جدد وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر أمس ما أعلنته بلاده سابقا بأنها تراقب الأحداث الجارية فى ليبيا عن كثب. ولفت كارتر خلال زيارته للقاعدة الجوية نيليس بولاية نيفادا الأمريكية، إلى أن تنظيم داعش يسعى إلى كسب موطئ قدم بليبيا فى ضوء البيئة السياسية المضطربة هناك. حيث تمكن التنظيم الإرهابى من الاستيلاء على قطعة أرض يقوم من خلالها بترويع المواطنين ويدبر مخططات إرهابية وهو ما تحاول الولاياتالمتحدة تفاديه. جاء ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة نيويورك تايمز عن أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يواجه ضغوطا حاليا من جانب بعض مساعديه لشئون الأمن القومى للسماح بفتح جبهة جديدة ضد تنظيم داعش فى ليبيا. واشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن أوباما أوصى مساعديه بمضاعفة الجهود من أجل دعم تشكيل حكومة وحدة وطنية فى ليبيا بينما يتعين على وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون دراسة عدة خيارات من بينها شن ضربات جوية أو قيام قوات العمليات الخاصة ببعض الهجمات أو تدريب المليشيات الليبية الموجودة على الأرض كما تفعل قوات العمليات الخاصة فى شرق سوريا. وتأتى الضغوط للقيام بعمل عسكرى فى ليبيا فى ضوء تزايد القلق ازاء تواجد تنظيم داعش هناك، حيث قال مسئولون فى البنتاجون إن عدد عناصر تنظيم داعش تزايد فى ليبيا ليصل إلى ما بين 5 آلاف و6500 عنصر، أى ضعف حجم التقديرات التى كشفت عنها واشنطن فى فى الفترة الماضية. وعلى صعيد مقابل، قالت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتى إن التدخل العسكرى فى ليبيا ليس أمرًا وشيكًا، مشيرة إلى أن ما حدث خلال الأيام الماضية بشأن الحديث عن هذا الأمر هو «مجرد تعجيل إعلامى فقط». وأضافت بينوتى أنه «لم يطرأ أى تغيير على العمل الذى نقوم به الآن» بشأن الموقف فى ليبيا، مشددة على أن « لا شيء سيتقرر إن لم يخبرنا الليبيون بما يحتاجون إليه». وذكرت بينوتى أن الآونة الأخيرة شهدت قلقًا كبيرًا حيال إمكانية توسع تنظيم «داعش» فى ليبيا، نظرًا للهزائم التى مُنى بها التنظيم فى العراقوسوريا، لافتة إلى أن التنظيم «قد يعمد إلى نقل عملياته إلى ليبيا». وعلى صعيد التسوية السياسية، صوت أعضاء المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية بمدينة الصخيرات بالعاصمة المغربية، بالإجماع على تشكيل حكومة مصغرة تتكون من 12 حقيبة وزارية، وأن تتم مداولة الأسماء المطروحة لنيل الحقائب، خلال مدة لا تتجاوز 3 أيام. وقال عضو المجلس الرئاسى الذى عين كناطق رسمى باسمه فتحى المجبري، إن قرار تشكيل حكومة مصغرة تتضمن 12 وزيرا اتخذ بالإجماع، مشيرا إلى أنه سيساهم فى تقديم حكومة أزمة، تتماشى مع المرحلة الحرجة التى تمر بها ليبيا، والتى تحتاج حكومة سريعة التحرك، خاصة فى المجال الإغاثى والتنشيط الاقتصادي، بالإضافة إلى الملف الأمنى الأهم والأبرز. ويتعيّن على المجلس الرئاسى لحكومة التوافق تقديم تشكيلته الجديدة غدا، لعرضها على تصويت البرلمان الاثنين والثلاثاء. وعلى الصعيد الميداني، لقى 15 عنصرا من «مجلس شورى ثوار اجدابيا» مصرعهم جراء غارة لسلاح الجو الليبى على الحى الصناعى بمدينة إجدابيا . وقال مصدر عسكرى إن قصفا لسلاح الجو الليبى على الحى الصناعى بمدينة اجدابيا خلّف 15 قتيلا ، لافتا إلى أن كافة الجثامين من جنسيات أجنبية مختلفة. القحطانى ومسئول ليبى يبحثان إعادة بناء الدولة من ناحية اخرى .. بحث الدكتور ناصر القحطانى مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية ومستشار رئيس وزراء الحكومة المؤقتة للشئون الخارجية فى ليبيا الدكتور نورى بيت المال أوجه التعاون المشترك بين الجانبين فى مجالات التدريب والتنمية البشرية، كما تم التطرق اللقاء إلى آليات عقد عدد من الأنشطة فى المجالات ذات الاهتمام المشترك. وصرح القحطانى بأن المنظمة تقدم جميع خبراتها وخدماتها لمساعدة ليبيا فى كل المجالات، وإعادة بناء الدولة الليبية الحديثة، مؤكدا أهمية الدور الليبى فى دعم العمل العربى المشترك. ومن جانبه نوه الدكتور نورى بيت المال بدور المنظمة وسمعتها العريقة بصفتها بيت خبرة عربى فى التنمية الإدارية وأضاف ليبيا عضو فى الجمعية العمومية للمنظمة وهناك تعاون قائم نسعى إلى تعزيزه، وأضاف نتطلع إلى التعاون مع المنظمة فى العديد من المجالات ومنها الاستشارات والتدريب الموجه للإدارات العليا والوسطى والمساعدة من خلال خبراء المنظمة فى إعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية، خاصة إعادة بناء وتأهيل وتدريب المواطن الليبى ليسهم فى التنمية المنشودة للمجتمع الليبى.