من بين أهم ما قاله الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى حواره مع صحيفة بيلد الألمانية الأسبوع الماضى: أن روسيا أخطأت حين لم تعلن عن مصالحها القومية منذ ربع قرن, أما فيما يتعلق بمواجهة الارهاب فقال : إذا لم يعجب موقف روسيا أحدا ما فليس من المحبذ إعلاننا أعداء والأفضل أن يجرى البحث عن حلول مشتركة . وبالنسبة لسوريا فان بوتين يؤمن بضرورة وضع دستور جديد ويرى انه إذا جاءت الانتخابات الرئاسية المقبلة ديمقراطية فإن الرئيس بشار الأسد لن يكون مضطرا للذهاب إلى أى مكان آخر لو خسرها وأنه بمقدوره ان يحل ضيفا على روسيا ولكنه لم يتكلم عن الوضع لو فاز !. بعد يومين من هذا الحوار كشفت وسائل إعلام روسية أن هناك بنداً لم يتم الإعلان عنه خلال زيارة الأسد الأخيرة فى أغسطس الماضى لموسكو، وينص على منح موسكو الحق فى تواجد عسكرى مفتوح وغير محدد المدة فى سوريا و أنه فى حال أراد أحد الطرفين التراجع عنه فعليه أن يبلغ الطرف الآخر خطياً بذلك بحيث يكون لدى الطرف الثانى مهلة عام لإنهاء مفعول الاتفاق. وكل ذلك مفاده أن روسيا انتهت من عملية تثبيت أقدامها فى سوريا برا وبحرا وجوا , وأنها انتهت أيضا من تأمين حدود المحافظات التى يسيطر عليها الجيش السورى فعليا , وانه تم تجهيز مسرح العمليات لبدء الحرب الفعلية على مناطق سيطرة داعش والنصرة وبقية المنظمات المسلحة التى تم تصنيفها كتنظيمات ارهابية وفقا لمقررات مؤتمر فيينا ومع ذلك يبقى مصير الرئيس الاسد معلقا . وعلى ذلك فانه من المرجح ان يكون ما يردده مسئولون اجانب وخليجيون بشأن موافقة بوتين على مبدأ تخلى الاسد عن السلطه صحيحا رغم تأكيده فى كل تصريحاته التمسك بخيار الشعب السورى وهو يعلم جيدا ان نصف هذا الشعب يعيش نازحا او مهاجرا وان 80%من مساحة الدولة السورية يقع خارج سيطرة الدولة , بينما الرئيس الاسد ما زال يراهن على ان اكثر من 70 % من سكان سوريا يعيشون فى مناطق تخضع لسيطرة الدولة، وان الجيش مازال قادرا على التعامل مع الازمة. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب