كتاب ( كليله ودمنه ) هو عباره عن مجموعه قصص رمزيه ذات طابع يرتبط بالحكمه والاخلاق يرجح انها تعود لاصول هنديه ، ويقال أن ملك الفرس كسرى أمر بترجمته الى اللغه البهلويه وهى اللغه الفارسيه القديمه واستعان به فى تدبير شئون رعيته. وفى منتصف القرن الثامن الميلادى نقل الكتاب فى العراق الى العربيه ، وكليله ودمنه هما ثعلبان كان المؤلف يجرى الحوار بينهما ويروى الأحداث بلسانهما ، وكليله كان ناصحآ لدمنه ، والكتاب يحتوى على قصص متنوعه أبطالها من الحيوانات والطيور ، وكان المؤلف يلجأ الى الرمز بالحيوان خوفآ من العقاب ، حيث تتحدث الحيوانات عن ظلم الحاكم ونقد المجتمع ، من كتاب كليله ودمنه أعجبتنى هذه القصه : فى يوم من الأيام ، أصبح الأسد جائعآ ، فقال للثعلب أحضر لى طعامآ وإلا إضطررت لأكلك ، قال الثعلب أمهلنى حتى أحضر لك حمارآ لتأكله ، قال الأسد حسنآ إذهب ولا تتأخر . فذهب الثعلب الى الحمار وقال له أيها الحمار إن الأسد يبحث عن ملك آخر للغابه فإذهب إليه حتى تتقرب منه ، فتعجب الحمار وأخذ يفكر ويحلم بالمنصب الذى ينتظره ، ويحلم بهيئه مملكته وحاشيته ، وعندما وصل الحمار عند الأسد وقبل أن يتكلم ضربه الأسد على رأسه فقطع أذنيه ففر الحمار على الفور . قال الأسد ( غاضبآ ) يا ثعلب إحضر لى الحمار ثانيه وإلا أكلتك ، فذهب الثعلب الى الحمار مره ثانيه وقال له ( صحيح ) إنك حمار كيف تترك مجلس الأسد ( ملك الغابه ) وتضيع على نفسك هذا المنصب ، ألا تريد أن تصبح ملكآ ؟ قال الحمار حيلتك مكشوفه تقول أنه يريد أن ينصبنى ملكآ وهو فى الحقيقه يريد أن يأكلنى ، لقد ضربنى على رأسى حتى طارت أذناى . قال الثعلب كان يجب أن تطير أذناك حتى يضع التاج على رأسك . قال الحمار كلام معقول هيا بنا للأسد لأعتذر له عن قرارى ، وعندما إقترب الحمار من الأسد ليعتذر له ، ضربه الأسد فقطع ذيله ففر الحمار مره أخرى . قال الأسد( متزمرآ ) للثعلب أحضره لى فورآ أنا جائع ، ذهب الثعلب الى الحمار وقال له أتعبتنى ، لماذا تفر دائمآ من أمام الآسد ؟ قال الحمار فقدت أذنى وذيلى وأنت مازلت تصر على انه يريد أن ينصبنى ملكآ ، قال الثعلب وكيف تجلس على كرسى الملك وذيلك تحتك ؟ قال الحمار صدقت فإخذ الثعلب الحمار الى الأسد مره ثالثه . وفى هذه المره قام الأسد وإفترس الحمار من رقبته فقضى عليه ، وأمر الأسد الثعلب أن يسلخ الحمار ويإتيه بالرئه والمخ والقلب والكبد ، فذهب الثعلب ثم عاد للأسد ومعه الرئه والكبد والقلب فقط ، فقال الأسد ، وأين مخ الحمار يا ثعلب ؟ فقال الثعلب لو كان له مخ ما عاد بعد قطع أذنيه وذيله . قال الأسد صدقت يا ثعلب . إنتهت إحدى حكايات كليله ودمنه وأى تعليق أو توضيح أو إضافه أتصور أنه فعل يشبه ما فعله الحمار فى حكايتنا الرائعه . لمزيد من مقالات أشرف صادق