حصلت »الأهرام« على بعض المستندات المهمة التى تؤكد قيام وزارة السياحة بمخالفة القواعد واللوائح الخاصة بصرف وتوزيع أموال الدولة لدعم منظمى الرحلات فى السوق الألمانية..حيث وافق هشام زعزوع وزير السياحة فى أحدها على تنفيذ حملة إعلانية مع منظم الرحلات الألمانى بمبلغ مليون وثلاثمائة خمسة وسبعين الف يورو خلال العام المالى 2013-2014 علما بأن الميزانية المخصصة للحملات المشتركة للسوق الألمانية لا تزيد على مليونى دولار فقط..وهذا يعنى أن الشركة الألمانية حصلت وحدها على نحو 75% من الميزانية. .مما ادى الى قيام الوزير، فى نفس المذكرة، باستثناء السوق الألمانية من سقف الدعم وزيادة حصتها خلال نفس العام بمبلغ مليون دولار. هذه المبالغ التى تم اعتمادها للشركة الألمانية تخالف القواعد والآليات التى وضعها مجلس ادارة صندوق السياحة..والتى تفرض ان يتم دعم منظم الرحلات بنفس نسبة مساهمته فى جلب السائحين الى مختلف المقاصد السياحية المصرية..وهذا ما لم يحدث مع الشركة الألمانية تحديدا..كما أكدت المستندات التى أمدنا بها أحد مصادرنا بقطاع السياحة الدولية. وأكدته ايضا المذكرة التى أرسلها ل »الأهرام« سامى محمود، رئيس هيئة تنشيط السياحة، حيث قال إن الشركة الألمانية أسهمت فى جلب 34.5% من حجم السياحة الوافدة من السوق الألمانية خلال عام 2014.. ومع افتراضنا أن الرقم الذى ذكره رئيس الهيئة صحيح ويتفق مع الأرقام التى تخرج من المؤسسات الألمانية .. فهذا معناه أن وزارة السياحة قد ضربت بجميع القواعد المهنية عرض الحائط وأصدرت قرارات بتخصيص أكثر من 90% من ميزانية مكتب المانيا لهذه الشركة تحديدا خاصة إذا ما أضفنا المبالغ الآخري التى تم اعتمادها خلال نفس السنة المالية والتى توجد بياناتها فى المستندات التى وصلتنا. موافقة الوزير المباشرة على اعتماد هذه المبالغ للشركة الألمانية..كانت فى حد ذاتها مخالفة صريحة وتدخل فى اختصاصات رئيس هيئة تنشيط السياحة المنوط به الموافقة على مثل هذه المذكرات وإحالتها لمجلس إدارة الصندوق، هذه المستندات كشفت أيضا كيفية توزيع الدعم على شركات السياحة الأوروبية .. وأجابت عن التساؤلات التى طرحناها على وزارة السياحة وإمتنعت عن الرد..وجاءت أيضا لتؤكد أهمية الملف الذى أثارته «صفحات سياحة وسفر» على مدار ثلاث حلقات تحت عنوان «مطلوب كشف حساب توزيع اموال حملات التسويق المشتركة مع منظمى الرحلات وطرحنا خلاله العديد من الأسئلة بهدف التعرف على آليات توزيع أموال الدولة على شركات السياحة الأوروبية..حتى ننفى اي شبهة «مجاملة» او مخالفة للقوانين تنال من مصداقية وزارة السياحة.. وكنا فى العدد الماضى استضفنا أكبر منظمى الرحلات العاملين فى السوق الألمانية الذين أجمعوا على عدم فاعلية هذه الإستراتيحية التى تستنزف أموال الدولة..مما يضعنا هنا أمام تساؤل مهم نوجهه لمن يهمه الأمر وهو إذا ما كانت وزارة السياحة لديها كل هذه الأموال فلماذا لم تستغلها فى تدشين حملات تسويقية وترويجية لتصحيح الصورة الذهنية عن مصر خلال السنوات الماضية التى سبقت سقوط الطائرة الروسية أو حتى بعدها..وتستلهم تجربة الدكتور ممدوح البلتاجى وزير السياحة الأسبق، رحمه الله الذى نجح خلال أشهر قليلة من حادث الأقصر الشهير عام 1997 فى استعادة الحركة السياحية إلى جميع مقاصدنا السياحية ونجح فى إدارة الأزمة باقتدار من خلال تشكيل كتائب إعلامية فى مختلف الصحف العالمية للدفاع عن مصر..ونظم حملات ترويجية مازالت تمثل عماد استراتيجيتنا للترويج السياحى حتى اليوم. واليوم نختتم بهذا العدد آخر حلقات الملف بعد أن عرضنا جميع وجهات النظر التى وصلتنا.