الفريق أسامة عسكر يشهد تنفيذ البيان العملي لإجراءات التأمين التخصصي بالجيش الثالث    القباج وجندي تناقشان آلية إنشاء صندوق «حماية وتأمين المصريين بالخارج»    رئيس جامعة الأزهر يبحث مع وزير الشئون الدينية الصيني سبل التعاون العلمي    رئيس هيئة الدواء يستقبل وزير الصحة الناميبي    للمرة الثانية... BMW تقدم تجدد الفئة الثالثة    يجب قول الحقيقة للجمهور.. الكارثة التى ستحل بنا إذا فتحنا حربا فى الشمال    التشيك: فتح تحقيق بعد مقتل 4 أشخاص وإصابة 27 جراء تصادم قطارين    رضا عبدالعال يكشف ل"مصراوي" مفاتيح تألق صلاح أمام بوركينا فاسو    استبعاد ماجواير وجريليش.. قائمة إنجلترا النهائية لبطولة أمم أوروبا 2024    ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة القليوبية 2024 الترم الثاني    إسعاف الفيوم توفر 81 سيارة بالمناطق السياحية خلال أيام عيد الأضحى    5 جثث و18 مصابا في حادث مروع بالعياط    مفاجأة في تقرير الطب النفسي عن سفاح التجمع    أستاذ علم نفس تربوي يوجه نصائح قبل امتحانات الثانوية العامة ويحذر من السوشيال ميديا    "المسلسل يشبهنا بشكل كبير".. صُناع "الوصفة السحرية" يكشفون كواليس كتابة العمل    5 أبراج فلكية تعشق تربية الحيوانات الأليفة (تعرف عليهم)    بالفيديو.. هاني تمام: لا تجوز الأضحية من مال الزكاة على الإطلاق    موعد صيام العشر من ذي الحجة 2024.. حكمهما وفضلهما والأدعية المستحبة (التفاصيل كاملة)    رئيس "الرقابة الصحية": الابتكار والبحث العلمي ركيزتان أساسيتان لتطوير الرعاية الطبية    اعتماد مخططات مدينتى أجا والجمالية بالدقهلية    الفريق أول محمد زكى يلتقى منسق مجلس الأمن القومى الأمريكى    أشرف زكي محذرًا الشباب: نقابة المهن التمثيلية لا تعترف ب ورش التمثيل    فصائل فلسطينية: استهدفنا مبنى يتحصن به عدد من جنود الاحتلال وأوقعناهم قتلى وجرحى    نقيب معلمي الإسماعيلية يناقش مع البحيري الملفات التي تهم المدرسين    رئيس هيئة الدواء يستقبل وزير الصحة الناميبى    على من يكون الحج فريضة كما أمرنا الدين؟    البنك الأهلي يطلق حملة ترويجية لاستقبال الحوالات الخارجية على بطاقة ميزة    غرامة تصل إلى 10 ملايين جنيه في قانون الملكية الفكرية.. تعرف عليها    ياسمين رئيس بطلة الجزء الثاني ل مسلسل صوت وصورة بدلًا من حنان مطاوع    ماذا قال الشيخ الشعراوي عن العشر من ذي الحجة؟.. «اكتمل فيها الإسلام»    لاعب الإسماعيلي: هناك مفاوضات من سالزبورج للتعاقد معي وأحلم بالاحتراف    هيئة الدواء تستعرض تجربتها الرائدة في مجال النشرات الإلكترونية    "أوهمت ضحاياها باستثمار أموالهم".. حبس المتهمة بالنصب والاحتيال في القاهرة    " ثقافة سوهاج" يناقش تعزيز الهوية في الجمهورية الجديدة    سوسن بدر تكشف أحداث مسلسل «أم الدنيا» الحلقة 1 و 2    "مكنتش مصدق".. إبراهيم سعيد يكشف حقيقة طرده من النادي الأهلي وما فعله الأمن (فيديو)    وزير الخارجية يلتقى منسق البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    تكبيرات عيد الأضحى 2024.. وطقوس ليلة العيد    لوكاكو: الأندية الأوروبية تعلم أن السعودية قادمة.. المزيد يرغبون في اللعب هناك    نمو الناتج الصناعي الإسباني بواقع 0.8% في أبريل    مستعد لدعم الجزء الرابع.. تركي آل الشيخ يوجه رسالة للقائمين على فريق عمل فيلم "ولاد رزق"    ضبط عاطل هتك عرض طفل بالقوة في الهرم    فحص 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجاني بمركز بني مزار في المنيا    عضو بالبرلمان.. من هو وزير الزراعة في تشكيل الحكومة الجديد؟    إسبانيا تبدي رغبتها في الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    أبوالغيط يتسلم أوراق اعتماد مندوب الصومال الجديد لدى جامعة الدول العربية    رئيس وزراء الهند للسيسي: نتطلع للعمل معكم لتحقيق مستويات غير مسبوقة في العلاقات    زغلول صيام يكتب: عندما نصنع من «الحبة قبة» في لقاء مصر وبوركينا فاسو!    «التخطيط»: ارتفاع حجم التجارة بين مصر و«بريكس+» إلى 25 مليار دولار    رئيس الوفد فى ذكرى دخول العائلة المقدسة: مصر مهبط الديانات    كيفية تنظيف مكيف الهواء في المنزل لضمان أداء فعّال وصحة أفضل    وزيرة الثقافة تشهد الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في قصر الأمير طاز    توزيع درجات منهج الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2024.. إليك أسئلة مهمة    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتابع سير العمل بمشروعات مدينة أخميم الجديدة    هشام عبد الرسول: أتمنى تواجد منتخب مصر في مونديال 2026    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. أولى صفقات الزمالك وحسام حسن ينفي خلافه مع نجم الأهلي وكونتي مدربًا ل نابولي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجأة من العيار الثقيل تفجرها «الأهرام»..
لغز «مشكاوات» مسجد الرفاعى
نشر في الأهرام اليومي يوم 16 - 12 - 2015

نجحت جهود الآثار المصرية في محاولاتها لاسترداد ثلاث من المشكاوات المصرية المسروقة التي تم تهريبها وعرضها للبيع بالخارج ، تصل أولها الخاصة بالسلطان برقوق خلال أيام من العاصمة البريطانية لندن وكانت الأهرام منذ أكثر من عام وتحديدا في نوفمبر من العام الماضي قد انفردت بعرض تفاصيل عملية السرقة المثيرة تحت عنوان «سرقة المشكاوات المصرية» بتحقيق كشفت فيه عملية سرقة عدد من المشكاوات المصرية الإسلامية النادرة (قناديل الإضاءة بالمساجد والقصور) وتهريبها خارج البلاد وعرضها للبيع ، بل وبيع بعضها فعلاً لهواة اقتناء التحف الأثرية النادرة في لندن وبعض دول الخليج العربي.
وقد عاودت «الأهرام» في فبراير الماضي وتحت عنوان «سوري وأفغاني وراء سرقة المشكاوات المصرية» الكشف مرة أخري عن تفاصيل عمليات البيع وأسماء بعض التجار الذين قاموا بها ، وكان للعالمة المصرية الوطنية دوريس أبو سيف أستاذة الفن والحضارة بجامعة لندن ، التي بذلت جهودا مضنية من أجل استرداد تلك الآثار الإسلامية النادرة دور كبير فيها، واستطاعت أن تحاصر عمليات البيع ، وكان للاستجابة السريعة من المسئولين المصريين ممثلين في الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار ولجنة استرداد الآثار برئاسة علي أحمد علي وشرطة الآثار ومعهم وزارة الخارجية المصرية وإدارة العلاقات الثقافية بها وسفاراتها في الخارج ، للتعاون الذي يعكس الروح العربية الجميلة من الأشقاء العرب في دولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتحديداً في الشارقة دوره الرائع في محاصرة عمليات البيع ،بالفعل كل تلك الجهود مجتمعة باتت تؤتي ثمارها بقرب عودة ثلاث مشكاوات في القريب العاجل أولاها مشكاة السلطان برقوق من العاصمة البريطانية لندن،وبالطبع لم تكن تلك المشكاوات هي كل ما نهب وسرق وهُرِب للخارج، بل هناك المئات من القطع الأثرية التي خرجت ويتم بيعها في الأسواق العالمية وصالات المزادات.
