مازالت المرأة المصرية تحرز تقدما وتميزا فى جميع المجالات بشهادة العالم أجمع.. دكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أستاذ الأدب الفرنسى بكلية الألسن جامعة عين شمس ثانى امرأة تشغل هذا المنصب منذ إنشاء المجلس.. ولها باع طويل فى مجال الترجمة كما شغلت منصب المستشار الثقافى ورئيس البعثة التعليمية لفرنسا وبلجيكا وسويسرا سابقا.. بعد تخرجها فى كلية الألسن قسم اللغة الفرنسية حصلت على دبلومة ترجمة فورية ثم دكتوراه فى علم الترجمة المقارن ثم اتجهت بعد ذلك للعمل بصورة أكبر فى الترجمة التحريرية فى المجلس الأعلى للثقافة اهتمت بالترجمة عن الفرنسية وعملت فى مجال الترجمة الفورية فى الخارجية والاتحاد الأوروبى والمؤتمر الإسلامى واتحاد البرلمانيات الإسلامية ومع اليونسكو ومع جهات دولية عديدة، كما كانت عضوا فى المكتب الفنى للمجلس القومى للترجمة. لها العديد من الإسهامات فى مجال الترجمة منها جزء كبير من خلال المشروع القومى للترجمة .. كذلك ذكريات مصر الجديدة بالتعاون مع المركز الثقافى الفرنسى التابع لسفارة فرنسا 2005 ورحالة وكتاب مصريون إلى فرنسا 2006 . تتحدث د. أمل الصبان عن توليها منصب الأمين العام للثقافة قائلة: فخورة باختيارى كامراة لإدارة هذا المجلس الذى يضم خبرات وكفاءات فى مجالات عديدة وكثانى امراة ومن قبلى كانت دكتورة كاميليا صبحى خلال الفترة من 20-12-2011 وحتى 11-2-2012. تقول: أدين بالعرفان لكل من عملت معهم ومنهم د.جابر عصفور والذى أتاح لى الفرصة لأكون أول واحدة فى لجنة الترجمة وكانت دائما يشجعنى وكذلك د.عماد أبو غازى وكان له ملاحظاته على عملى وكذلك الكاتب جمال الغيطانى كان له فضل. وأتمنى أن تتصدر المرأة وتضع بصماتها فى إدارة هذا المكان ونحن فى وقت التغيرات الكثيرة والتى حدثت وأدت الى إحداث نوع من الاضطراب فى الأداء ووقفنا على أرجلنا مرة أخرى وكل الأجواء تشجع للمضى قدما فى طريق الاستقرار والتقدم. عن وضع المرأة حاليا تشير د. الصبان إلى أن المرأة حصلت على مميزات عديدة فى المجتمع المصرى وحصلت على إجازات للوضع وساعات للرضاعة وكذلك حقها فى الميراث، لكن للأسف كما تقول- نرى المرأة تتحمل مسئوليات وأعباء طائلة وليست هناك مشاركة حقيقية فهى التى تتحمل العمل والأولاد والمذاكرة وتدريب الأولاد.. المرأة المصرية تعانى أعباء كثيرة مقارنة ببلدان أخرى، فرنسا على سبيل المثال المشاركة مع الرجل بنسبة 50% ، كذلك رئيسة وزراء بريطانيا حصلت على إجازة لرعاية الطفل.. أما المرأة المصرية فى الثلانينيات من عمرها مهمومة ومثقلة بالأعباء.. وأعتقد أن ثقافة المجتمع المصرى تتجه لإتاحة الفرصة لأى امراة متميزة لتتبوأ مناصب مهمة، ونأمل فى المزيد ونأمل ألا تعوقها المسئوليات الجسيمة الملقاة على عاتقها. ومن أهم الصعوبات كانت بعد 30 يونيو 2013 عندما كنت فى فرنسا وكان الإخوان كل فترة يأتون لمهاجمة المركز الثقافى الفرنسى و يصرون على خلق المشكلات والإساءة الى صورة مصر فى الخارج لكننا استطاعنا احتواء الموقف ونحقق للفرنسيين أنهم يتعاملون بطريقة غير متحضرة وغير لائقة. كذلك الحرب الإعلامية التى تعرضنا لها فى نفس الفترة بسبب الإعلام الغربى الذى نقل صورة واحدة وهى موقف الإخوان فقط وكانوا ينقلون من قناة وحيدة، كما أن عددا كبيرا من الإخوان الذين يعيشون فى أوروبا ينفقون على الإعلام والدعاية بصورة كبيرة وهذا أعطى صورة غير سليمة على الإطلاق، لكن التحركات الثقافية والدبلوماسية وضحت الصورة تماما كما أسهم المثقفون فى إظهار الصورة الحقيقية لمصر من خلال السفر لدول أوروبا والدبلوماسية الشعبية. وعن أولويات عملها فى المجلس الأعلى للثقافة؟ قالت: انتهينا من إعداد اللجان فى المجلس، والتى لها دور مهم فى وضع تصور للسياسة الثقافية فى مصر كما أن المجلس يعد صلة الوصل بين وزارة الثقافة والخبراء، بالإضافة الى مشروعات نشر التراث المصرى. وعن أسرتك الصغيرة وبما تنصحينهم؟ لدى ثلاث بنات الأولى متزوجة ولديها ابنة اسمها نور والثانية تعمل فى الجامعة الفرنسية وحصلت على الماجستير من فرنسا والثالثة فى السنة النهائية للبكالوريا الفرنسية وزوجى المهندس محمود عبد الستار و الحقيقة أنها عائلة متفاهمة لطبيعة عملى وكنت انصح بناتى دائما بأن أى شىء يعملونه يحبونه جدا. وما سر التوفيق بين عملك وأسرتك؟ ساعدتنى والدتى كثيرا فى تربية بناتى لذا أرى أن أى نجاح لى كان سببه دعاء والدى ووالدتى لى، كذلك زوجى متفهم لعملى وكان يشجعنى وظللت فى فرنسا لفترة وكان يأتى لزيارتنا أنا والبنات على فترات متقاطعة. وأخيرا أنا أؤمن دائما بمقولة لكل مجتهد نصيب وان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.