أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أن دعوة جماعة الإخوان الإرهابية للتظاهر فى ذكرى 25 يناير هى دعوة مشبوهة ومأجورة من الخارج تهدف إلى زعزعة امن واستقرار البلاد. وطالب الشعب المصرى بعدم الالتفات إلى هذه الدعوات الهدامة التى تحض على التخريب والدمار، مشددا على ضرورة تعاون كل أبناء الوطن فى العبور إلى المستقبل ووضع مصر على طريق الاستقرار والتنمية. وطالب أعضاء مجلس النواب بالقيام بواجبهم تجاه هذا الوطن وتجاه شعبه العظيم، فالجميع عليهم مسئولية مشتركة. كما طالب أجهزة الإعلام بأن تضع ميثاق شرف تلتزم به، ولا تطرح من القضايا إلا ما يفيد الوطن. هناك دعوة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية للتظاهر فى ذكرى 25 يناير .. ما رأيكم فى هذه الدعوات؟ هذه دعوات مشبوهة الغرض منها تعطيل حركة البناء والتنمية وتقويض أى عمل من شأنه أن ينهض بالبلاد، ومثل هذه الدعوات تصب فى مصلحة أعداء الوطن، لأن البلاد الآن تسعى إلى الاستقرار والبناء، وافتتاح المشروعات الجديدة، ومثل هذه الدعوات تحيد عن السلمية، وتمتد فيها يد التخريب إلى منشآت الدولة وتعطيل مصالح المواطنين وهذا أمر محرم شرعا، لأن الصدام مع المجتمع وتبنى آراء هدامة ورفض التعايش معه على النقاط المشتركة ليس من الإسلام فى شيء وهو محرم شرعًا، لأنه يؤدى إلى هدم مصالح العباد والبلاد. وعلى أبناء الوطن عدم الالتفات إلى دعوات الصدام والتخريب التى أطلقها المغرضون، وتفويت الفرصة على كل من يتربص بأمن الوطن ومقدراته، ومثل هذه الدعوات لن تجد لها أى صدى فى الشارع المصرى الذى لفظ الإرهاب والإرهابيين إلى الأبد، فاستمرار تماسك الجبهة الداخلية، والتضامن المجتمعى الواسع، بالإضافة إلى استمرار المواجهة الفكرية وتفكيك الأفكار التكفيرية يعد السبيل الوحيد لضمان إحباط المخططات التخريبية فى مصر، نحن نناشد الجميع بأن يعلوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح الخاصة، وأن يسخروا طاقاتهم وجهودهم للبناء وعمارة البلاد التى استخلفنا الله فيها وجعلها أمانة فى أعناقنا، وأن يبتعدوا عن ثقافة الهدم الذى ينشر الفساد فى الأرض ويضر بالبلاد والعباد. أيام قليلة وينعقد مجلس النواب الجديد بعد اكتمال أعضائه.. هل من كلمة توجهونها لأعضائه وللشعب؟ اكتمال البرلمان وانعقاده تأكيد أن الوطن يسير نحو استكمال مؤسساته للمساهمة فى النهوض والبناء، وكلمتى لأعضاء البرلمان أقول لهم إنكم حملتم أمانة يجب أن تقوموا بها على الوجه الأكمل تجاه هذا الوطن الغالى وتجاه شعبه العظيم، فالجميع عليهم مسئولية مشتركة فى إنجاح هذه التجربة، لأننا جميعًا نستشعر الأمانة الملقاة على عاتقنا تجاه الوطن، وهو الأمر الذى يحتاج منا إلى أكبر قدر ممكن من الجهد والبذل والعطاء، وفى كل التخصصات والمجالات، كل منا فى موقعه، الوطن يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل، ولا يجب إضاعة الوقت والجهد فى أمور خلافية لا تعود على الوطن والمواطن بشيء لأننا الآن أمام مرحلة دقيقة وحساسة، وعلينا أن نراعى المصالح العليا للوطن، كما علينا أن نراعى ربنا عز وجل فى تلك الأمانة. بالأمس القريب دشن الرئيس السيسى مشروع ال1.5 مليون فدان.. ما رأى فضيلتكم فى مثل هذه المشروعات وما الذى تطالب المصريين به للمشاركة فى هذا المشروع؟ أود التأكيد على أن مصر تُثبت يومًا بعد يوم خطاها على طريق الاستقرار والتنمية للبلاد والعباد، وهو المقصد الذى أوجدنا الله واستخلفنا فى الأرض من أجله، لذلك فمثل هذه المشروعات يعود نفعها على الإنسان الذى هو بالأساس عماد الحياة، فهى توفر له كل ما تستقيم به حياته، وترفع عنه الحاجة والعوز، وتضمن معيشة كريمة له ولأهله، فكل من يشارك فى هذا المشروع القومى التنموى ويبذل فيه من خبراته وطاقاته، يكون مشاركًا فى عمارة الكون المأمور بها شرعًا، ودعوتى للجميع خاصة الشباب ضرورة المشاركة بفعالية وتفانٍ فى تنفيذ هذا المشروع القومي، من أجل تحقيق النمو والرخاء لمصرنا الحبيبة. ما رأيكم فى الفتاوى الشاذة التى تهاجم الجيش وتشكك فى عقيدته وتسعى إلى إثارة الرأى العام ضده؟ غاية هؤلاء المتطرفين النيل من الحصن الذى يحمى المصريين، بحيث إذا ما سقط هذا الحصن أعطاهم الفرصة لكى يعبثوا بالوطن وينفذوا أغراضهم الدنيئة ضده وضد الشعب المصري، فهذه الجماعات المتطرفة تعتبر الجيش المصرى عقبة كبرى أمام طموحاتها فى العودة إلى الحكم والسيطرة على البلاد، وهو ما يدفعها نحو الهجوم الدائم على المؤسسة العسكرية والتشكيك فى ولائها ودورها الوطني، وإصدار الفتاوى الشاذة المتكررة والمتعددة والتى تدعو إلى الهرب من التجنيد ومقاطعة بل ومعاداة كل الأعمال والأنشطة التى يقوم بها الجيش للحفاظ على أمن الوطن وتماسكه، لكن المؤسسة العسكرية وأفرعها المختلفة تتمتع بتأييد وثقة جميع قطاعات المصريين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، ولا يمكن لأى فصيل يدّعى الوطنية أن يجعل من الجيش الوطنى خصمًا له يستهدفه بالقول والفعل، وهو أمر يؤكد أنّ الهجوم على الجيش المصرى واتهامه بالأباطيل إنما هو لأغراض خاصة لا علاقة لها بصالح الوطن وأمنه ومستقبله. مؤخرًا شهدت الساحة الإعلامية تجاوزات على كافة المستويات.. ما رأيكم فى تلك الظاهرة؟ أطالب وسائل الإعلام بأن يتمثلوا قول الله تعالي: «فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ»، فيجب عليهم أن يحرصوا على كل ما ينفع الناس وأن يبتعدوا عن التلاسن وترويج الشائعات والأخبار التى تفهم على أكثر من وجه وليس الغرض منها إلا إثارة البلبلة والوقيعة، لذا أطالب أجهزة الإعلام بأن تضع ميثاق شرف تلتزم به، ولا تطرح من القضايا إلا ما يفيد الوطن. ما هى خطة دار الإفتاء فى العام الجديد؟ سيشهد العام الجديد تطورًا كبيرًا وتوسعًا فى نشاط دار الإفتاء على كافة المستويات والأصعدة؛ يأتى فى مقدمة ذلك تعزيز وتطوير خدمات الدار الشرعية التى تقدمها للمسلمين فى مختلف أنحاء العالم، وذلك لضمان تحقيق أكبر قدر من التواصل الفعّال مع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، ولأجل مواكبة التكنولوجيا سنطلق عدة خدمات جديدة منها تطبيقات للفتوى على أنظمة «أندرويد»، و»آى أو إس» لأجهزة الهواتف الذكية، وذلك لضمان الوصول لأكبر شريحة ممكنة من المسلمين حول العالم، بالإضافة إلى أن الدار كذلك ستعمل على زيادة عدد الساعات المخصصة لاستقبال الفتاوى الهاتفية والإلكترونية ضمن خطة تطوير خدماتها للجمهور فى العام الجديد. بعد نجاح فكرة المرصد التكفيرى ومرصد «الإسلاموفوبيا» فى التصدى لظاهرة العنف والتطرف .. هل هناك جديد يدعم تلك الإدارات فى مهمتها لتقويض الفكر المتطرف؟ ستقوم دار الإفتاء بتأسيس مركز دراسات استراتيجى لقضايا التشدد والتطرف يعمل على تحليل وتفنيد مزاعم المتطرفين وأفكارهم الشاذة والرد عليها ردًّا علميًّا منضبطًا، وكذلك دراسة ظاهرة انضمام الشباب إلى «داعش» سواءً من دول الشرق أو الغرب من أجل وضع حلول جذرية تحول دون انجرار الشباب إلى براثن التطرف والإرهاب، بالإضافة إلى وضع دليل إرشادى باللغات لمعالجة التطرّف، بهدف مساعدة صانعى القرار فى دول العالم للتعامل الأمثل مع الظاهرة، وكيفية مواجهتها بطريقة سليمة.