يبدو العالم منشغلا بقتال الإرهابيين الدواعش المحليين من العرب والمستوردين من الأجانب للقتال فى المنطقة العربية فى زمن الفوضى الأمريكى, بينما ترتسم وقائع أخرى على الأرض غير مشاهد القصف والذبح والتفجيرات التى يصدرها لنا الإعلام الغربى. قبل عدة أيام أصدر تنظيم داعش بيانا قال فيه: إن 600 ألف طالب يدرسون الآن فى مدارس التنظيم فى العراقوسوريا بعد أن تمت السيطرة الكاملة على عدة محافظات فى الدولتين, وأن من يقومون على العملية التعليمية من المدرسين والإداريين هم 50 ألف مدرس وموظف تمت (استتابتهم) بمعنى أنهم كفروا بحياتهم السابقة وأدخلوا إلى إسلام جديد على مذهب الدواعش . مدة الدراسة فى مدارسهم هى 9 سنوات ابتدائى ومتوسط وإعدادى, مع إغلاق الجامعات, ويقوم منتسبو داعش بالإشراف على العملية التعليمية بعد تغيير النشيد الوطنى ومناهج التاريخ والتربية الوطنية، وإلغاء المواد الثقافية، وتعديل مناهج التربية الدينية على مذهب محمد بن عبد الوهاب، واللغة العربية ليدرسوها من ألفية بن مالك . الأخطر من ذلك أنه فى محافظة الرقة السورية افتتح التنظيم مدرستين باللغة الإنجليزية لأبناء المقاتلين الأجانب, ولا أعرف إن كان تم فتح مدارس مشابهة فى دير الزور أو الموصل العراقية, الأمر الذى يشير إلى وجودهم بأعداد كبيرة، وأن حياتهم العائلية مستقرة، وأنهم يطبقون بالفعل شعار دولتهم (باقية وتتمدد). المسلحون على الجبهات ونساؤهم فى البيوت وأطفالهم فى المدارس جنبا إلى جنب مع أبناء من تعاون معهم ورحب بهم, ومن قبل بوجودهم خوفا أو طمعا,والآخرون الفقراء أبناء من لم يتمكنوا من النزوح الى محافظات أخرى أو اللجوء الى الخارج . وبعدين: تبدو هذه الصورة المذهلة نموذجا على حجم تواطؤ العالم, وبعض دوله تدعمهم بالمال والسلاح ومدى تقاعس المنظمات الإنسانية والتربوية عن مواجهة هذا الخطر, وبعضها مكانه قفص الاتهام فى محاكم الجنايات الدولية, وإلا فأين سيذهب هؤلاء المقاتلون وعائلاتهم إذا تم إجلاؤهم عن سورياوالعراق ؟ [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب