فيما اعتبرها البعض بمثابة وصمة عار فى جبين الإنسانية، يعقد مجلس الأمن غدا جلسة مشاورات مغلقة يبحث خلالها الأوضاع فى البلدات السورية الثلاث المحاصرة مضايا والفوعة وكفريا، والتى تحاول منظمات إغاثية إدخال مساعدات إنسانية إليها. وتعقد الجلسة بناء على طلب من إسبانيا ونيوزيلندا، ويشارك فيها أعضاء المجلس ال 15، ولكن لا يتوقع صدور أى قرار فى ختامها. ويأتى الإعلان عن عقد هذه الجلسة بعد تأكيد اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدات الثلاث المحاصرة لن يبدأ قبل اليوم، بسبب التعقيدات التى تحيط هذه العملية. وقال بافل كشيشيك المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر فى سوريا: "إنها عملية كبيرة ومعقدة لانه ينبغى أن تجرى فى الوقت نفسه فى مضايا وكفريا والفوعة وأن يتم التنسيق بين عدة أطراف، لهذا لا أعتقد أنها يمكن أن تبدأ قبل اليوم". وكان مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر قد أعلنا الخميس الماضى تلقيهما موافقة الحكومة السورية على إدخال مساعدات إنسانية فى أقرب وقت إلى الفوعة وكفريا فى محافظة إدلب فى شمال غرب البلاد وإلى مضايا فى ريف دمشق. وقالت الأممالمتحدة نقلا عن تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل اثناء محاولتهم مغادرة مضايا التى يعيش فيها نحو 42 ألف شخص". من ناحية أخري، أكد مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن ما تشهده بلدة "مضايا" السورية فى ريف دمشق الغربى من حصار قاتل يمثل وصمة عار فى جبين الإنسانية، وجريمة نكراء تخالف كافة الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية. وشدد المجلس فى بيان أمس على ضرورة التحرك الفورى والعاجل لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ الذين يصارعون الموت كل لحظة نتيجة لنقص الطعام والشراب والدواء وجميع مقومات الحياة وسط وضع إنسانى صعب جراء تعذر إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أهالى البلدة المحاصرين منذ فترة طويلة، مما أسفر عن وفاة وتشريد المئات. وناشد مجلس الحكماء الضمير العالمى والمنظمات الإغاثية ومنظمات حقوق الإنسان والأممالمتحدة والأمتين العربية والإسلامية، تحمل مسئولياتهم واتخاذ مواقف سريعة وعاجلة لنجدة أهالى مضايا المحاصرين وإنقاذهم من الموت جوعا وعطشا، والعمل على فك الحصار المفروض على هذه البلدة بشكل فورى وعاجل. من جانبه، دعا الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين الدكتور على النعيمي، المكتب التنفيذى لمجلس حكماء المسلمين ليبحث فى اجتماع عاجل ما يمكن أن يقدمه مجلس الحكماء من مساعدات إغاثية للأهالى المحاصرين، مؤكدا أن مجلس حكماء المسلمين سوف يتقدم بمذكرة رسمية إلى الأممالمتحدة لتحمل مسئوليتها تجاه هذه المأساة اللا إنسانية.