عباس حلمي الثاني
اكتشاف سرقة المشكاوات الخمس السابقة لم ولن يكون الأول والأخير في مسلسل سرقة تلك التحف الأثرية الإسلامية المتفردة بعد أن تم في صالة « كريستي» الشهيرة عرض مشكاة جديدة للبيع في أكتوبر الماضي ، وأبلغت بها المسئولين المصريين أيضاً باحثة أثرية هي الدكتورة أمنية عبد البر ، وهذه الجهود أسفرت عن وقف البيع وبدء إجراءات الاسترداد التي لن تكون سهلة بل شاقة جدا كسابقتها وستستغرق وقتا طويلا.
183 مشكاة مفقودة
ولكن قصة سرقة وتهريب مشكاة الخديو عباس حلمي تحديدا تكشف النقاب عن مفاجأة مدوية تفجرها «الأهرام» في حوارها الشامل مع علي أحمد علي مدير عام إدارة استرداد الآثار المهربة - الذي قال : بالفعل تم إيقاف عملية البيع للمشكاة الأثرية التي عرضت للبيع بصالة «كريستي» بلندن وتحمل اسم الخديو عباس حلمي الثاني ، ويعتقد أن هذه المشكاة تمت سرقتها من مسجد الرفاعي بالقاهرة، والآن نقوم بإجراءات استردادها ،
وأضاف : هي ليست الوحيدة لأن الخديو عباس حلمي كان مهتما جدا بتقديم إضافات هائلة للمساجد المصرية خاصة المشكاوات الرائعة المتفردة ، والكثير من الإضافات الأخري التي قدمها الخديو اختفي أيضا، ليس في مسجد واحد بل الكثير من المساجد ، فالرواق العباسي بالأزهر الذي ينسب للخديو عباس حلمي كان زاخرا بالمشكاوات ، ومسجد الرفاعي الذي يعتقد أن المشكاة التي عرضت للبيع بصالة كريستي كانت موجودة به ووقفيته بها 300 مشكاة ، ولكن ماتم تسليمه لهيئة الآثار من هيئة الأوقاف 117 مشكاة فقط ، ولانعلم شيئا عن باقي المشكاوت البالغ عددها 183 !
كما أن الخديو عباس قدم الكثير من الإضافات الأخري في المساجد إلا أن الكثير منها اختفي أيضا، ولا ندري شيئا عن مصير باقي المشكاوات وتلك الإضافات الخديوية المتفردة، والأوقاف كانت تتعامل مع القطع الأثرية علي أنها «عهدة» توضع في المخازن ، ولا أحد يدري شيئا عن طريقة تخزينها هل هي طريقة حفظ وتخزين فنية تراعي حساسيتها من حيث خامة الصناعة وهي من الزجاج كذلك الرسوم والكتابات والألوان ؟ أم أن عملية التخزين كانت مخالفة تؤدي إلي تحطيمها وتلفها ؟ والأهم أين هي الآن ؟ فالعدد الذي لانعرف عنه شيئا من المشكاوات التي لم تسلم أكبر بكثير من نصف ما كان موجودا.
عودة المشكاوات المهربة
ويضيف : قطعنا شوطا كبيرا لاستعادة ثلاث من المشكاوات المهربة للخارج بعد تضافر كل الجهود والنجاح في محاصرة عملية البيع ، وهي مسألة أيام فقط وتعود أول مشكاة من لندن بعد تسلمها من جانب الخارجية ، ولكن عملية الشحن تتطلب تغليف المشكاة بطريقة فنية لأنها من الزجاج حتي نضمن وصولها بسلام ، إضافة إلي أنها أثرية وصناعتها تمت منذ وقت طويل ، وللمحافظة علي نقوشها والكتابة والآية القرآنية والنقوش والزخارف التي تزدان بها، أما المشكاوتان الأخريان فهما في طريق العودة إلي مصر خلال الأسابيع القادمة ان شاء الله بعد اتمام عمليات تسلمها ، لنبدأ بعد ذلك جولات أخري من تتبع واستعادة المشكاة الرابعة بعد رصدها .
