيا كما هو المعتاد فى السنوات الماضية، على أن تكون فقط وفق ماتقتضيه الأمور والمناسبات. وأوضح ممثل المرجعية الدينية العليا أحمد الصافى - فى خطبة الجمعة بالصحن الحسينى بمدينة كربلاء - أن الخطبة الثانية من الجمعة كانت تخصص لقراءة النص المكتوب الذى يمثل رؤية المرجعية السياسية فى الشأن العراقي، وقال: إنه «تقرر أن لا يكون ذلك أسبوعيا فى الوقت الحاضر بل وفق ما يستجد من الأمور وما تقتضيه المناسبات». وكانت المرجعية الدينية انتقدت عدم الاستجابة لدعواتها المتكررة لرعاية السلم الأهلى وحصر السلاح بيد الدولة، وتطهير المؤسسات الحكومية من الفساد وملاحقة الفاسدين، وطالبت رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى بأن يكون أكثر «جرأة وشجاعة» فى الإصلاح وأن يضرب بيد من حديد على من «يعبث بأموال الشعب»، وعدم التردد فى إزاحة المسئول غير المناسب أيا كان، وكشف من يعرقلون تنفيذ حزم الإصلاح. كما انتقد مماطلة مجلس النواب العراقى فى تنفيذ برنامج الاصلاحات، وطالب البرلمان بالتعاون مع الحكومة فى تنفيذه ومكافحة الفساد، وقال: إنه «تم التأكيد منذ البداية على ضرورة ان تسير تلك الاصلاحات بمسارات لا تخرج بها عن الاطر الدستورية والقانونية، ولكن لا ينبغى ان تتخذ السلطة التشريعية ذلك وسيلة للالتفاف على الخطوات الاصلاحية أو المماطلة للقيام بها استغلالاً لتراجع الضغط الشعبى». وفى السياق نفسه، شهدت مدينة الرمادى مركز محافظة الأنبار للمرة الأولى «صلاة الجمعة» فى جامع الدولة الكبير، عقب تحريرها من قبضة داعش الإرهابى وسط إجراءات أمنية مشددة. وألقى خطبة الجمعة رئيس الوقف السنى عبد اللطيف الهميم بحضور قيادات أمنية وعسكرية بارزة وأعضاء من مجلس محافظة الأنبار، ونقلته على الهواء مباشرة قناة «العراقية» الرسمية، التى قسمت شاشتها للنقل المباشر لصلاة الجمعة بين الصحن الحسينى بكربلاء وجامع الدولة الكبير بالرمادى مع إعطاء الأولوية والصوت لنقل خطبة الرمادي. وقال الهميم :«وعدنا بالعودة اليك يا أنبار وهاقد عدنا، مطالبا أبناء الأنبار فى كافة مدنها والقيادات والادارية والجماهيرية بالعودة الى الأنبار لإعادة اعمارها على الفور، داعيا القيادة السياسية الى استكمال تحرير الرمادى وإعادة الأمن والاستقرار وإعلاء سلطة القانون فى محافظة الأنبار. وأضاف: لاسبيل لنا إلا من خلال دولة القانون ومنع الاقصاء ومشاركة الجميع من أجل تحقيق النصر على تنظيم (داعش) الإرهابى الذى يخالف الدين الإسلامى وهو منهم براء. يذكر أن القوات العراقية المشتركة اقتحمت مدينة الرمادي، وسيطرت على أحياء المدينة وحررت المجمع الحكومى وسط الرمادي، ورفعت العلم العراقى عليه، وأجرت عملية تطهير للعبوات الناسفة والمفخخة ووفرت ممرات آمنة لخروج المدنيين وواصلت عملية استكمال السيطرة على مركز الرمادي، ووسعت نطاق العمليات العسكرية ضد التنظيم شرقا وحررت منطقة الصوفية، وتسعى لطرد داعش من منطقتى السجارية وجزيرة الخالدية، وتضييق الخناق على الفلوجة أهم معاقل التنظيم فى الأنبار.