ذكرت وزارة الخارجية التركية أمس أن تركيا تقوم بسحب مزيد من القوات من شمالى العراق فى محاولة لتهدئة التوتر مع الحكومة العراقية، بعد يوم من حث الرئيس الأمريكى باراك أوباما لأنقرة على المضى قدما فى الانسحاب. وتحتشد القوات التركية فى قاعدة عسكرية بالقرب من الموصل فى شمالى العراق مما أثار خلافا الشهر الماضى بين بغدادوأنقرة. وترغب واشنطن فى إيجاد حل لتلك المسألة لكى يركز البلدان على قتال تنظيم (داعش). وذكرت وزارة الخارجية التركية: "إن تركيا، اعترافا منها ببواعث القلق العراقية ووفقا لمتطلبات مكافحة داعش، تواصل تحريك قواتها العسكرية من محافظة نينوى والتى كانت مصدرا لسوء الفهم".كما أعلنت تركيا عن استعدادها لمواصلة تعاونها القائم مع العراق فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، حيث أكدت أنقرة فى بيان صادر عن الخارجية التركية أنها "العضو العازم" فى التحالف الدولى للمضى قدما فى مكافحة الإرهاب. وجدد البيان دعم تركيا لسيادة العراق ووحدة أراضيه، مبينا أن أنقرة لا تنكر أن هناك انقطاعا فى الاتصال مع الحكومة العراقية.وأشار البيان إلى أن تركيا تأخذ حساسية العراق على محمل الجد، وعليه فإن تركيا ستستمر فى تنفيذ المرحلة التى بدأت بانتقال القوات الموجودة فى المنطقة من أجل حماية الوحدات التى تقوم بالتدريب من الموصل بشمالى العراق. ووصف أحمد جمال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية بدء انسحاب القوات التركية من معسكر "الزلكان" بأطراف مدينة الموصل فى محافظة نينوى بأنه "خطوة متقدمة بالاتجاه الصحيح". وأعرب المتحدث - فى تصريحات له أمس- عن الأمل فى أن تستكمل هذه الخطوة كما طالب العراق بانسحاب شامل وكامل وغير مشروط لكل القوات التركية التى تسللت إلى أراضى العراق.فى الوقت الذى كشف فيه مصدر رفيع المستوى فى وزارة الخارجية العراقية أمس، عن رفض وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفرى لقاء نظيره التركى مولود جاويش أوغلو فى نيويورك بوساطة أمريكية، مؤكداً أن الجعفرى اشترط اعلان انسحاب القوات التركية من الأراضى العراقية.ونقلت أمس قناة السومرية نيوز العراقية عن المصدر قوله إن "وزير الخارجية إبراهيم الجعفرى رفض لقاء نظيره التركى فى نيويورك بوساطة أمريكية الا بعد ان يعلن الاتراك انسحابهم من الاراضى العراقية". و فى هذه الأثناء ،بدأت القوات العراقية المشتركة أمس عملية تحرير منطقة "البوذياب" شمالى الرمادى مركز محافظة الأنبار من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابى ، بمشاركة قوات من الجيش ودعم مقاتلى العشائر وإسناد من الطيران العراقى والتحالف الدولي. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء إسماعيل المحلاوى - فى تصريح صحفى - إن القوات دمرت منزلين مفخخين ومصنعا لغاز "الكلور" السام فى المنطقة بواسطة مدفعية الجيش، مشيرا إلى أن القوات تتقدم فى منطقة البوذياب دون مقاومة لها من مسلحى التنظيم. وفى الوقت نفسه قصفت طائرة بدون طيار تابعة للجيش العراقى موقعا لتنظيم(داعش) الإرهابى فى جزيرة سامراء فى محافظة صلاح الدين شمالى العراق. وذكرت خلية الاعلام الحربى بقيادة العمليات المشتركة العراقية أن الطائرة قصفت الموقع بصاروخ موجه، أسفر عن تدمير المقر ومقتل العشرات من مسلحى التنظيم داخله،كما تمكنت القوات الجوية العراقية من قتل مفرزة من العناصر التابعة لتنظيم " داعش "الإرهابى كانت قد استهدفت زائرى مرقدى الإمامين العسكريين (على الهادى والحسن العسكرى ) بصاروخ جراد فى مدينة سامراء. ومن ناحية أخرى ،أقر وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر بأن التحالف الدولى الذى تقوده بلاده ضد تنظيم داعش ربما يكون مسئولا مع الجانب العراقى عن الغارة الجوية الخاطئة التى اسفرت عن مقتل جنود عراقيين الجمعة. وقال كارتر للصحفيين ان الغارة الجوية كانت على ما يبدو نتيجة "خطأ من الجانبين"، مشيرا إلى أنه اتصل برئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى لتعزيته بمقتل العسكريين العراقيين.