سعر الدولار في السوق السوداء والبنوك اليوم    166.7 مليار جنيه فاتورة السلع والخدمات في العام المالي الجديد    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى كييف    الصين تتهم امريكا بتشديد العقوبات وفرض حصار تكنولوجي    "تايمز أوف إسرائيل": تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن 40 رهينة    وانج يي ل بلينكن: على أمريكا عدم التدخل في شؤون الصين الداخلية وعدم تجاوز الخطوط الحمراء    بعد سد النهضة.. أستاذ موارد مائية يكشف حجم الأمطار المتدفقة على منابع النيل    القومي للأجور: جميع شركات القطاع الخاص ملزمة بتطبيق الحد الأدنى    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    الرئيسان التونسي والفرنسي يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على قطاع غزة    بداية موجة شتوية، درجات الحرارة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024 في مصر    جثة دون أحشاء مقابل ملايين الجنيهات| قصة ال«دارك ويب» في جريمة طفل شبرا.. والنيابة تكشف مفاجأة صادمة بمكان الحادث    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    أبرزهم رانيا يوسف وحمزة العيلي وياسمينا العبد.. نجوم الفن في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير (صور)    احد أهرامات مصر .. رسالة حزينة من منير مكرم عن الراحل أشرف عبد الغفور    عاجل - حزب الله يعلن استهداف قافلة تابعة للعدو قرب موقع رويسات العلم.. وهذه خسائر قوات الاحتلال    أحشاء طفل و5 ملايين جنيه وتجارة أعضاء بشرية.. ماذا حدث داخل إحدى الشقق السكنية بشبرا الخيمة؟    أنغام تبدع في غنائها "أكتبلك تعهد" باحتفالية عيد تحرير سيناء بالعاصمة الإدارية (فيديو)    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    خالد جلال يكشف تشكيل الأهلي المثالي أمام مازيمبي    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي رسميًّا    رمضان صبحي يكشف تفاصيل اجتماعه مع حسام حسن    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    رضا عبدالعال: إخفاء الكرات بمباراة القمة كان في صالح الأهلي    «احترمت بيراميدز ومتكلمتش».. أول تعليق من رمضان صبحي على أزمة المنشطات    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 26/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    "مواجهات مصرية".. ملوك اللعبة يسيطرون على نهائي بطولة الجونة للاسكواش رجال وسيدات    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    استقالة متحدثة إقليمية بالخارجية الأميركية احتجاجًا على حرب غزة    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    هل تتغير مواعيد تناول الأدوية مع تطبيق التوقيت الصيفي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلاد غير الإنجليز وبريطانيا «العظمى»
تساؤلان هل إنجلترا مازالت بلاد «الإنجليز»؟وماذا حدث للإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس؟
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 12 - 2015

كنت مثل أغلب المصريين، أرحب بزيارة لندن ومدن إنجلترا. يعجبنى الشاى الإنجليزى والأخلاق والسلوك الإنجليزى، والريف الإنجليزى ثم حالت المسئوليات والحادث الذى كسر رجلى من الذهاب، إلى أن دعيت لإلقاء كلمة فى البرلمان الإنجليزى فى إطار برنامج التصدى للدعاية المغرضة عن مصر والتعريف بالصورة الحقيقية.
لدى وصولى كان لافتا للنظر أن كل من قابلتهم خلال يوم كامل لم يكونوا «إنجليز». السائق الذى أخذنا من الطائرة إلى الجوازات باكستانى، وموظف الجوازات هندى، الذى حمل الحقائب من نيجيريا، وبواب الفندق ألمانى، موظف الإستقبال مغربى، رئيسة الإستقبال من فنلندا أخذنا للغرفة موظف علاقات من فرنسا، وطلبت الفطور من برتغالى، وأحضره الغرفة بولندى ثم جاء ينظف الغرفة 2 من الفلبين وهكذا لم أرى «إنجليزى» إلا عندما ذهبت للبرلمان. تبين لى أنهم يرحبون بهذه العمالة لأنهم حسب قولهم «نحن الإنجليز كسالى لا نحب هذا النوع من الخدمة» واعترفوا أنه «إذا أضرب العمال الوافدين فإن لندن سوف تكون أقذر مدينة فى العالم»!! هذا الإختراق الواسع للمجتمع الإنجليزى قد يكون حميداً ومطلوباً لكن هناك اختراقا آخر يمثل خطورة كبيرة عليهم هو اختراق جماعة الإخوان ،وأخواتها، لمناصب رسمية وغير رسمية وإصرارهم على نشر «فكرهم» وأسلوبهم فى الحياة حتى أصبح هناك أحياء خاصة بهم فى الملبس والسلوك والفكر كما اخترقوا نظم التعليم وكادوا يسيطرون على المنظمات الأهلية.
أصبحت بلاد الإنجليز معقلهم ومأواهم ومركز نشاطهم، ولا غرابة فى ذلك فالإنجليز هم الذين صنعوها وساندوها بالمال والسياسة واستمرت إنجلترا الأب الحقيقى لهم إلى أن ظهر لهم أب آخر بالتبنى فى واشنطن. لم يكن هذا الإختراق خافياً هناك تقرير منشور فى موقع “هانتجتون بوست” يؤكد أن العاصمة البريطانية أصبحت مركز نشاط التنظيم الدولى للإخوان. تكاثرت الجمعيات التى يدعمها ويمولها التنظيم وأصبحت تمارس نشاطها على إطار واسع، تنشر دعوتها بإصرار. بعضها تظاهر ضد مصر وعلناً منها إتحاد الجمعيات الإسلامية للطلاب وحركة شباب السادس من إبريل والرابطة الإسلامية فى بريطانيا وتحالف أوقفوا الحرب والاتحاد الوطنى للطلاب وجماعة أوقفوا السيسى.. (ولنا عودة لمسألة المنظمات الإخوانية فى إنجلترا). لم يعد تهديد الإخوان يقتصر على التظاهر أو الترهيب وارتكاب العنف، تجاوز ذلك لمسألة تجنيد الشباب والشابات للعمل الإرهابى تحت مسمى الجهاد. حذرت فايننيال تايمز حكومة كاميرون من تحول لندن إلى ملاذ للمتشددين الإسلاميين. كشفت تليجراف البريطانية مقار إدارة العمليات فى أوروبا وأن هناك فى لندن 25 منظمة تابعة للتنظيم الدولى وحماس.
لم تعد «لندنستان» وحدها معقلهم إنما انتشروا فى غيرها، 90% من سكان برادفورد مهاجرون، عمدة ليدز باكستانى، فى برمنجهام يجلسون فى مقاهى الميدان يستمعون لميكرفون الجامع يذيع التواشيح الدينية، والمنتقبات يزددن كل يوم.
تحولت بدورها إلى «انجلترستان». فقدت هويتها وضاعت بلاد الإنجليز التى كنا نعرفها ونحترمها ونعجب بها، اخترقوا المناصب الحساسة فى المطار ويسيئون إلى بريطانيا نتذكر فضيحة إصرار أحدهم على تفتيش البابا شنودة فى المطار. تدخلت السفارة المصرية واتخذت الحكومة موقفاً بعد تردد. هل هذه هى بلاد الإنجليز؟! حصلوا على الجنسية الإنجليزية وبالإضافة إلى ذلك استقطبوا شباب الإنجليز.. وبذلك أصبح الإخوان إنجليزاً وأصبح الإنجليز إخواناً.
إلى جانب ذلك أصبحت تعانى مشاكل العالم الثالث الذى كانت تسيطر وتتعالى عليه مثل مشاكل التعليم والفقر بل الجوع نشرت صحيفة الجارديان تقرير بعنوان: «إطعام البريطانيين» تحذر من تفاقم الفقر فى بريطانيا مشيرة إلى تزايد العائلات التى لا تملك قوت يومها وأعلنت جمعية «تراسيل تراست» لبنوك الطعام التى تدير 470 بنك للطعام أن عدد الذين طالبوا بمساعدات غذائية زاد من عام 2011 إلى عام 2014 بفارق 441٫784 شخص ولعل ذلك ما دفع كاميرون إلى أن يهاجم الإفراط فى السمنة ويهدد أصحابها بالحرمان من الإعانات!
أصبحت بلاد الماجناكارتا توجه إليها اتهامات بعدم الديمقراطية!! ونشر مقال : «أعرق برلمانات العالم غير ديمقراطى». وهى كما وصفها البعض حائرة هل هى دولة أوروبية أم ولاية أمريكية؟ يقول أحد نقاد الحكومة أن لندن أصبحت تسير وراء الأخ الأكبر عبر الأطلنطى حاملة له الحقيبة!وموقفها من دخول الاتحاد الأوروبى يستحق دراسات كاملة سجال دائم بين أنصار هذه الوحدة والرافضين.. وعدم إجراء الإستفتاء به.
مع الاختراق الإخوانى والمشاكل التى تواجه إنجلترا وأشرنا إلى بعضها كان طبيعياً أن تصاب الشخصية الإنجليزية بنكبة ويتوارى ما اتصفت به من آداب وسلوك واحترام الأصول والتقاليد. حتى الشاى الإنجليزى فقد مذاقه يبقى الريف الإنجليزى، أكد لى صديق أن إنجلترا التى عرفناها مازالت موجودة خارج المدن.. لعل ذلك صحيحاً.
إنه أمر يبعث على الأسى وبعض الحزن على تلك الدولة التى كانت رائدة فى أصول الحكم الرشيد والبروتوكول والتقاليد والمراسم وأصول التعامل... فقدتها أو كادت. بدى ذلك واضحاً أثناء زيارة الرئيس السيسى التى تمت فى وقت تواجه فيه بريطانيا المشاكل الداخلية ويموج العالم بمصائب إرهاب لا يستثنى أحد، وشبه اختناق اقتصادى مع كوارث بيئية تعبر عن غضب الطبيعة وغير ذلك كثير مما يتطلب مواقف صارمة وتعاون واهتمام بالأولويات الملحة وتنسيق بين الدول.. وضعوا كل ذلك جانباً ولم يهتموا إلا بمسألة الطائرة الروسية التى سقطت فى سيناء وهرولوا فى تقديم الأسباب والمبررات وسحب السياح والتركيز على هذه القضية دون سواها بأسلوب غير منطقى وغير لائق.
لم يكن سلوكاً لائقاً ولا مهذباً ولا يتفق مع «أخلاق الإنجليز» استقبال الرئيس السيسى بعاصفة فى الصحافة البريطانية وتوجيه الأسئلة حول مسألة الطائرة، بدرجة عرضت كاميرون لنقد من بعض قطاعات الإنجليز الذين مازالوا يتمسكون بأصول السلوك والضيافة، لأنه لم يؤجل إستدعاء السياح لبعد إنتهاء الزيارة وهو أمر استهجنته حتى بعض الصحف الأوروبية. أساء إلى بريطانيا أولاً وأخيراً.
أصروا أنه عمل إرهابى ومع ذلك بدلاً من مناقشة لب القضية وهى الإرهاب اقتصر جهدهم على لوم الجانب المصرى «للتهاون فى إجراءات الأمن» مع أن الجانب البريطانى تفقد الإجراءات الأمنية بمطار شرم الشيخ 7 مرات خلال عام وإن كان هناك تقصير لم يكتشفه فعليه أن يعتذر لا يهاجم. إلى جانب أن منظمات «الأيكاو» و»أياتا» صرحت أن مصر تطبق المعايير الدولية فى السلامة والتأمين، وشملت لجنة التحقيق روسيا وأيرلندا وفرنسا وألمانيا.
بسرعة وجدوا سبب الحادث مع أن هذه الكوارث تتطلب وقتاً وجهداً ودقة لكشف الحقيقة. طائرة ماليزيا المختفية لا نعلم مصيرها للآن – طائرة مصر للطيران التى سقطت وعليها 36 ضابط مصرى أصروا أنه عمل انتحارى وظهرت المعلومات التى كانت حجبت التى تؤكد أنه هذا غير صحيح. وحكومة كاميرون إن كانت لديها هذه المعلومة قبل الحادث فهى شريك، وإن لم تبلغها إلى مصر ولجنة التحقيق فهذه تهمة «عرقلة العدالة». أن دولة مثل إنجلترا تعرف قيمة وأهمية تبادل المعلومات الهامة وصرح كاميرون أكثر من مرة أن «المخابرات السعودية أنقذت مئات البريطانيين.» كان ملفتاً للنظر لهفة أوباما على تأكيد نظرية القنبلة ولا أتصور أن اهتمامه نابع من محبة وإخلاص لروسيا ومواطنيها. وأمريكا آخر من ينتقد سقوط الطائرات فهى الدولة الأولى فى حوادث الطائرات 788 حادث ضحيته 10625 ، ولا أعتقد أن الرئيس الأمريكى اهتم بها جميعاً، حوادث التفجير واردة وممكنة وقع منها خلال العشرين سنة 80 حادث. كانت مسألة سياسية وليست مخابراتية للنيل من مصر وإحراج رئيسها لأنه خرج عن «طوع لندن وواشنطن» وأعطى الأولوية لتحرير وكرامة مصر وشعبها.
مصدر هذه الضجة معلومة من «المخابرات البريطانية» ذلك الجهاز الذى كان عريقاً وفقد مصداقيته حسب دراسة أعدها «مركز الديمقراطية والتكنولوجية» عنوانه: «سجل المخابرات البريطانية» يسرد العديد من تاريخ إخفاقات وفضائح الجهاز. وفى الفترة الأخيرة فإنه لم يهتم بالطائرة الماليزية أو الروسية التى سقطت فى السودان وفشل فى منع جريمة مقتل الجندى الذى طعنه اثنان من أصل نيجيرى مع أن الجهاز كان يعلم انهما مسجلين خطر لكنه تجاهل ما كان بينهما من اتصالات حول الجريمة. وهو لم يكتشف للآن سر مقتل الأميرة ديانا ولغز تكرار سقوط المصريين من البلكونات... فى أخر زيارة إلى لندن طلبت أن يحجز لى غرفة بدون بلكونة.. يعنى أهوة الإحتياط واجب.!!
من المناسب هنا الإشارة إلى العلاقات المصرية البريطانية التى لها تاريخ طويل منذ حملة فريزر 1807 والإحتلال والعدوان الثلاثى 1956 وتهجير مدن القناة. عانت مصر من “سلوك الإحتلال”أطلقوا الرصاص على الطلاب أعدموا لواء الشرطة الذى وقف فى صف الفلاحين.. تدخلوا فى عمل الحكومة وأصصدموا مع الملك فاروقوسحب عرض تمويل السد مع الولايات المتحدة والبنك الدولى. لهم فى تاريخ مصر صفحات سيئة السمعة.
وبريطانيا وراء الكوارث الكبرى التى لحقت بالعالم العربى ابتداءً باتفاق «سايس بيكو» و«وعد بلفور» وإنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين وسياسة فرق تسد وزرع جماعات تدين لها بالولاء أخطرها جماعة الإخوان. بعد الحرب العالمية الثانية قادت عملية الاحلاف وتوزيع المنطقة بحجة التصدى للاتحاد السوفيتى
تطورت الأحداث وتحسنت العلاقات تدريجياً لعدة أسباب وتقرر فتح صفحة جديدة من العلاقات الجدية الندية والمصالح المتبادلة ونحن صدقناهم. وهى اليوم ليست على أحسن حال ويمكن بإيجاز القول أن هناك أمرين على الجانب الإيجابى وتساؤلين على الجانب السلبى. إنجلترا – كما يذكرنا سفيرها دائما وبتكرار – هى الشريك الأكبر من دول الغرب فى الإستثمار الذى بلغ قيمته 26 مليار دولار ويقال أنه فى الزيادة وبعد لقاء الرئيس السيسى بقيادات عالم الأعمال أبدى المسئولين الرغبة فى ضخ 12 مليار إضافية ليصبح إجمالى الإستثمار 38 مليار دولار هذه الإيجابية تعود بالمنفعة على الجانبين. والشركات البريطانية سوف تستمر فى مصر طالما تحقق أرباحاً هائلة.
الإيجابية الثانية هى أن بعض الجامعات ومراكز الأبحاث مازالت تفتح أبوابها للدارسين والباحثين المصريين فى بعض المجالات.. وإن كان الغريب هنا أن السفير البريطانى فى القاهرة يقدم للأزهر خمس منح للدراسة فى مركز للبحوث الإسلامية بجامعة عريقة يديره ويسيطر عليه سلالة الإخوان!!!
والسلبية التى يعانى منها عشرات المصريين هى أسلوب المعاملة غير الكريم الذى يتعرضون له عند طلب فيزا لدخول إنجلترا. لا توجد خدمة قنصلية فى القاهرة الإجراءات معقدة والقرارات غير رشيدة وغير مقبولة. يذهب طالب الفيزا إلى شركة خاصة به عدد من الشباب المصرى الكفىء المحترم لعقد لقاء وملىء الإستمارات لكن هذه الطلبات ترسل إلى أبو ظبى حيث القرار لمجموعة لا تعرف مصر وظروفها وشخصياتها، تتخذ القرار عادة حسب ما يراه ذلك الموظف أو ما تقرره الماكينات. يرسل رد الرفض بأسلوب غير لائق. تعرض لذلك الأسلوب شخصيات لها قيمتها فى مصر مثل الأستاذ محمد أبو الفضل ود.أسامة الغزالى حرب...وغيرهم. تخسر بريطانيا كل يوم الأصدقاء لهذا السبب والغريب أن هناك حملة فى لندن ضد هذا الأسلوب وهذه المعاملة غير اللائقة وصلت إلى أن بعض نواب البرلمان انتقدوا الحكومة نقداً لاذعاً لكن الأسلوب لم يتغير ولم يتحسن بل يزداد سوءاً هذا مع العلم أن عشرات من أنصار الإسلام السياسى والإخوان المسلمين يحصلون على تأشيرة الدخول دون معاناة!!!
السلبية الأخرى التى تضر بالمصالح البريطانية أكثر مما تضر بالعلاقات المصرية هى موقف الحكومة من الإرهاب ومنظماته وهو أمر يمكن أن تدفع له ثمناً باهظاً ضحيته الأولى شعبها الذى مازلنا نكن له الاحترام ونعتبره صديقاً.
هذه القضية تفتح ملفات كثيرة هذا وقت طرحها، أهمها موقف بريطانيا من الإرهاب ومنظماته، وموقف كاميرون من قرار اتخذه ولم يستكمله وأين إنجلترا وسط التحديات التى تحيط بها والتى تتخبط داخلها؟
هذه القضايا نشير إليها أحياناً فى إيجاز أرجو ألا يكون مخلاً، وأحياناً بإسهاب أرجو ألا يكون مملاً.
إنجلترا والإخوان
العلاقة بين الإنجليز والجماعات الإسلامية قديمةتتجاوز 100 عام؛ ففى ظل الاحتلال البريطانى وتحت رعايته نشأت أكبر حركتين للإحياء الإسلامى السنى، هما: «حركة ديوباندى» فى شمال الهند عام 1866 (التى تأثر بها أبوالأعلى المودودى مؤسس الجماعة الإسلامية فى باكستان الذى ألهم الأفكار التكفيرية لسيد قطب لاحقا)، والإخوان المسلمون فى مصر عام 1928.
وهناك كتاب وثائقى صدر فى لندن بعنوان «التاريخ السرى لعلاقة بريطانيا مع الأصوليين» يكشف أسرار العلاقة -التى ظلت فى الخفاء- بين المخابرات والخارجية البريطانية والإخوان منذ بداية نشأة الجماعة وإلى الوقت الحاضر. مؤلف الكتاب مارك كورتيس كاتب وباحث فى الشئون الدولية فى المعهد الملكى البريطانى.يستند الكتاب إلى الوثائق الرسمية التى رفعت عنها السرية مؤخراً، قضى المؤلف شهورا ينقب فى ملفات المحفوظات البريطانية التى تثبت أن بريطانيا كانت تدعم المتطرفين فى مصر وأفغانستان وسوريا وأندونيسيا ونيجيريا والعراق وليبيا وإيران، واستغلالهم لتنفيذ سياستها التقليدية فرق تسدإشعال الفتن الطائفية والعرقية والسياسية، وركزت على توجيه الجماعات الإسلامية لمحاربة القومية العربية.
يؤكد الباحث أن الحكومات البريطانية من العمال والمحافظين على حد سواء، تواطأت مع الجماعات الإسلامية المتطرفة وعملت معها، ودربتها، ووفرت لها التمويل لأن هذه الجماعات تعمل لخدمة أهداف السياسة الخارجية البريطانية ليعملوا مخبرين وعملاء فى الخارج مقابل حمايتهم عندما يكونوا مطلوبين من حكومات أجنبية، وأن العلاقات البريطانية الأقوى كانت مع جماعة الإخوان فى مصر التى أنشئت عام 1928 ومع تنظيمها العالمى، ومع الجماعة الإسلامية التى تأسست فى الهند عام 1941.
حرصت الحكومة البريطانية على توفير الملاذ الآمن للجماعات والقيادات الجهادية ومنح بعضهم حق اللجوء السياسى مع اشتراط أن يكون «نشاطهم فى الخارج» وليس فى داخل بريطانيا، وأن يجمعوا ويقدموا معلومات استخبارية لأجهزة الأمن، وعلى أن تستمر هذه الجماعات والقيادات فى العمل على تعميق الانقسام فى كل دولة، وبين دول المنطقة، وتظل قوة ضغط على الحكومات فى توجيه سياساتها الداخلية والخارجية.
يستخلص الباحث البريطانى، أن بريطانيا أسهمت تاريخيا فى تطور الإرهاب العالمى بإنشاء ودعم جماعات الإخوان السياسى. وأنصح من يريد أن يعرف حقيقة علاقة الإخوان بالإنجليز بقراءة هذا الكتاب.
يسجل الباحث من واقع الوثائق البريطانية “السرية”، أن بريطانيا شاركت فى العمليات التى قامت بها مجموعات جهادية وفى الحروب السرية، وتواطأت معهم فى أفغانستان كما ساندت الجماعة الإسلامية المقاتلة فى ليبيا، ومع تنظيم القاعدة وبن لادن فى عمليات سرية فى آسيا الوسطى وشمال إفريقيا وشرقى أوروبا، وأنها وراء فكرة إعادة الخلافة الإسلامية باعتبارها استراتيجية للقضاء على فكرة الوحدة العربية.ويلخص المؤرخ لديفيج فروميكين موقف بريطانيا من الجماعات الإسلامية المختلفة فى كتابه الشهير «السلام الذى يقضى على كل سلام» بأن «القادة البريطانيين كانوا يعتقدون دوما أن الإسلام يمكن التلاعب به واستغلاله بشراء قياداته الدينية أو الاحتيال عليهم وتشجعيهم وأن عودة الخلافة كان يلاقى قبولاً كثيراً لدى الإسلام السياسى» وهنا للإنصاف أود أن أسجل أن كل هذا لا يعنى أن الإخوان كانوا عملاء، بمعنى أنهم تحالفوا عن قناعة أو تحت إغراء المال ضد بلدانهم.فقد تم التلاعب بهم واستغلالهم طوال عقود لتحقيق مآرب لندن. كان هناك نوع من «تبادل المصالح» الإخوان يقدمون هذه الخدمات ولا يرتكبون أعمال العنف داخل إنجلترا مقابل إعادة الخلافة الإسلامية وإنتصار الإسلام السياسى.
استمرت العلاقات بين جماعات الإسلام السياسى وظلت لندن ترعاهم لكن لم يصل أى الطرفين لمأربه.لم تلتزم بريطانيا العظمى بوعود إستعادة الخلافة وتسليمهم حكم العالم الإسلامى والشرق الأوسط ولم يلتزم الإخوان بعدم القيام بعمليات داخل إنجلترا. تكررت حوادث العنف والتخريب والقتل وثبت دورهم فيها. نشر الكثير حولهم. أصبح واضحاً لجميع قطاعات المجتمع الإنجليزىأن حكومة كاميرون تواجه تحديين كبيرين فى مواجهة الإرهاب فى شوارع بريطانيا: الأول قمع المتطرفين الذين يخططون لشن هجمات على أراضى المملكة المتحدة، وهو التحدى الذى تمكنت قوات الأمن من تحقيق نجاح ملحوظفى مواجهته، والثاني، تجنيد التكفيريين وإعدادهم لأعمال العنف. كانتإنجلترا وضعت بالفعل استراتيجية لمواجهة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، تعرف باسم ps4 وهي: الاستعداد للهجمات، حماية العامة، تعقب المهاجمين، وأخيرا سياسة منع التطرف. وبدأت فى تمويل ضخم لهذه الاستراتيجية خاصة فى عقب هجمات 2005 فى لندن، ولكن هذه السياسة فشلت فى منع البريطانيين من الانضمام إلى القاعدة ولا حتى لتنظيم داعش رغم محاولات من بينها مناشدة الأمهات حماية أبنائها من الإنحراف والميل إلى العنف وأصدرت الخارجية البريطانية يوماً تحذيراً لجماعة الإخوان ومؤيديها بالترحيل الفورى حال مشاركتهم فى أى أنشطة متطرفة مؤكدة أن حرية العمل مشروطة باحترام القانون البريطانى. جاءت تلك التصريحات على خلفية تزايد أعداد وأنشطة جماعة الإخوان الإرهابية فى بريطانيا ونيتهم جعل لندن مركز سياسى وإعلامى لمعارضتهم.
تكررت الحوادث وزادت الشكوى وأخيراً بعد أن تأخرت كثيرااتخذ كاميرون قراره بإجراء التحقيق فى أنشطة الإخوان (وأخواتهم) للتأكد من أنها لا تخرق القانون الإنجليزى، ولمعرفة مدى تأثير نشاطهم على المصالح القومية لبريطانيا فى الداخل والخارج. وأعلن أنه من المقرر أن يشمل التحقيق نشاط الجماعة داخل بريطانيا، وتأثيره على الأمن القومى البريطانى والسياسة الخارجية بما يشمل العلاقات المهمة مع دول فى الشرق الأوسط.

القرار وتداعياته
قوبل هذا القرار بإهتمام واسع.أصبح قضية الساعة وموضوع الصحافة.. وبدأ مرحلة جديدة.
نشرت صحيفة» تايمز” أنه من المقرر تحليل فلسفة وأنشطة الجماعة بناء علي معلومات استخباراتية داخلية وخارجية، وسوف تشمل التحريات معرفة ما إذا كانت الجماعة تشارك في عمليات إرهابية. وسيجري أيضا حسب تقرير التايمز حصر عدد أنصار الجماعة المقيمين في بريطانيا حاليا.
ذكر بيان صادر عن المتحدث الرسمى باسم «كاميرون» أن التحقيق سيعتمد على معلومات المكاتب الدبلوماسية البريطانية فى الشرق الأوسط ووكالات الأمن وخبراء مستقلين وأيضا حكومات فى الشرق الأوسط. نشر أن تأثير جماعة الإخوان المسلمين تصاعد خلال السنوات الأخيرة وهناك مخاوف تتردد بشأن الجماعة وإمكانية ارتباطها بالتطرف والعنف.
أمر كاميرون المخابرات بحصر أعضاء الجماعة وتحديد تورطها فى الإرهاب، وأن الإخوان مسئولون بشكل مباشر وأساسى عن العنف، وعن دعم جماعات إرهابية مثل حماس والقاعدة والشباب الصومالية وبوكو حرام وداعش، وهى تنظيمات محظورة بالفعل فى بريطانيا وأمريكا وأوروبا، بل وتم حظر مؤسسات تشكل واجهة للإخوان فى لندن بسبب تورطها فى دعم الإرهاب.
صدرت تصريحات بأن دور جماعة الإخوان تزايد بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ولكن فهم بريطانيا لها ولتنظيمها وفلسفتها وقيمها لم يتطور بشكل يتناسب مع فلسفة وأنشطة جماعة الإخوان وخطرها المحتمل على بريطانيا.وذكرت مصادر حكومية بريطانية، أن حظر الجماعة فى بريطانيا بسبب أنشطة إرهابية أمر ممكن، لكن غير مرجح.
نقلت «تايمز» عن مسؤولين بريطانيين، «من الممكن أن تقرر الحكومة البريطانية حظر الإخوان فى البلاد على أساس وجود روابط إرهابية، ولكن الأمر غير مرجح.وأن فريق إعداده يرأسه سفير بريطانيا السابق لدى المملكة السعودية، «السير جون بيركنز»، على أن يقدمه قبل العطلة الصيفية للبرلمان، التى تبدأ فى 22 يوليو المقبل.
أعربت مصر عن أملها فى أن يتم التعامل مع هذا الأمر بالجدية والاهتمام اللازمين، وإجراء تحقيق شامل عاجل حول جماعة الإخوان المسلمين ونشاطها فى بريطانيا لتحديد ما إذا كانت تستخدم لندن كقاعدة للتخطيط لهجمات إرهابية متطرفة فى مصر أعقاب عزل الرئيس السابق، محمد مرسى.
وبعثت وزارة الخارجية المصرية مذكرة رسمية إلى نظيرتها البريطانية تشرح فيها أسباب وحيثيات قرار الحكومة بتنفيذ الحكم القضائى الخاص باعتبار جماعة الإخوان “منظمة إرهابية”.تضمنت المذكرة ملفا بالجرائم الإرهابية التى تورطت فيها الجماعة فى مصر والتى استند إليها الحكم القضائى.
وقيل أن هناك مشاورات فى القاهرة وينتظر أن يقوم كل من مستشار الأمن القومى البريطانى والسفير البريطانى لدى السعودية بزيارة للقاهرة لإجراء محادثات مع المسئولين فى الحكومة والخبراء الأمنيين والباحثين فى مجال الحركات الإسلامية لفهم حقيقة وطبيعة الإخوان .
يصبح السؤال: ما هى تداعيات القرار؟ وأين ذلك التقرير الآن؟
بصدور ذلك القرار انفتح صندوق العجائب، سقطت الأقنعة، وظهرت الحقائق. ولا نقوم هنا بالتحليل أو التعليق إنما نستعرض ما كتب حول ذلك النشاط المطلوب «معرفته وفهمه». والكلام ليس من عندى حتى لا يقال أننا أصبحنا نتحيز ضد الإنجليز إنه مقالات وتقارير إنجليزية.
كان رد فعل الإخوان لهذا القرار عنيفاً يتماشى مع أسلوبهم أدلى القيادى إبراهيم منير لجريدة التايمز البريطانية بتصريح يهدد فيه بأن فرض الحظر على الجماعة سوف يعرض بريطانيا لأخطار هجمات إرهابية.. «ثم تراجع وأنكر التصريح»
تساءلت جريدة تليجراف كيف أن إسلاميا متطرفا محظور يعمل استشارياً للطب النفسى لدى قطاع الصحة النفسية فى برمنجهام وسوليهال وذكرت اسمه يقوم بمهمة تقديم المشورة للمحاكم البريطانية فى القضايا الجنائية المتعلقة بأفراد يحتمل أن يكونوا خطرين فى حين أنه يشغل فى الوقت نفسه منصب المتحدث باسم «حزب التحرير» الذى يرفض مسجد برمنجهام المركزى دخول أعضائه إليه بسبب عدم تطابق آراء ذلك الحزب مع الإسلام الصحيح.
قالت صحيفة «صنداى تليجراف» البريطانيةإن الحكومة البريطانية ستشن حملة كبيرة على المنظمات المرتبطة بحركة «حماس»، بعد نشر التقرير الكامل الذى يتتبع أنشطة الإخوان فى بريطانيا، بناءً على قرار رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، بالتحقيق فى أنشطة الحركة.
مدير الإتصالات الحكومية وهو أحد وكالات المخابرات البريطانية «روبرت هانيجان» شن هجوماً على مواقع الإنترنيت وحذر الحكومة من استعمال المنظمات الإرهابية للإنترنيت لحشد التعاطف مع الجهاديين واستقطاب الشباب لإقناعهم وتحفيزهم وتدريبهم على الأعمال الإرهابية.
وأشارت صحيفة تليجراف إلى أن أهداف الإخوان هو استبدال النظام الديمقراطى بنظام الخلافة الإسلامية تحت مظلة تعاليم الشريعة، وأن أعضاءها يقسمون اليمين على أن شعارهم هو «القرآن دستورنا» وأن «الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا».
بينما أعلن الإخوان أن التحقيق البريطانى جاء نتيجة انقياد الحكومة البريطانية لديكتاتوريات دول الخليج، على حد زعمهم.
ظهر تحقيق مستقل يبرز العلاقة الواضحة بين عمليات الإخوان فى بريطانيا والمنظمات المرتبطة بحركة «حماس» التى تعتبرها الدول الأوروبية «إرهابية».
نقلت الصحف عن مصدر أمنى بريطانى قوله: «عند بدء التحقيق جنائياً من خلال نشر الأسماء المتورطة، لن يكون هناك سبيل أمام الإخوان لمواصلة النفى.
حذرت القاهرة بأن استقرار أوروبا مرتبط باستقرار مصر وبعدها بأيام ذكرت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية أن تنظيم «داعش» الإرهابى يخطط لاتخاذ ليبيا كبوابة لشن حرب على منطقة جنوب أوروبا بأكملها، وذلك حسب ما كشفت خطابات كتبها أنصار الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي. كما تفجرت قضية «الفتيات الجهاديات الثلاث».
أشارت الصحيفة إلى أنه وفقا للخطط التى اطلعت عليها موسسة “كويليام” البريطانية المناهضة للتطرف، فإن الإرهابيين يرغبون فى غزو دول شمال أفريقيا بمسلحين من سوريا والعراق، وأضافت أن داعش تخطط لتنفيذ هجمات فى دول جنوب أوروبا، وضد السفن التجارية فى البحر المتوسط.وأوضحت أنه فى فيديو إعدام 21 مصريا على أيدى عناصر التنظيم، قال أحد المسلحين فى إحدى اللقطات: «سنغزو روما .. بإذن الله».
تبين أن مسئول الدعاية فى «داعش» أشار فى تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» إلى أن «ليبيا تبعد أقل من 300 ميل من أجزاء فى شمال شرق أوروبا، وأنها تملك ساحلا طويلا يمكن من خلاله الوصول إلى الدول الصليبية الجنوبية.
وفى الوقت نفسه، أعرب مسئولون أمنيون عن مخاوفهم من استخدام التنظيم الإرهابى لمراكب الإتجار بالبشر لتهريب المسلحين إلى داخل أوروبا. وأشارت إلى الأرقام التى كشف عنها وزير الداخلية الإيطالى بخصوص عبور أكثر من 200 ألف مهاجر غير شرعى نحو جزيرة لامبيدوزا، قادمين من ليبيا.
وأنه فى العام الماضى وصل عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى 17 ألفا، من بينهم عشرات الآلاف من السوريين الهاربين من المعارك فى بلادهم وهو ما يشكل خطراً من إندساس إرهابيين وسطهم.
ولأول مرة ينشر علناً تقريراً شاملاً منفصلاً عن المنظمات الإخوانية وأعوانهم فى إنجلترا نشير بإيجاز لبعض ما جاء به.
كشفت صحيفة «صنداى تليجراف» أن لندن تستضيف المقرين الرئيسيين لنشاط الإخوان فى أوروبا. وهما «ويست جيت هاوس» بمنطقة إيلينج غرب لندن والآخر «كراون هاوس»،ويحتوى المبنيان على نحو 25 منظمة على صلة بالإخوان أو حماس.
وأضافت الصحيفة أن هناك مقرا ثالثا يطلق عليه» بيناكل هاوس»ويستضيف منظمة «إنتربال» الخيرية الكبرى ذات الصلة القريبة من الإخوان وحماس، وتعد هذه المنظمة محظورة داخل الولايات المتحدة
وتستضيف «ويست جيت هاوس» مؤسسة قرطبة ويرأسها أنش التكريتى وهو أحد المتحدثين الرئيسيين باسم الإخوان فى بريطانيا، وناشط لحشد الدعم للجماعة، وقد صرح رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون مرة بأن هذه المنظمة هى الواجهة السياسية للإخوان.
كما يستضيفأيضا منتدى المنظمات الخيرية الاسلامية الذى يمثل مظلة جامعة لنحو 10 منظمات بريطانية غالبيتها ذات صلة بالإخوان، وتولت 6 منظمات منها تمويل حماس، وهذه المنظمات ال6 هى أيضا أعضاء ب» ائتلاف الخير» وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد صنفت»ائتلاف الخير» كمنظمة إرهابية. وأما منتدى المنظمات الخيرية الاسلامية فيضم منظمة العون الإسلامى (الممولة لجهات على صلة بحماس والجهاد الإسلامي)، ومنظمة المساعدة الإسلامية (داعمة لحماس)، والأيدى الإسلامية (حماس)، وهيئة الأعمال الخيرية التى اتهمتها المخابرات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية بتمويل حماس وجماعات إرهابية أخري ويبين التقرير الذى أدعو إلى الرجوع إليه بالتفصيل المؤسسات الموجودة فى كل من هذه المقار ومدى صلتها بحماس والقاعدة وتمويل الإرهاب. تقرير منشور ومعروف يثير القلق بل الفزع على الأمن فى انجلترا لكن الحكومة فى واد اخر.
أمر أخير هام بمجرد صدور القرار تدخلت قطر وتركيا وكشفت مصادر قيادية بتنظيم الإخوان عن وجود اتصالات بين مسئولين قطريين كبار مع الحكومة البريطانية لعقد جلسات تجمع الجانب الإنجليزى بقادة التنظيم الدولى للجماعة ووقف أى ملاحقات لقادة الإخوان الموجودين بهدف تجنب سيناريو حظر الجماعة.. وأصبح معروفاً أن حكومة كاميرون على علاقة وثيقة قوية مع محور الشر الذى أرجو ألا تنضم إليه يوماً لتصبح «رباعى الشر». إن الصداقة والثقة مع أمريكا مفهومة لها ما يبررها لكن الصداقة والتعاون مع قطر وتركيا تدعو للتساؤل خاصة بعد أن أصبح معروفاً أن جزء كبير من أموال داعش مصدرها تركيا التى تشترى منها بترول شعب العراق. وأن نظام الحكم فيها ينتهك جميع مبادىء الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والحق فى التعبير.
كما تفجرت قضيتان فى غاية الأهمية أحدهما يتعلق بإختراق التعليم والأخرى بدور المنظمات غير الحكومية فى نشر «الجهاد» وتدريب الشباب الإنجليزى على أعمال العنف وإرساله لمناطق الصراع. نشير لهما بإيجاز.

الجمعيات الأهلية
الحقائق التى نشرت حول الإرهاب فى إنجلترا أثارت الاهتمام بموضوعين أساسيين هما: الجمعيات الخيرية ودورها وإختراق التعليم نشير إلى كل منهما بإيجاز.
أصدرت الهيئة المسئولة عن مراقبة الجمعيات الأهلية تقريراً فيه حقائق خطيرة عن استخدام الجمعيات الأهلية لتنفيذ خطط الإخوان ومساندة الإرهاب. يذكر التقرير أن العمل الخيرى مهدد بسبب «التطرف الإسلامي». وأن هذا التهديد خطير لدرجة أن رئيس الهيئة « وليم شاوكروس» وجه بنفسه التحذير ونبه إلى وجود مقاتلين بريطانيين مسلمين فى صفوف الجماعات المسلحة الإسلامية المتطرفة المعارضة للنظام السوري. واحتمال أن يكون بعض هؤلاء، على الأٌقل، اتخذوا قوافل الإغاثة التى تنظمها جمعيات خيرية إسلامية مسجلة فى بريطانيا وسيلة للذهاب إلى سوريا «للجهاد». وأن هناك قلق حول تزايد الأعداد.
وأعلنت الشرطة البريطانية إنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالى، جرى اعتقال 40 شخصا فى قضايا لها علاقة بسوريا مقابل 25 فقط فى نفس الفترة العام الماضى.جدير بالذكر هنا ان هؤلاء «البريطانيين» الذين تحولوا إلى «مطاريد» كانوا قد منحوا بالأساس من الحكومة البريطانية الضوء الأخضر بالتوجه إلى سوريا عندما كانت تؤيد تسليح المعارضة السورية قبل عامين.
وذكر رئيس جمعية مراقبة النشاطات المتطرفة، أن هذه الجمعيات بدأت فى تمويل المنظمات الارهابية فى سوريا أولا ثم العراق وهو ما اثار شكوكاً بأن هذه الجمعيات تعتبر مصدرا خفيا من مصادر تمويل الارهاب.
جاء فى تقريره أن من بين الجمعيات الخاضعة للتحقيق «خدام المهدى» لأنها تجمع تبرعات رغم حلها عام 2012، و»الفاتحة العالمية»، بسبب وجود قلق حقيقى جاد من طريقة إدارتها.. وغيرها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تحقق فيه السلطات البريطانية حالياً مع ثلاث جمعيات خيرية بشأن عمليات جمع تبرعات مشبوهة بقصد إرسالها إلى سوريا. وبحسب التقديرات الرسمية فإن ما بين مائتين إلى ثلاثمائة بريطانى يقاتلون حالياً فى صفوف مقاتلى المعارضة فى سوريا.
وتقول صحيفة التايمز البريطانية ان لجنة الأعمال الخيرية البريطانية كانت قد وضعت 55 جمعية تحت المراقبة بدون علم هذه الجمعيات خلال العامين الماضيين وأن مراقبتها سراً تم نتيجة قلق من أنها ربما تكون متورطة فى نشر التطرف فى بريطانيا وركزت اللجنة بشكل خاص على الجمعيات البريطانية التى فتحت لها فروعاً فى سوريا.
وأعلنتالمسئولة عن الجمعيات فى بيان خاص بإستراتيجية مكافحة الإرهاب أمام مجلس العموم البريطانى، ان بلادها تواجه خطرا غير مسبوق، على يد المئات من المتطرفين البريطانيين الذين انضموا الى الجماعات التابعة للقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية فى سوريا، وإنهم يخططون للمشاركة فى هجمات ضد بريطانيا، واعترفت أن صلاحيات حرمان مواطنين بريطانيين من الجنسية لمنعهم من السفر إلى الخارج قد استخدمت 14 مرة منذ ابريل من العام الماضي.
أعلنت «هيلين» المنسقة الوطنية لمكافحة الإرهاب أنه تقرر القيام بحملة لمواجهة تزايد أعداء البريطانيين المشاركين فى عمليات العنف وأن الحملة تضم النساء والأمهات للتوعية ومنع الأبناء من الذهاب لسوريا وأنه سوف تعقد اجتماعات فى سائر أنحاء البلاد لهذا الهدف. وناشدت الشرطة النساء ممن لديهن أقارب يحتمل أن يتوجهوا إلى سوريا للقتال الإبلاغ عنهم «لمنع كوارث إنسانية».
كما نشر تقرير يبين أن الطابق السابع من ويست جيت، يعد مظلة لعشر جمعيات خيرية، منها 6 موّلت حركة حماس، وغالبيتها لها علاقة بالإخوان». وتضم «ويست جيت» أيضاً منظمة «منبر الجمعيات الخيرية»، التى منحتها الحكومة البريطانية منحة 250 ألف جنيه إسترلينى فى ديسمبر ، مما جعل وزير المجتمعات «إريك بيكلز»يصدر قراراً يهدف إلى وقف دعم أى منظمة داعمة أو مرتبطة بأشخاص يقومون بتأجيج الكراهية والانقسام والعنف، كما تبين أن ستة أعضاء من «منبر الجمعيات الخيرية» كانوا أعضاءً بائتلاف الخير أو حملة 101 يوم، والذى اعتبرته وزارة الخزانة الأمريكية منظمة إرهابية أنشأتها حركة «حماس» من أجل تسهيل نقل الأموال إليها، ويرأسها أحد قيادات الإخوان المعروفين يوسف القرضاوى، وأشارت صحيفة إلى أن «القرضاوى»، الممنوع من دخول بريطانيا، يعد من المدافعين بقوة عن العمليات الانتحارية، وهو الذى وصف المدنيين الإسرائيليين بأنهم أهداف شرعية. كما أفادت بأن منبر الجمعيات الخيرية الإسلامية يضم جمعية «مسلم إيد»، التى اعترفت بتمويل جمعيات تديرها حركة «حماس» وحركة الجهاد الإسلامى وجمعية «العون الإسلامى»، التى تعمل بشكل وثيق مع الواجهات الخيرية ل«حماس» فى غزة، وجمعية «مسلم هاندز»، التى تدعم منظمات تابعة ل«حماس»، وجمعية «الإغاثة الإنسانية الدولية»، التى اتهمتها المخابرات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالى فى تسريبات «ويكيليكس» للبرقيات الدبلوماسية الأمريكية بأنها تدعم حركة حماس.
التعليم
لم يقتصر الإختراق على الجمعيات الأهلية بل تجاوزها وامتد ليشمل التعليم.وكما كشف التحقيق دور ونشاط الجمعيات الأهلية فى تمويل الجماعات وتجنيد الشباب وتدريبهم وإرسالهم لإرتكاب العنف كشفت محاولات اختراق التعليم لغرس مبادئهم.
نشرت دراسة عنوانها»تعليم الجهاد: إسلاميون فى الجامعات البريطانية “ركزت على معرفة أسباب قدرة جماعات إرهابية «على دفع شباب صغير السن نحو السلوك المتطرف وعلى هذا النطاق الواسع، توصلت إلى أن هناك شخصيات متطرفة تعيش فى بريطانيا مسئولة عن التطرف الذى ظهر بين شباب بريطانيين ، وأن هذه الشخصيات تتسلل إلى المدارس والجامعات بدرجة كبيرة وغير مسبوقة. وأن هناك منظمات عدة تنظم هذا الاختراق من بينها منظمة تسمى “الأكاديمية الإسلامية للتعليم والبحوث” وهى عبارة عن جمعية خيرية تختار متحدثين للطلاب من هذه الأكاديمية بعضهم يتحدث عن أن العنف المنزلى مسموح به مثل العنف ضد المرأة على سبيل المثال. وتقول صحيفة صنداى تليجراف البريطانية أن المنظمة التى تراقب هذه الأعمال وجدت أن عددا من قيادات هذه الأكاديمية يقومون بتقديم محاضرات فى عدد من الجامعات والمدارس وجمعيات الكشافة فى جنوب لندن.
ونقل تقرير منظمة «مراقبة التطرف» نموذجا لما تضمنته محاضرات الشخصيات التى تحدثت فى الجامعات والمدارس، ومنها محاضرة لشخص نشرت اسمه، كان قد ذكر فى خطبته أنه ينبغى قتل أى شخص يقاتل ضد مجتمع المسلمين، وأن العقوبة تكون بذبحه وقطع رأسه.
تكشفت وسيلة أخرى يستخدمونها وهى اختراق التعليم عن طريق تهديد المدرسين والمدرسات الذين لا يطيعون أوامرهم وتلفيق التهم إليهم التى نؤدى إلى طردهم. فعلوا ذلك فعلاً. ظهرت الحقيقة فى خطاب يروى كثير من الوقائع التى بدأت 1993 وحققت نجاحاً يفخرون به منها ما حدث للمدرسة «تينا أيرلندا» التى أجبرت على الإستقالة بعد أن لفقت لها التهم الخطيرة والتهديد لأنها لا تطيع أوامرهم. حالة أخرى تعرضت لها «بيلوانت بينز» التى كانت مديرة مدرسة ستالتلى ووصفت ما تعرضت له أنه «بشع وخطير» وتنظم «بارك فيو أكاديمى» لقاءات مع قيادات الإخوان من المتطرفين الذين يقومون بإعداد الطلبة الصغار للجهاد والدعوة إلى سحق أعداء الإسلام، ومما يدعو إلى الضحك والبكاء أن كاميرون شخصيا أشاد بجهد ونجاح هذه الأكاديمية وتسترجع الذاكرة مقولة «إن كان يعرف فتلك مصيبة وإن كان لا يدرى فالمصيبة أكبر».
وهناك تقرير منشور كشفت فيه خطة الإخوان للسيطرة على 12 مدرسة فى برمنجهام عن طريق هيئات التدريس إما استقطابهم لتنفيذ أوامرهم وإما يعاقبوا أو يتم طردهم واختيار غيرهم إذا رفضوا الخضوع لهم والقيام ضدهم بحملة يطلقون عليها حملة الحيل القذرة dirty tricks campaignكما أنهم ينظمون حلقات الدعوة للتكفير والإجبار على لبس الحجاب وزرع الكراهية لغير المسلمين.
كل هذا غريب ويحدث تحت سمع وبصر المسئولين الإنجليز لكن الأشد غرابة أن هذه الأفعال لا تحدث فى الخفاء لكن مرتكبوها يتباهون بها منتشرون فى موقعهم “trojan horse” “حصان طروادة” ويشعرون بالفخر لنجاح خطتهم فى إقتلاع المدرسين والمدرسات الذين لا ينفذون تعليماتهم يذكرون أمثلة منها طرد مدير مدرسة أدرلى adderley school ويتوعدون غيرهم.
إن السماح بتعليم الطلبة ما يسيىء للإسلام، يعطى انطباعاً -أرجو ألا يكون صحيحاً- بأن حكومة كاميرون لا تحترم الإسلام. ولا تدرى أنه دين حق وعدل وأنه لا إكراه فى الدين وأن الله لا يحب المقاتلين وتترك مدارسها تنشر صورة غير حقيقية عنه لإنشاء جيل يرتكب ما يرتكب من شرور باسم الإسلام وهو منها براء.
نحن نؤيد ضرورة تدريس الأديان. التدين ضرورى للحياة والسلام. السلام بين الناس والسلام مع النفس. إنه سمو الروح وصفاء النفس ومحبة الآخرين ولا يمكن أن يكون أى شخص ضد تدريس الأديان إنما المرفوض هو تشويه تعاليم الأديان وهو الخلط بين الدين والسياسة. ساحة السياسة التى يسودها الصراع والمعارضة والتنافس واحياناً المكائد والصراعات لا تتفق مع ما للعقيدة من جلال ومكانة ومن الإحترام والطاعة.
الإخوان كان أمامهم فرصة ذهبية ورسالة سماوية لو أنهم التزموا بالدعوة الدينية ولم يسعوا للحكم والسيطرة والخلافة. لو أنهم اختاروا أن يدعوا إلى الحكم الرشيد وسيطرة العدل والتحالف والتكافل كان يمكن أن يكونوا دعاة للإسلام ومبادئه النبيلة ليس فى البلاد الإسلامية فحسب إنما فى العالم.
لو أنهم أخذوا بيد المرشدين والدعاة ليطبقوا صحيح الأديان ونبذ ما يسيىء للإنسان والإنسانية.
إن العالم خاصة الشباب يبحث عن الذات وعن المعرفة وعن إنسجام نغم الحياة لكنه تائه مضطرب محتار يلجأ لأساليب لا تقوده إلا لزيادة التخبط والضياع.
شبابنا اصبح يأخذ من الغرب أسوأ ما فيه بدلاً من أن يأخذ أفضل ما لديه والإخوان أثبتوا قدرتهم على حشد ذلك الشباب الضائع وتوجيهه وكان عليه أن يوجهه إلى كل ما هو إيجابى. يجعل منه قوافل الخير التى تقدم العلاج والغذاء وتمحو الأمية الأبجدية والدينية والثقافية وحماية الطبيعة والموارد التى هى هبة الخالق بدلاً من توجيهم إلى كل ما تنهى عنه الأديان. كان أمامهم أن يختاروا هذا الطريق ويسجل لهم التاريخ النبل والأخلاق ويفهم العالم صحيح الإسلام لكنهم اختاروا طريق آخر.

البرلمان والكنيسة والقصر
قامت سياسة الحكومات الإنجليزية عبر القرون على محاولة التوافق بين الرأى العام ويمثلها الإعلام، وإرادة الشعب يمثله البرلمان ثم الكنيسة بما لها من مكانة إجتماعية واحترام رغم أنها ليس لها دور سياسى. فما موقف هؤلاء؟
بريطانيا العظمى ليس لها دستور مكتوب لها عدد من الوثائق والتقاليد أشهرها الماجناكارتا التى صدرت أول مرة 1215.وهى لم تكن وثيقة لإنصاف الشعب أو مشاركته فى الحكم جاءت أساساً لتحديد العلاقة بين الملك والبارونات للحد من نفوذه وحماية حقوقهم. ولم تكن الأولى التى تسعى لذلك فقد صدر ميثاق آخر أقل شهرة عام 1100م فى عهد الملك هنرى الأول.
الديمقراطية الإنجليزية إذن عريقة لها جذورها تطور وثيقة الماجناكارتا أمر شيق يهمنا الآن أن م14 منها جاءت بمجلس يتكون من كبار الأساقفة وكبار البارونات أصبح يعرف باسم «المجلس العظيم» وبذلك ظهر أول برلمان. وللبرلمان مكانة خاصة واسمه رسمياً «برلمان مملكة بريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية المتحدة» وهو أعلى سلطة فى «المملكة المتحدة والمقاطعات البريطانية عبر البحار».. (هذه المسميات الضخمة تعكس رغبة انجلترا المستمرة فى العظمة والأبهة والتسلط واستمرار ملامحها رغم أن كل دول الإستعمار انسحبت وتخلت عنها سواء كانت فرنسا أو البرتغال أو هولندا) إنجلترا أقامت تكتلاً يعرف باسم commonwealth له اليوم أكثر من مثل أشهرها وأقدمها تكتل المملكة المتحدة الذى يضم عدد من مستعمراتها السابقة ولها فيه الصدارة وعلى قمته ملكة بريطانيا “إليزابيث الثانية”، والهدف منه التعاون لكن علم النفس يشيرأنه قد يكون تلبية لرغبة سيكولوجية لإشباع استمرار الشعور بالتفوق الذى فقدته بعد زوال الإمبراطورية وقد تداويه الأيام... والله أعلم
ويتكون البرلمان الإنجليزى من مجلسين “العموم” و”اللوردات” الذى أكثر قوة وسلطة لكن تطورت الأمور وصدر قانون 1911 يخفض من سلطة اللوردات واصبح رئيس الوزراء عضواً فى مجلس العموم بدلاً من اللوردات وهو ينتخب من حزب الأغلبية. لديهم ثلاث أحزاب رئيسية العمال والمحافظين والديمقراطيين الأحرار وهو اليوم أعلى سلطة فى البلاد والمكان الوحيد الذى يحظر على الملك دخوله.
موقف حكومة كاميرون من الإرهاب وقضايا الشرق الأوسط غير واضح وغير مفهوم. عليه علامات إستفهام كثيرة. ويراه الكثيرون من الإنجليز غير وطنى يضحى بهوية البلاد ويعرض أمنها للخطر والبرلمان له موقف أكثر عقلانية من الحكومة نشير إلى لمحات قليلة منه:-
ألقى “لورد مارلفورد” بعد زيارته لمصر ولقاء الرئيس، خطاب طويلاً يشرح فيه الأبعاد الحقيقية لما حدث فى مصر وأن موقف مصر من الإرهاب يستحق الإعجاب. وأنها تعرضت له بسبب إصرارها على الحرية والتحرر والديمقراطية وقدم تقريراً وافياً عن ما ارتكبت “حكومة الإخوان المسلمين” بقيادة مرسى من انتهاكات ضد حقوق الإنسان ومبادىء الديمقراطية والمرأة والأقليات وسعيها لإعادة نظام الخلافة وأنه أخرج من السجون المحبوسين الذين اغتالوا الرئيس السادات، وسمح بدخول آلاف المسجلين إرهابيين إلى مصر وأرسل 600 منهم إلى سيناء قال اللورد بصراحة ووضوح أنه يشعر بالإرتياح برئاسة السيسى لمصر وأن قيادته سوف تسهم فى مواجهة المشاكل التى تواجهها ولابد من دعم دوره فى مكافحة الإرهاب والتنمية.
وفى إطار مشروع القرار الروسى أمام مجلس الأمن لقطع تمويل داعش أعلن رئيس لجنة الدفاع فى البرلمان البريطانى إن لندن مقصرة فى القضاء على التنظيم الإرهابى وأوضحت اللجنة أن هناك فجوة بين ما تقوله بريطانيا ودول التحالف وبين حقيقة هذه الحملة على الأرض وطالبت بالإستجابة لطلب العراق بتدريب جيشه
وأعربت اللجنة عن دهشتها إزاء تواضع المشاركة البريطانية فى غارات التحالف الدولى ضد داعش، حيث بلغ متوسط الغارات البريطانية ضد داعش فى العراق، أقل من غارة واحدة يوميا، وأعربت اللجنة عن قلقها العميق إزاء ما وصفته بالتقصير البريطاني، وطالبت بالاستجابة لطلب العراق بتدريب جيشه.
وعندما ثارت قضية “الفتيات الجهاديات الثلاث اللواتى سافرن إلى تركيا بقصد الإنضمام للإرهابيين فى سوريا طلبن من كاميرون تقديم تقرير بالبرلمان عن الحادث وعن الشركات التى تدير مواقع التواصل الاجتماعى وطالبوه بإتخاذ المزيد من الإجراءات بعد أن تكشف أنهن كن على اتصال عبر موقع “تويتر” مع نساء آخريات يعملن مع داعش.وقال كاميرون أمام أعضاء البرلمان:«انتابنا جميعا الذعر للطريقة التى تم بها تحويل هؤلاء المراهقات البريطانيات إلى متطرفات وخداعهن بهذه الأيديولوجية المسممة للتطرف أثناء وجودهن فى الوطن على الإنترنت فى غرف نومهن».وأضاف أنه «فى ضوء التقارير، فإن إحدى الفتيات تتابع 70 متطرفا على الإنترنت، مما يؤكد أهمية العمل الذى نقوم به مع شركات التواصل الاجتماعى.
وقد حاول الإخوان اختراق البرلمان ولم يحققوا إلا قليلاً. يمطرون النواب برسائل ضد مصر أرسل ما يطلق عليه “مجلس الثورة المصرية” خطاباً إلى النواب قبيل زيارة فضيلة الأزهر إلى لندن هدفهم إفساد الزيارة. فعلوا نفس الشىء قبل زيارة الرئيس لهم. أنصار يبلغ عددهم 50 عضو وهو عدد بسيط. مقارنة بأن مجلس النواب به 650عضو واللوردات 800بينما نجح رجل أعمال مصرى مقيم فى لندن – يعمل كثيراً لمصر فى صمت ويرفض أن يذكر اسمه –فى تكوين ودعم مجموعة برلمانية من “أصدقاء مصر” لدعم مصر وتوضيح الحقائق–زاروا مصر والتقوا بالرئيس والقيادات وارتفع صوتهم فى البرلمان من أجل مصر.
تلك نبذة سريعة عن موقف البرلمان فما هو موقف الكنيسة؟
كان لها موقف وطنى أرسل “جاستين ويلبى” رئيس أساقفة كانتربرى رسالة ،عبر فيها عن أسفه الشديد لحادث الطائرة الروسية فىسيناء، وأكد أنه يصلى من أجل أسر الضحايا وشعب وحكومة مصر والرئيس السيسى وفضيلة الإمام الأكبر والبابا تواضروس فى هذه الظروف الصعبة، وعبر عن أسفه الشديد لأن مصر تواجه هذه الظروف غير العادلة.وصرح رئيس أساقفة الكنيسة فى مصر وشمال أفريقيا أنه كان الأولى بالمجتمع الدولى أن يقف إلى جوار مصر فى حربها ضد الإرهاب الذى نواجهه خاصة منذ ثورة 30 يونيو 2013، ويمدها بالمعلومات والتقنيات الحديثة فى هذا المجال، وأضاف أن ترحيل الرعايا البريطانيين والروس لم يكن مناسبا من الناحية الاخلاقيةً أو منصفا لدولة محورية مثل مصرً، كما اضاف إن حرب مصر ضد الإرهاب هى حرب عادلة جنبت مصر من الدمار الذى تعانى منهسورياوليبيا و اليمن وقال ان الحق دائما ينتصر فى النهاية.
والجدير بالذكر أن «رئيس أساقفة كانتربرى» هو عضو بارز فى مجلس اللوردات البريطانى وطبقا للبروتوكول فهو يحتل مكانة أعلى من رئيس الوزراء البريطانى ولقد زار مصر مرتين هذا العام و التقى فى واحدة منهما بالرئيس السيسى، وأكد فى زيارته أن مصر قد استعادت الأمن و الاستقرار إلى حد كبير جداً.
ملاحظة أخيرة لا أعرف ولى عهد إنجلترا لكنى ألتقيت به مرتين فى الأولى سألنى «كيف صحة أبو الهول هل حواس يعتنى به» وكان أبو الهول وقتها يعانى «وعكة». فى المرة الثانية كان العالم يعانى وعكة بسبب نظرية صدام الأديان. تحدثنا عن الإسلام ومدى التلاقى بين الأديان. أعجبت بمدى إلمامه بالمبادىء الإسلامية الصحيحة وضرورة إحترامها.وكان مريحاً أن هناك على الأقل إنجليزى واحد يعرف أصول الإسلام الصحيح.
تناقض كبير بين موقف الحكومة والبرلمان والكنيسة... والقصر أيضاً. أعلم أن القصر مثل الكنيسة ليس له دور سياسى لكن بالقطع لهما تأثير على الرأى العام.
أما بعد،
الإعلام يتساءل، والرأى العام يتململ، والبرلمان يستجوب ويطالب، والكنيسة موقفها إنسانى متزن، كل هذا فى واد والحكومة فى واد أخر مازالت مترددة فى التصدى للإرهاب بجدية وتخشى مجرد إعلان نتائج التحريات بل اتخذت منذ أيام قرار نشر فى تليجراف وأشارت إليه الأهرام، بالإفراج عن 140 من مسجونى الإسلام السياسى قبل إنتهاء مدة الحبس الذى صدر بسبب ارتكابهم جرائم إرهابية وهو عدد كبير يمثل أكثر من نصف عدد المحبوسين فى جرائم الإرهاب وعددهم 45 شخص. وهى لم تتخذ موقفاً حاسماً ولم تعلن سياسة واضحة فى دحر الإرهاب حتى بعد حوادث باريس! وكأن هناك من يكبل يديه ويعرقل القرار الصحيح.
وهنا أتوقف قليلاً لأشير إلى أن مصر تفوقت على بريطانيا فى مجالات التصدى للإرهاب والقضاء على مصادره وأقترح فى إطار تبادل المعلومات والخبرات بين «الحلفاء» أن تقتدى حكومة كاميرون بما فعلته مصر فى أكثر من مجال.
مصر انتبهت وتنبهت إلى الدور الحقيقى لبعض الجمعيات الأهلية فى إستقطاب الشباب لجماعات الإرهاب وكان لها موقف حازم والفضل فى ذلك يعود لسيدة هى الوزيرة فايزة أبو النجا وإلى المهندس الوطنى العملاق إبراهيم محلب عندما كان رئيس وزراء مصر شكل لجنة لمراجعة المناهج الدراسية كى يرفع منها كل ما يقود إلى التعصب بأنواعه أو إلى التفرقة والكراهية... وكان كثيراً. وجاء قرار الحكومة المصرية بإعلان الإخوان منظمة إرهابية بناء على رغبة الملايين التى حررت مصر من حكمهم ونشر القرار وأسبابه وحيثياته بكل شفافية.
هذا رأيى المتواضع وهو ما قلته كاملاً فى كلمتى بالبرلمان الإنجليزى وحذرت أن كل تأخير فى مواجهة المنظمات الإرهابية يضر بأمن إنجلترا ويسيىء إلى الإسلام. للإنصاف أقول أنهم تقبلوا ما قلت وأثار بعضهم هذه القضايا – وما قاله غيرى – فى جلسات البرلمان مما يؤكد أن التجاوب مع محاولات التصحيح وارد وأن هناك تقصير من جانبنا فى تصحيح الأوضاع، وضرورة تفعيل دور مئات مكاتب الإعلام والصحافة والثقافة فى سفارات مصر بالعالم. إلى جانب مئات الجوامع والكنائس المصرية التى لها دور وعليها مسئولية. وأعلم أن البابا شنوده بدأ خطة فى هذا المجال يستكملها البابا تاضروس نجحت لدرجة كبيرة ويقينى أن فضيلة شيخ الأزهر له نفس الإتجاه.
العلاقات بين مصر وبريطانيا فى صالح الطرفين ومسئولية العلاقات الجيدة تقع دائماً على طرفيها. وحكومة كاميرون عليها اتخاذ مواقف جادة تجاه الإرهاب وتقديم الإعتذار أو التفسير على ما شاب زيارة الرئيس من خروج عن البروتوكول، وعلى الصحافة الإنجليزية الوثوق من الحقائق قبل نشرها، وعلى الإعلام الإنجليزى أن يلتزم – خاصة محطة بى بى سى – بالموضوعية وأصول العمل الإعلامى. مصر الآن جادة فى توطيد علاقات الصداقة والتعاون مع جميع الدول على أساس التعاون والجدية. مصر دولة تسعى للسلام أثبتت ذلك مراراً وتكراراً.
هذا التقرير لا يهدف إلى لوم حكومة كاميرون بقدر ما يهدف لتوضيح الحقائق التى قد تؤدى إلى السلام. ونتمنى له أن ينجح فى حماية شعبه وأن تظل بلاده «بريطانيا العظمى».
والعظمة لها مقومات ومواصفات لا ترتبط بالحجم أو الثراء أو السلاح أو مدى السيطرة على الآخرين إنما ترتبط بالمبادىء بالسلوك والمواقف واحترام الاعتبارات الإنسانية والقانونية فى التعامل. وبريطانيا كانت يوماً قد مضى تعبر عن الكثير من هذه المقومات.
الدول العظمى تعرف قدر العظماء وتتعامل على مستواهم وتحترم القادة الذين يعيشون من أجل القيم والذين خاضوا معارك من أجل المبادىء وحرروا بلادهم وشعوبهم مثل غاندى وسعد زغلول ومانديلا وغيرهم الذين لاقوا الأمرين من بريطانيا لمواقفهم النبيلة لذلك لم نتعجب من عدم فهم قدر وقيمة ومكانة وشموخ القيادة المصرية التى حررت بلادها وبذلك هدمت بذلك مخططات وأحلام.
الدول العظمى والشخصيات الشامخة تهتم بعظائم الأمور وليس بالصغائر لا تنحدر لمستوى الإشاعات والإدعاءات أو التهديد وكل ما يطلقه أعداء السلام الذين هم أعداء مصر لأنهم يعرفون أن مصر هى ميزان السلام والحامية من الإرهاب. الدول العظمى تشعر بواجبها وتساهم فى توفير السلام العالمى ومحاربة الإرهاب.
الدول العظمى تساند الحلفاء خاصة وقت الشدة. ولا تحجب المعلومات الهامة عن الدول الصديقة.
وهى تعرف كيف تستقبل ضيوفها بلا تقصير أو تقتير. الدول العظمى تحمى مواطنيها.
والسؤال هو: أين حكومة كاميرون من كل ذلك؟ وأترك الجواب لفطنة القارىء.
كلمة أخيرة أى دولة لها الحق أن تطلق على نفسها صفة العظمة هذا اختيارها وهو ما فعلته إنجلترا وفعلته ليبيا لكننا نحن نكتفى بكلمة واحدة نفخر بها لا تحتاج لألقاب مصرحروف ثلاث تحمل بين طياتها العظمة والتاريخ والتراث استهلت للعالم نور العلم والمعرفة.

عزيزى القارىء
حاولت أن أشاركك فى بعض مما قرأت ورأيت وعرفت متعلقاً بقضايا ملحة تحتاج اهتماماً وتصحيحاً وعملاً جاداً من أجل هداية بعض الحكام وسلامة جميع الشعوب.. أرجو أن أكون أحرزت بعض التوفيق..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.