هيمنت أمس التهديدات الإرهابية على احتفالات العالم بالعام الجديد، حيث شهدت عواصم العالم انتشارا أمنيا مكثفا فى مناطق الاحتفالات، وقررت العديد من الحكومات تقليص حجم الاحتفالات بل وإلغاءها فى بعض الدول، وسط تحذيرات للمواطنين من التواجد فى الأمكان المزدحمة. ويبدو أن الاحتفالات فى أوروبا هى الأكثر تأثرا بالأوضاع الناجمة عن التهديد الإرهابي. فقد قررت السلطات فى بلجيكا إلغاء الاحتفالات بالعام الجديد وعروض الألعاب النارية فى وسط بروكسل، ووضعت قوات الأمن فى حالة تأهب قصوى. جاء ذلك فى الوقت الذي ألقت فيه الشرطة البلجيكية القبض على رجل له صلة بهجمات باريس الدامية فى نوفمبر الماضي، ليصبح عاشر شخص تعتقله السلطات البلجيكية فى إطار التحقيقات المتعلقة بتلك الهجمات. وهو ما يأتى بعد يومين فقط من القبض على شخصين يشتبه فى تخطيطهما لهجمات فى بروكسل خلال الاحتفالات بالعام الجديد. وفى فرنسا، استعدت باريس للاحتفال بالعام الجديد وسط أجواء كئيبة لا تزال سائدة بعد اعتداءات نوفمبر الدامية التى راح ضحيتها 130 قتيلا، حيث تم إلغاء عرض الألعاب النارية وتم اختصار فترة عرض الأنوار على قوس النصر إلى عشر دقائق، فيما تراجعت نسبة الحجوزات فى المطاعم والفنادق التى عادة ما تكون مكتظة فى ذلك الوقت إلى ما يقرب من 50٪ ، فضلا عن انتشار مكثف لقوات الجيش فى الشوارع. وتم الإبقاء على الاحتفال التقليدى برأس السنة فى شارع الشانزليزيه الشهير بباريس لكنه سينظم فى أجواء هادئة ووسط إجراءات أمنية مشددة، ولم تعلن السلطات عن حجم الانتشار الأمنى المرتقب خلال الاحتفالات، لكنه سيفوق ذلك الذى تقرر مع بداية 2015 ، حين تم حشد 1700 عنصر. وفى لندن، ألغت شرطة "سكوتلاند يارد" إجازة أكثر من ألفى شرطى وذلك استعدادا لأضخم انتشار أمنى خلال احتفالات العام الجديد بعد ورود معلومات مخابراتية حول تخطيط تنظيم داعش الإرهابى لهجمات على عواصم أوروبية خلال الاحتفالات. وفى نيويورك، ذكرت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما تلقى إخطارا من الأجهزة الأمنية بشأن تهديدات بهجمات إرهابية محتملة فى كل من نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس فى فترة عطلات الكريسماس والعام الجديد. وذكر مسئولون أمنيون أن تلك التهديدات دفعت السلطات إلى تعزيز الإجراءات الأمنية فى الأماكن الهامة، بما فى ذلك ميدان تايمز سكوير بنيويورك الذى انتشر فيه نحو 6 آلاف شرطى لتأمين الاحتفالات التى حضرها نحو مليون شخص. وفى موسكو، قررت السلطات لأول مرة إغلاق الساحة الحمراء مكان التجمع الرمزى لاحتفالات رأس السنة، بسبب مخاوف من هجمات إرهابية أيضا. وفى مدريد، حددت الشرطة عدد الذين يسمح لهم بالتوجه إلى ساحة بويرتا ديل سول "باب الشمس" للاحتفال ب25 ألف شخص فقط، فى حين أصبح حضور الألعاب النارية على ضفاف نهر التيمز مدفوع الأجر. وفى تركيا ، أعلنت السلطات أمس الأول اعتقال شخصين يشتبه فى علاقتهما بتنظيم داعش الإرهابى خططا لتنفيذ هجوم إرهابى خلال الاحتفالات بالعام الجديد. أما فى أستراليا فالوضع أكثر ابتهاجا وإثارة، حيث شهدت مدينة سيدنى أكبر احتفالية للألعاب النارية، و احتشد أكثر من مليون شخص لمشاهدة أكثر من 100 ألف شكل من أشكال الألعاب النارية فى سماء المدينة.وتم إطلاق 2400 لعبة نارية إضافية هذا العام من جسر ميناء سيدني.ولم تمنع تلك الأجواء من اتخاذ الشرطة إجراءات استثنائية حيث انتشرت قوات مكافحة الإرهاب وسط وجود أمنى غير مسبوق فى سيدني. وفى الصين ، ألغت الحكومة فى مدينة شنجهاى الاحتفالات الرسمية برأس السنة الميلادية الجديدة فى منطقة بوند هذا العام وذلك لتزامنها مع الذكرى الأولى لتدافع مميت خلال عرض للألعاب النارية أسفر عن مقتل 36 شخصا. وفى اليابان، زار عشرات الملايين من اليابانيين الأضرحة والمعابد فى جميع أنحاء البلاد، للصلاة من أجل الازدهار والصحة الجيدة فى بداية السنة الجديدة. وفى العالم العربي، قررت الشرطة التى تديرها حركة حماس فى قطاع غزة منع المطاعم والفنادق السياحية من إقامة احتفالات بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة لتنافيها مع العادات والتقاليد لاعتباره تقليدا غربيا على حد تعبيرها.