صدر مؤخرا بقلم الكاتبة الصحفية ميى فونج الحائزة على جائزة بوليزر الدولية للصحافة كتاب عن تفاصيل السياسات الصينية وكيف تلامس أشد خصوصيات حياة البشر هناك وتتحكم بهم بصورة لم يحدث لها نظير فى العالم وبعيدا عن الأرقام و الإحصائيات التى ساقتها الصين فى تقديمها لهذه السياسة منذ 30 عاما، تجوب الكاتبة الصحفية لتجمع فى كتابها قصصا من الريف الصينى وكيف أثر هذا القرار على حياة البشر هناك الذين يعيشون بالفطرة ثم فرضت عليهم السياسات الحكومية قوانين كان عليهم الالتزام بها ولو على الرغم من رغباتهم الإنسانية وتصادف خروج الطبعة الأولى من الكتاب مع الأنباء التى نقلها العالم عن بكين والتى تعلن قرب التخلى عن هذه السياسة، نظرا لحسابات اقتصادية معقدة أهمها أن جيل كبار السن أصبح قوامه أكبر بكثير من جيل الشباب، مما ينذر بأزمة على المدى المتوسط توافر القوى العاملة اللازمة لدفع عجلة الإنتاج فى الصين وطوال صفحات الكتاب، عملت المؤلفة على تفنيد تبريرات هذه السياسة التى ساقتها الحكومة الصينية أمام العالم و أشارت إلى أنه لا يمكننا القول مثلا بأن العبودية أمر كريه لأنه لا يمكن أن ننكر دورها المهم فى دفع النهضة الزراعية، فمن الممكن أن تكون هناك نهضة زراعية دون استعباد.