بين التجربة الثرية فى بلاد الغربة وخيال الكاتب الباحث عن الهوية التقى رواد المقهى الثقافى لمناقشة رواية "حرب الهوية" الصادرة عن دار سنابل للكاتب الروائى خالد موافى فى ندوة أدارها الشاعر محمد الطويل وشارك فيها نُخبة من الكُتاب والنُقاد. تحدث الصحفى والناقد عبد السلام فاروق فى بداية الندوة عن كيف عاصر ولادة الرواية فى مراحلها الأولى وهى مسودة وقال: لقد تحمست كثيرا لهذه الرواية منذ البداية لأنها ثرية تميزت بالدقة على مستوى اللغوى والفني؛ استخدم الكاتب فيها لغة سرد بسيطة وناعمة ليأخذنا فى حرب البحث عن الهوية فى تلك الرواية التى تمزج الواقع مع جزء من الخيال. ويؤكد فاروق على اهتمام الرواية بالجغرافيا والتاريخ والتوثيق بدقة بالغة ولغة منضبطة فهى عمل إبداعى مصرى خالص. وبالنسبة للناقد والقاص أحمد جلبى الرواية تستحق القراءة فهى جميلة السرد متعددة الأطياف قادرة أن تجعل القارئ متشوقا باستمرار لمعرفة الأحداث. ويضيف جلبى أن الرواية بسيطة وعميقة يتحدث المؤلف عن تجربته فى الغربة وأن الهوية لم يعد لها تعريف وأن حربها حرب كيان ووجود وهى تتحدث عن العنصرية داخل المجتمع الأوربى ليس فقط ضد العرب او المسلمين بل بين أبناء القارة الأوربية. بعد ذلك أبحر الكاتب والناقد محمد التداوى بالحضور داخل الرواية ليتحدث عن ازدواجية اللغة فى النص وكيف كان ينتقل الكاتب من الفصحى للعامية ويستخدم بعض المصطلحات التى كانت تأتى سلسة تارة وأخرى لم تكن فى موضعها. ويقول التداوى ان الرواية تعكس الصراع والتضاد بين الشرق والغرب وصراع البقاء وقهر الصعاب وانتزاع الحرية. أما بالنسبة للكاتب محمد شلبى فالرواية قيمة شكلاً ومضموناً تمثل ذروة تطور الفرد نحو الدفاع عن المعتقد والأصل الثقافى ومقاومة ملامح التغريب والذوبان "هذا الكتاب ليس برواية فقط" هكذا بدأ الناقد الدكتور مدحت الجيار عندما تحدث عن الرواية ليوضح أن هناك اشكالا سردية أخرى تذوب داخل اطار الرواية؛ فهى سيرة ذاتية وتوثيق سياسى وادب رحلة إلى جانب كونها رواية، الكاتب ببراعة ومكر شديد نسج كل هذه الأشكال. ثم تحدث خالد موافى عن روايته موضحاً انها صرخة أو محاولة تعبير عما شاهده فى الغربة، فهى تحمل مزيج من إحساسه كمغترب وخياله كروائي. ويقول موافى : "أنا مهاجر مصرى سويدى أعيش بها منذ أكثر من ثلاثين عاما والرواية صرخة وبوح بصوت عال عما وجدته هناك وما شعرت به وبعض الشباب يكون لديه أحلام وردية عن الغربة ولكنها باهظة التكاليف فالبطل يدفع ثمن غربته فى الخارج والداخل أيضا حين يعود ويجد نفسه كما يقول المثل الشعبى البعيد عن العين بعيد عن القلب" .