صورة معبرة جدا استوقفتنى على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيسبوك" وهى لقس يقف امام احد المحلات يشترى حلوى المولد وفى نفس المكان توجد سيدة محجبة تتسوق مستلزمات الاحتفال برأس السنة الميلادية وذلك فى كارد واحد . وصورة اخرى لشجرة الكريسماس مزينة بحلوى المولد خاصة وقد تصادف فى هذا العام تزامن احتفال المسلمين بالمولد النبوى والاخوة المسيحيين ياعياد الكريسماس . صور تتحدث عن نفسها وتعكس الواقع الذى نعيشه وهو ان مصر لا تعرف فيها المسلم من المسيحى وخاصة فى البهجة والمناسبات , نسيج واحد متجانس لا تستطيع ان تفكك خيوطه المترابطة ليوم الدين , صورة تقطع السنة مثيرى الفتن والضغائن بين ابناء الوطن الواحد . ولكن للاسف تجد من يخرج علينا فى تلك المناسبات ليحاول ان يحرم علينا لحظات السعادة التى يختلسها المصريين للتخفيف عن همومهم الحياتية فيحرمون الاحتفال بالمولد النبوى الشريف وبرأس السنة الميلاية "الكريسماس " بالاضافة الى تحريم تهنئة الاخوة المسيحيين باعيادهم واعتبارها بدعة وضلالة !!!؟ ويتجاهلون ان النبى محمد صلى الله عليه وسلم، أول من احتفل بيوم مولده، إذ كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع، وعندما سئل في ذلك قال: "ذاك يوم ولدت فيه، وترفع الأعمال فيه إلى الله، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".. وبعد وفاته ظل المسلمون يحيون تلك الذكرى بالصيام. وأكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا حرج فى الاحتفال لأنها ليست عبادة فى ذاتها ، ولابد من التعبير عنه بالوسائل المباحة . بالاضافة الى جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ، وذلك بألفاظ لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية، فهذا الفعل يندرج تحت باب البر الذى أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعا ، فهو من الأمور الإنسانية والاجتماعية التى يتراحم بها الناس فيما بينهم . وان الله لم يحرم الا ما ورد فى كتابه العزيز أو ما جاء فى سنة رسوله، وليس من المحرمات أن نحتفل بعيد رأس السنة الميلادية المعروفة باحتفالات الكريسماس . فمصر حالة خاصة فريدة من نوعها ,ترى فى شوارعها وحاراتها نماذج مختلفة لانصهار المسلم والمسيحى فى بوتقة واحدة يشاركون بعضهم البعض فى الاحتفالات والمناسبات الدينية , فهناك من المسلمين من يشترى شجرة الكريسماس ومستلزماتها ويرسل لجاره المسيحى بكحك العيد ولحوم الاضاحى , وهناك المسيحى الذى يشترى حلوى المولد وينتظر قدوم رمضام مثل المسلم لشراء الفانوس وياميش رمضان ومشاركة المسلم طقوسه وتبادل الزيارات وموائد الافطار . فابعدوا ايديكم عن مصر والمصريين وبثوا سمومكم بعيدا عنها وعن شعبها يرحمكم الله لمزيد من مقالات سحر عبد الغنى