فى حياتنا أقمار تضيء لنا الطريق عندما تشتد ظلمة الليل وتجدد الأمل فى نفوسنا كلما تصاعدت المتاعب وتراكمت الهموم أو زادت الأوجاع واشتد ألم النفس والجسد.. وفى مقدمة هؤلاء العالم الفاضل المربى الإنسان الدكتور إبراهيم بدران الذى رحل عن دنيانا قبل أيام. أتحدث عن رجل يصعب رثاؤه وتعجز الكلمات عن ذكر محاسنه وأفضاله خصوصا فى مجال العطاء والبر والإنسانية تحت لافتة الطب والعلاج ومداواة الجروح وتخفيف الآلام عن آلاف المرضى من المحتاجين. لقد عرفت إبراهيم بدران قبل أكثر من 35 عاما عن طريق زميلنا الراحل العظيم الأستاذ صلاح جلال المحرر العلمى للأهرام فكانت معرفة خير حيث طابت جراح أمى رحمها الله على يديه وظلت حتى لحظة رحيلها تدعو له واتسعت معرفة الخير لتشمل كل من طرق باب مكتبى حيث كنت أحيل إليه معظم الحالات الإنسانية الباحثة عن العلاج والشفاء فلا يتردد فى قبولها بل إنه كان يتصل بى شاكرا أننى منحته فرصة إضافية لعمل الخير ! أتحدث عن رجل عظيم يتصدر قائمة طويلة من أطباء مصريين عظام وهم عشرات وربما مئات بينهم من رحل عن دنيانا وبينهم على سبيل المثال من لا يزال يواصل مشوار الخير والعطاء مثل الدكتور زكريا سلامة أستاذ الباطنة والدكتور ناصر الغندور أستاذ جراحة المخ والأعصاب وجميعهم ديدنهم الطب فى خدمة الإنسان خصوصا فئة الفقراء والمعدمين. إن الدكتور إبراهيم بدران أكبر من كل كلمات الرثاء وعبارات التعازى ولكننى فقط أردت بهذه الكلمات أن أشير إلى أن مصر العظيمة مليئة بآلاف العظماء الذين يستحقون أن يتصدروا المشهد العام كعناوين للعبقرية والإنسانية والإنجاز وعمق الانتماء لتراب هذا الوطن بدلا من استمرار عمليات الإلهاء للرأى العام بالنماذج المشوهة التى تسيطر بأفعالها القبيحة على المساحة الأكبر للفضائيات . ولعلنا نتذكر المشهد الجليل للرئيس السيسى عندما نزل من فوق المنصة لكى يصافح الدكتور بدران ويصعد به إلى منصة التكريم فكانت هى لقطة المؤتمر المبهرة التى حظيت بتصفيق الحاضرين واكتسبت إعجاب وتقدير الملايين أمام شاشات التليفزيون.. رحمة الله عليك يا دكتور بدران! خير الكلام : على قدر أهل العزم تأتى العزائم وتأتى على قدر الكرام المكارم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله