لى رؤية فى قضية تطوير منظومة التعليم الفنى والتدريب المهنى بمصر وأنتظر من كل المهتمين المشاركة بالرأى فيها وأعرض أولا النقاط الآتية: 1 تبلغ نسبة طلاب التعليم الفنى الى طلاب التعليم العام 2 الى 1 تقريبا فى المرحلة الثانوية. 2 يعتقد كثيرون أن التعليم الفنى أقل شأنا من التعليم العام وأنه تعليم بغرض إكساب الطلاب مجرد مهارة مهنية وهذا مفهوم غير صحيح فالتعليم الفنى مثل التعليم العام من حيث هدف تزويد طلابه بالمعارف والمهارات الناعمة والسلوكيات الوجدانية التى تجعلهم اشخاصا قادرين على العيش بكرامة والتواصل والتفاعل مع مجتمعهم فى سهولة ويسر. 3 يتميز التعليم الفنى بأن طلابه يخرجون إلى سوق العمل مبكرا (سن 18 سنة) وهو مايلقى على مؤسساته حملا مضاعفا لتأهيل الطلاب فى هذه السن المبكرة لتحمل المسئولية، ويتميز خريجو التعليم الفنى بأنهم حاصلون على تأهيل مهنى الى جانب التأهيل التعليمى الأكاديمى (أو هكذا يجب أن يكون). 4 تتعدد الجهات التى تقدم خدمة التعليم الفنى والتدريب المهنى فى عدة وزارات وهيئات ومؤسسات بالدولة ولكن لايوجد تنسيق بين أنظمتها وسياساتها حيث تعمل فى جزر منعزلة عن بعضها وعن المنتفعين من الخدمة بطبيعة الحال وتعد التحدى الذى يجب على الدولة مواجهته لاصلاح المنظومة وتقديم خدمة جيدة للطلاب. 5 هناك غياب شبه تام للوائح المنظمة للدراسة التى تقدمها الجهات المختلفة من حيث تحديد مواصفات الخريجين ومستويات الجدارات المطلوبة ومتطلبات منح الشهادات والمؤهلات. 6 يوجد ضعف شديد فى الروابط والتعاون والتواصل بين مؤسسات التعليم الفنى والتدريب المهنى من جهة و المؤسسات الإنتاجية الصناعية والزراعية والتجارية والخدمات الفندقية من جهة أخري وتشمل الخطوط العامة لرؤيتى انشاء كيان ينظم أمور التعليم الفنى والتدريب المهنى وينسق ويلزم الجهات مقدمة الخدمة بكل مايضعه من سياسات منظمة ومعايير قياسية وخطط تنفيذية وإقامة مشاركة كاملة بين مؤسسات ومراكز التعليم الفنى والتدريب المهنى والمنتفعين (المؤسسات الإنتاجية صناعيا وزراعيا وتجاريا وفندقيا وغيرها) فى كل مراحل العملية التعليمية والتدريبية للتجديد والتحديث بشكل دائم لمواصفات الخريجين واعداد حزم البرامج الدراسية والتدريبية ومخرجاتها وتنفيذها وتقويمها وتصويب الأداء وإدارة المنظومة. وفيما يخص العملية التعليمية والتدريبية ومكوناتهما ارى الآتي: أولا: المدرسة.. نحتاج بصفة عاجلة الى مايلي: { تخطيط اليوم الدراسى بما يشغل كل وقت الطلاب فى الفصل الدراسى و المعمل والورشة وكل نشاط رياضي، وثقافى واجتماعى وكل الزيارات التعليمية التدريبية والأنشطة الاجتماعية خارج المدرسة. { التوجه بقوة لفكرة المعمل والورش الافتراضية لكى نعوض نقص الامكانات ونلاحق التكنولوجيا والعمل بالتوازى على تطوير الورش والمعامل الحقيقية قدر مايسمح به التمويل. { تحويل المدارس الفنية إلى فكرة «المدرسة المنتجة» وهى موجودة بالفعل تحت مسمى مشروع «رأس المال» لكنه يحتاج إلى الكثير من الجهد لتطويره. { تدريب المديرين على نظم الإدارة التعليمية الحديثة. ثانيا: المدرسون الموجودون فى الخدمة يراعى لهم مايلي: تدريب مكثف على طرق التدريس والتدريب الحديثة بطريقة الكاسكيد cascade (1 يدرب 10 10 يدربون 100 و100 يدربون 1000 1000 يدربون 10000 10000 يدربون 100000) أى 5 دورات تنجز فى غضون عام واحد (كل منها شهران) ويستمر التدريب ويتواصل بنفس الأسلوب. { تشجيع كل مدرس يحقق جودة حقيقية فى الأداء مع تكريم وتحفيز مادى وأدبى ومعنوى له. أما المدرسون الجدد فيراعى لهم: تطوير لوائح وبرامج كليات التعليم الصناعى لكى تخرج «مدرس ثانوى صناعي» على المستوى المطلوب مهاريا وأكاديميا وتربويا، فضلا عن تطوير برامج اعداد المعلمين المهنيين فى التخصصات الزراعية والتجارية أيضا. ثالثا: المناهج الدراسية والحزم التدريبية: { التشاور مع الشركاء لانجاز مرجع متكامل منظم لكل مواصفات المؤهلات المهنية ومتطلبات المنح (الجدارات Competencies) فى كل تخصص تقنى أو مهنى بحيث يشكل مرجعا دائما ومقياسا يرجع إليه (مازورة) لكل من يريد تصميم منهج دراسى أو انشاء برنامج تدريبى أو تقويم خريج أو تقييم أداء مؤسسة أو منح ترخيص مزاولة المهنة وضبطها ويتطلب ذلك مايتراوح بين عام وعامين لانجازه). { تطوير كل البرامج والحزم التدريبية بما يتوافق مع التوجهين العالميين لمنظومات التعليم الفنى والتدريب المهنى وهما التعليم القائم على الجدارات بما يتطلبه من نظم تقويم متخصصة لأداء الطلاب وهو يناسب الجهات التى تقدم تدريبا بنسبة أكبر من التعليم الفني، أو التعليم القائم على المناهج والفصول الدراسية وهو النظام المعمول به فى مصر والذى يناسب الأعداد الضخمة من الطلاب. رابعا: الطالب والبعد النفسي: { العمل على فتح مسار تعليمى تقنى يفتح أفق وفرص التعليم العالى وفرص التعليم المستمر مدى الحياة أمام من يملك المهارات والامكانات من طلاب التعليم الفنى مثلهم مثل طلاب التعليم العام تماما وهذا حقهم علينا وهذه هى فكرة الجامعة التكنولوجية. حشد الطاقات المجتمعية والإعلامية والتثقيفية لاظهار التعليم الفنى والتدريب المهنى فى صورته الحقيقية كقاطرة للتنمية فى كل بلدان العالم. د. أحمد الجيوشى نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفنى