بعد تراجع الحكومة الكندية عن قرارها باستقبال 25 ألف لاجيء سورى قبل حلول عام 2016 ومد فترة استقبال اللاجئين السوريين الى بداية مارس 2016 ، اعلنت الحكومة عن انشاء مركز للعمليات لمتابعة اجراءات توطين اللاجئين السوريين فى العاصمة الاردنية عمان ، حيث سافر للاردن ثلاثة وزراء كنديين هم وزير الهجرة جون مالكوم ووزيرة الصحة جين فيلبوت ووزير الدفاع هارجيت ساجان، لمتابعة الاجراءات وسير العمليات فى اليوم الاول لبداية عمل المركز الذى بدأ نشاطه يوم الاحد الماضي. وطبقا لتصريح حكومى رسمى فإنه منذ الرابع من نوفمبر الحالى تم استقبال 153 لاجىء سورى فى كندا كما تم استصدار 928 تأشيرة دخول للاراضى الكندية. تفسر الحكومة الكندية تمديد فترة استقبال اللاجئين السوريين فى كندا بصعوبة الاجراءات حيث صرح وزير الهجرة جون مالكوم انه لاعلاقة لقرار الحكومة بالهجمات الارهابية الاخيرة على باريس، مضيفا ان العقبة الرئيسية هى المشكلات اللوجستية الخاصة باستقدام هؤلاء اللاجئين للاراضى الكندية. وكان رئيس حكومة كيبيك، فيليب كويار قد اعلن من قبل رفضه لقبول اعداد اللاجئين الذى تحاول الحكومة الفيدرالية الزامه باستقبالهم متسائلا عمن سيدفع التكلفة الاضافية للاعداد الجديدة خاصة ان الميزانية لا يمكن ان تحتمل عددا اضافيا من اللاجئين. وفى حين تحرص الحكومة على نفى الاسباب الامنية التى دفعتها لاتخاذ قرارها بتقليل العدد الذى سيتم استقباله قبل نهاية العام الحالى 2015 من 25 ألفا الى عشرة آلاف فقط ، فان عددا من الخبراء يؤكدون ان الهاجس الامنى موجود وبقوة وراء القرار حيث يؤكد الخبير وعضو الاستخبارات الكندية السابق توم كويجن انه لا يستبعد وجود تقارير امنية حذرت رئيس الوزراء من استقبال هذا العدد فى فترة زمنية قصيرة ودون اعطاء الاجهزة الامنية فرصة كافية للبحث والتحرى عن القادمين الجدد. ومما يدعم فرضية كويجن القرار الذى تم اتخاذه باعطاء الاولوية فى قبول اوراق اللاجئين الجدد للنساء والاطفال على ان يتم استبعاد الرجال غير المتزوجين، وهو ما لم تؤكده او تنفيه وزارة الهجرة الكندية حتى الان. على مستوى اخر فإن حزب المحافظين الكندى الذى يشكل اغلبية المعارضة الكندية وبمساعدة عدد من الهيئات والجهات التى تتسم وجهات نظرها بالمحافظة الشديدة قاد حملة شرسة لمواجهة قرار رئيس الوزراء الجديد جوستان ترودو باستقبال اللاجئين السوريين. مستغلين تفجيرات باريس الاخيرة وكذا حالة التوتر والترقب التى تعيشها الدول الاوروبية فى هذه الفترة. وهو ما اسفر فى النهاية عن تمديد الفترة الزمنية ثلاثة اشهر ، وكذا استناء الشباب الأعزب. وتباشر السلطات الكنديّة منذ 6 أسابيع متابعة ملفّات 100 لاجئ فى اليوم الواحد، ومن المتوقّع بموجب خطة الحكومة الفيدرالية ، دخول 500 لاجئ يوميّا، معظمهم يصلون إلى مونتريال وتورونتو حيث يتم استقبالهم فى قواعد عسكريّة تمّ تجهيزها لهذه الغاية، وفى فنادق ومستشفيات خالية، على ان يتم انتشارهم فى جميع انحاء كندا خلال اربعة اشهر. وتبلغ تكلفة خطّة استقبال اللاجئين نحو ثمانية ملايين دولار خلال السنة الأولى، حيث يشكل نقل اللاجئين بالطيران الى كندا الجزء الاكبر من التكلفة. بينما تبلغ التكلفة الإجماليّة لبرنامج قبول اللاجئين السوريين 1.2 مليار دولار على مدى ست سنوات. على مستوى آخر فإن جهودا غير حكومية تسعى لمد يد العون فى قضية اللاجئين السوريين واستقدامهم لكندا حيث يقوم عدد من الكنائس والجمعيات المدنية والدينية بكفالة عدد من الاسر السورية التى تقدمت بطلب لجوء لكندا، عن طريق عدد من البرامج الخاصة منها مثلا برنامج الكفالة الذى تتعهد من خلاله خمسة اسر مجتمعة بكفالة اسرة لاجئة لمدة عام كامل، بحيث لا يتطلب الامر من الحكومة الكندية توفير دعم مادى للاسرة القادمة. وهى جهود يقوم بها افراد من تجمعات مختلفة داخل كندا.