جريمة تقليد
وفي إجابته عن السؤال الذي طرحته «الأهرام» من قبل وتطرحه اليوم عن تورط بعض المسئولين (أمناء عهد ) في بعض المتاحف المصرية في عملية سرقة المشكاوات وكذلك الدورق الكروي الزجاجي (قنينة قوص الأثرية المكتشفة عام 1969) ووضع قطع أثرية مقلدة مكانها قال مدير الآثار المستردة بوزارة الآثار: نعم عندما تم الكشف عن وجود مشكاوات أثرية اسلامية معروضة للبيع في لندن وبعض الدول العربية وعرض صور لها ، وللحق كان للبروفيسورة دوريس أبو سيف أستاذ الفن والحضارة بجامعة لندن دورا رئيسيا حيث أرسلت لنا الصور التي عرضها تجار الآثار لتلك المشكاوات لبيعها بالخارج الأمر الذي سهل علينا ، كذلك الدكتورة أمنية عبد البر الباحثة والخبيرة المصرية التي شاركت في كشف سرقة مشكاة الخديو عباس حلمي أيضا، وفي نفس الوقت وجود ذات المشكاوات في مصر، سارعنا بتشكيل لجنة فنية لفحص المشكاوات التي بمتحف الحضارة ، وبعد التأكد من أنها لم تكن الأصلية بل كانت مقلدة وأن التي تعرض للبيع بالخارج هي الأصلية ، فقمنا بإبلاغ شرطة الآثار والنيابة العامة للتحقيق، كما سارعنا بتشكيل لجنة عليا علي أعلي مستوي لجرد جميع معروضات المتحف والمخازن للوقوف علي كل الحقائق الخاصة بماهية جميع المقتنيات وكشف إن كانت هناك قطع أثرية أخري أصلية قد استبدل غيرها مقلد بها أم أن هناك قطعا أثرية أخري تمت سرقتها وهذه اللجنة مازالت تعمل لكشف كل تلك الحقائق، وأي شيء سواء سرقة أو استبدال بقطع مقلدة سيتم إبلاغ النيابة العامة فورأ للتحقيق فيه وضبط المسئولين عنه ، ونفس الشيء الذي حدث بعد اختفاء قنينة قوص الأثرية التي عرضت صورة لها بالخارج قبل أن يتم تهريبها ولكنها كانت خرجت بالفعل من المتحف ثم أعيدت وتم إبلاغ الشرطة والنيابة العامة ، والتحقيقات الآن تتم بواسطة القضاء ليقول كلمته.
لجان جرد
وقال: لدينا الآن ثلاث لجان جرد علي أعلي مستوي ، الأولي تجرد متحف الحضارة بالكامل الذي خرجت منه المشكاوات، وعملية الجرد لن تقتصر علي جرد المشكاوات بل كل ما بالمتحف من آثار ومقتنيات ، كذلك فحص ما إذا كانت القطع الأثرية أصلية أم تم استبدال أخري بها مقلدة ، كذلك هناك لجنة جرد في «ميت رهينة» الذي سرقت منه قطعة تم استردادها ،ولجنة ثالثة في المخزن المتحفي رقم 1 في سقارة الذي سرقت منه قطعتان تم استرداد واحدة والثانية قيد الاسترداد ، وبالفعل اللجان استطاعت كشف سرقة واستبدال أربع مشكاوات واستبدال أخري مقلدة بها.
وأوضح أن الآثار غير المسجلة قد نجد صعوبة في استردادها ، ولكن في السنوات الأخيرة الماضية تم استرداد عدد كبير من القطع الأثرية المصرية التي اكتشفت واستخرجت وهربت بعد عمليات حفر غير شرعية ، وعملية استرداد تلك الآثار كانت ثمرة تعاون الحكومة المصرية وبعض الحكومات الأجنبية التي تفهمت موقف ووجهة نظر مصر في حقها ، فالآثار مصرية مائة في المائة وتعكس حضارتها ولا يمكن أن تكون قد خرجت من بلد آخر غير مصر.
قوانين الدول
وعن اصطدام جهود الإدارة الرامية إلي استرداد الآثار المهربة بالمعوقات المتعلقة بالقوانين المحلية للدول يقول : هذه إشكالية أخري تقف حجر عثرة أمام استرداد الآثار المهربة من الدول الأجنبية طبقاً للقوانين الداخلية لهذه الدول ، فعلي سبيل المثال اتفاقية اليونسكو عام 1970 الخاصة باسترداد الآثار لا تطبق بأثر رجعي ، كما أن مصر وقعتها عام 1973 وهذا لا يمنحها الحق في استرداد الآثار قبل هذا التاريخ ، هذا من ناحية، من ناحية أخري ليست كل الدول قامت بتوقيع الاتفاقية في حينها (عام 1970) حتي تلتزم بإعادة الآثار التي في حوزتها خلال تلك الفترة ، وعندما نتقدم بطلب استرداد قطع أثرية منها تشير تلك الدول إلي تاريخ توقيعها هي علي الاتفاقية وترفض طلب الاسترداد إن كان قبل تاريخ توقيعها ،مثلاً ألمانيا وقعت علي هذه الاتفاقية عام 2007وعندما نطالبها باسترداد قطعة أثرية ما تقول لاتطالبني بالقطع التي دخلت ألمانيا قبل هذا التاريخ ،ومنها قطع في غاية الأهمية لمصر ، وبعض صالات المزادات ترسل ما يؤكد أن القطع دخلت ألمانيا قبل 2007، وليست ألمانيا وحدها التي نعاني فيها ذلك بل دولا أوروبية كثيرة منها بريطانيا وفرنسا وغيرهما حاصرت محاولات بيع المشكاوات في لندن والخليج
جريدة «الأهرام» لعبت دوراً بارزاً في القضية
ومن حيث اختتم علي أحمد حديثه بدأت البروفيسورة دوريس أبو سيف حوارها مع « الأهرام» بقولها : بداية لابد أن أشيد بالدور الذي لعبته جريدة الأهرام في موضوع سرقة المشكاوات منذ البداية ، والحقيقة التي تجدر الإشارة إليها هنا أنه قبل تناول الأهرام لهذه القضية لم يكن هناك من يؤكد أن المشكاوات سرقت من الأساس ، أيضا صرح البعض بأن المشكاوات التي تعرض للبيع في الخارج مشكاوات غير أصلية ومقلدة، أما الأصلية فموجودة بالفعل في متحف الحضارة بعدما نقلت إليه من متحف الفن الإسلامي ، والإصرار علي هذا الرأي جاء من أكثر من شخص في إحدي القنوات الفضائية بعد نشر الأهرام لتحقيقها الأول مباشرة وبناء علي رأيي الشخصي في ذات التحقيق الذي أكدت فيه أن المشكاوات المعروضة بالخارج أصلية وليست مقلدة طبقاً للكتالوجات العالمية، من المسئول؟
كما تتطرق العالمة المصرية للحديث عن عملية التهريب نفسها فتقول : هنا يجب أن نطرح عدة أسئلة، أولها أن عملية وضع مشكاوات مقلدة في العرض المتحفي بدلاً من الأصلية يكشف عن تورط أشخاص من داخل نفس المكان ، كذلك عملية التهريب خارج البلاد تحتاج لمافيا محترفة تساندها شخصيات ليست ببسيطة، لأن عملية نقل مشكاوات من الزجاج مصنوعة منذ فترة طويلة يضاف إليها حساسية نقل الزجاج كمادة هشة وعملية تغليفها ونقلها ،أيضا عملية خروجها من المواني سواء كانت بحرية أو جوية بالسفن والطائرات أو حتي عبر الحدود البرية بهذه السهولة ودخولها موانى بحرية أو جوية أو حتي عبر الحدود البرية في الدولة المستقبلة كلها مجتمعة تمثل حزمة من الألغاز المثيرة التي تبحث عن إجابات ،ربما نجد إجابات لها من خلال نتائج تحقيقات ننتظر أن تعلنها الجهات المسئولة، ونفس الأمر الذي حدث عندما اختفي «دورق قوص الأثري» وهو عبارة عن قنينة أثرية اكتشفت عام 1969وصنع منذ عدة قرون وتمنيت يومها لو أن من سرقه لم يتمكن من تهريبه ، فقد كنت أخشي أن يكون تم تهريبه والحمد لله لم يكن تم التهريب وأعاده من سرقه للمتحف ، وهذا هو الفرق بين آثار تسرق وتهرب خارج البلاد وآثار لم يتم التمكن من تهريبها وتسهل استعادتها ، أما ما تهرب للخارج فلو استردت تسترد بعد مشقة بالغة.
عملية البيع
وعن تفاصيل عملية بيع المشكاوات في لندن ودول الخليج العربي والخطوات التي اتبعتها البروفيسورة دوريس أبو سيف لمحاصرة عملية بيع المشكاوات المصرية في الخارج تقول: وكأننا في سجال، أولاً يجب أن يعلم الجميع أن تلك المشكاوات ظلت معروضة للبيع في لندن ودول الخليج لمدة ثلاث سنوات كاملة ،والمعروف ان عمليات السرقة والتهريب والاتجار تتم بدقة متناهية وبخطوات محسوبة بواسطة مجموعات، كل مجموعة تلعب دورها باحتراف شديد وبتناغم ، والتجار الذين يتعاملون فيها يتعاملون بحرص بالغ حتي لا تهدر صفقاتهم الثمينة ، كما أن من يقتني تلك النفائس مغرمون وهواة وعاشقون لتلك الروائع المتفردة، لأنهم يدركون أثريتها وروعتها وتفردها ، وكخبيرة في هذا المجال بصفتي أستاذة للفن والحضارة يلجأ لي الكثيرون من مشاهير هواة جمع التحف في لندن ودول الخليج وغيرها عارضين صور مايرغبون في شرائه لمعرفة ما إذا كانت القطع التي يرغبون في اقتنائها أصلية أومقلدة ، ومن غير المعقول أن تعرض علي قطعة من آثار وتراث وطني الحبيب مصر وأعلم أنها مسروقة ومهربة وتباع هكذا وأسكت ولا أتصدي له بكل ما أوتيت من قوة ، والبداية في موضوع المشكاوات كانت بعرض صورها للبيع في أوروبا والخليج من جانب تاجرين، أحدهما سوري اسمه فواز والآخر أفغاني اسمه داود شاه وهما من مشاهير التجار ، ولجأ لي أحد الأصدقاء من أثرياء دولة الكويت وهو من هواة جمع التحف الأثرية النادرة ولديه مجموعة هائلة ورائعة منها ، وكان الرجل عند المسئولية عندما أخبرته بأن تلك المشكاوات مسروقة ومهربة من مصر فرفض الشراء ،كذلك عرضت الصور علي أحد التجار الإنجليز وهو صديق أيضاً وهو تاجر نظيف لا يتاجر في الآثار المسروقة ولم يكن مجرد تاجر في الآثار الإسلامية فقط بل في جميع أنواع الآثار ،وهو مثقف وباحث في الآثار وللحق فهو يتسم بالأمانة ويحترم التاريخ والتراث المصري وحضارته وآثاره، وهو أيضاً ساعدني في التعرف علي كل تفاصيل تلك العملية ، كذلك عُرضت الصور علي أحد الأثرياء من هواة اقتناء التحف الأثرية في دولة الإمارات ، ولمحاصرة عملية البيع سارعت بطباعة صور المشكاوات المسروقة والمعروضة للبيع في أوروبا وتوزيعها علي جميع تجار التحف والآثار ،كذلك علي جميع المهتمين بالآثار ، كما لجأت للصحافة الإنجليزية المتخصصة ونشرت مقالاً مدعوماً بالصور في المجلة الشهيرة (art newspaper) نشرت فيه الأشياء التي تسرق من مصر خاصة من المباني القديمة ، واستطعنا أن نوقف عملية البيع في لندن ورفض كل تجار لندن شراء المشكاوات بعد أن تبين لهم أنها مسروقة.
السرقات مستمرة
وعن استمرار عمليات السرقة والتهريب والبيع في الخارج تقول الخبيرة العالمية المصرية البروفيسور دوريس أبو سيف: ما يتم اكتشافه من سرقات وتهريب هو مانراه ونسمع عنه أو مانشاهده من عمليات بيع تتم للتجار وهواة مقتني التحف والنفائس والقطع الأثرية المتفردة في الخارج ، أو ما يعرض من خلال الصور عليهم ، أو من خلال المزادات الشهيرة ، أو بالمصادفة البحتة فكلها نستطيع التصدي لها بل وإيقاف الكثير من عمليات البيع وبدء محاولات استردادها واستعادتها مرة أخري، أما عمليات البيع التي تتم في الخفاء وخلسة ولا يعلن عنها فمن الصعب اكتشافها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.