اتفق خبراء وأساتذة الإعلام على أن صناعة برنامج "توك شو" قوى ينافس البرامج الأخرى لابد له من مواصفات واشتراطات محددة أهمها أن يعتمد على إعداد جيد ويهتم بنقل الحدث بسرعة مع إعداد تقارير مصاحبة لمناقشات البرنامج. ويعد برنامج «أنا مصر» أحدث برامج التوك شو التى تعرض حاليا، وعنه قال الخبراء إنه بداية الأمل فى صناعة برنامج توك شو قوى ولكن ينقصه “ملح المهنة وحول مواصفات التوك شو الناجح قال المحاور والإعلامى مفيد فوزى: أول الأمور المهمة لتقديم برنامج توك شو ناجح هو التآلف والتآزر بين أعضاء العمل التليفزيونى الواحد لأن أخطر ما يحدث هو انفراد كل شخص بتبيان مواهبه والأمر الأهم هو الوصول للحقائق بدون افتعال، كما أنه من المهم فى مقابلة الوزراء عدم الكلام بالمقدمات وهو ما كنت أفعله فى برنامج «حديث المدينة» فكنت ألجأ للمباشرة، والأمر الأخطر هو المكالمات التى توضع سلفا حث تجعل بعضها البرنامج بعيدا عن الرقى والجدية ويجب غلق التليفونات فى وجه من يشتمون أو يسبون أو يتكلمون بغلظة، وأضاف: ألاحظ أن المذيع المنتدب لبرنامج التليفزيون المصرى أجرأ فى القناة الخاصة عن التليفزيون لأن للتليفزيون قواعد وقال: دعونى أسأل ما معنى «أنا مصر» فمصر ليست ذكرا إنها أنثى التاريخ وأيقونته فما معنى أنا مصر والعنوان به عدم استقامة . وأشار مفيد فوزى إلى أن هناك أمرا أساسيا أيضا حيث أتمنى أن تلجأ الشاشة إلى الرقم لأنه هو الحقيقة والعنوان فلابد أن يظهر الرقم فى برواز على الشاشة لكى يوضح حجم وقيمة ما يتم مناقشته، ويجب أيضا أن تكون الأسئلة من المذيع أو المذيعة قصيرة وليس فيها وجاهة الظهور وادعاء المعرفة فالسؤال القصير يحتاج إلى مهنية شديدة لأن العيون الشاخصة إلى الشاشة لا تريد من المذيع شيئا إنما تريد المعلومة، والمعد فى نهاية الأمر يضع معلومات أمام المذيع ولكن الأعظم من ذلك هو «مذاكرة المذيع السابقة للمعلومات» فلابد أن يشعر المشاهد بطعم الحصار الأنيق والذكى للمسئول ليصبح المذيع ضمير وطن وحليف المشاهد. وقالت د.هبة شاهين أستاذ الإعلام: إننا لا نستطيع الحكم الآن على برنامج انا مصر لأنه مازال فى بداية حلقاته ويجب أن ننتظر حتى نستطيع الحكم عليه وتمر أحداث مهمة وانفرادات يتم تقديمها وترى أنه لصناعة توك شو قوى يجب اختيار قضايا تهم المواطن والنزول إلى ارض الواقع ونقل الحدث بسرعة وإذاعتها مرتين وثلاث مرات فى اليوم، وإنتاج عدد برامج اقل بكفاءة وجودة فى الإنتاج وأن يقدم بلغة بسيطة تصل إلى المواطن إضافة إلى المصداقية والحيادية فى عرض المواضيع واختيار الوجوه المقبولة التى تزيد لديها المهنية، كل ذلك يسهم فى تقديم برامج توك شو قوية .وقالت الجميل إن القائمين على التليفزيون بالفعل بدأوا فى التفكير والعمل على إنتاج برنامج ونوهت شاهين المهم ان يثبت نجاحه ويستطيع سحب البساط مرة أخرى. وبدوره نوه د.محمود خليل أستاذ الإعلام إلى أن عمل برنامج «توك شو» ناجح يحتاج الى مجموعة من العوامل منها الاستقلالية فى عرض الموضوعات واختيار موضوعات تهم المواطن، عمل تقارير ونقل الحدث بسرعة وأشار إلى ان برنامج «انا مصر» يعد إحياء لبرنامج «البيت بيتك» الذى قدم منذ سنوات ومن خلال مشاهدتى لبعض الحلقات أجد انه برنامج ساكن ويتعامل مع أجندة الموضوعات بطريقة رسمية ليس بها روح . وأضاف أن الوجوه التى تقدم البرنامج وجوه محفوظة وأداؤهم مع القنوات الخاصة مختلف عن تقديمهم برنامج " أنا مصر" وكان من الأفضل أن يعتمدوا على مذيعين جدد لان المشاهد سئم من التكرار والانحصار فى عدد معين مشيرا إلى أن " أنا مصر " ناقص " ملح المهنة "، وأعرب عن ثقته فى تطور التليفزيون والعمل بمهنية وإعداد البرامج بشكل جيد تليق بتاريخ التليفزيون المصرى بما يعلى من قيمة المهنة . وتقول د.ليلى عبد المجيد أستاذ الإعلام: لابد من البحث عن برامج من نوعية البرامج القديمة وتطويرها وليس النقل من القنوات الفضائية الأخرى فلابد أن يشعر المشاهد بأن البرامج تفيده وتقدم جديدا. ويقول د.عبدالله زلطة أستاذ الإعلام: إن المشاهد مل من الحوارات التقليدية الرتيبة التى تتسم بالبطء والإطالة ويميل فى هذه الفترات الى التجاوب مع البرنامج الذى يأخذ شكل الصحيفة التليفزيونية التى تستقى مادتها من الأحداث الجارية التى تشغل اهتمام الرأى العام. ويقول د.محمد شومان أستاذ الإعلام: إن وجود برامج جديدة على شاشة التليفزيون من نوعية التوك شو يمثل نهضة للإعلام الوطنى ومنها أنا مصر ومن المهم رفع سقف الحرية وتوفير إمكانات فنية وعناصر إبهار وأن يكون هناك شروط مالية لإحضار الضيف كما فى القنوات الخاصة لكى يشجع الضيوف على المشاركة فى هذه النوعية من البرامج وتسهيلات فى التنقل وفريق إعداد جيد يتمتع بحرية فى الرأى والرأى الآخر واختيار الموضوعات بطريقة جيدة وصالحة.