حسنا فعل البابا تواضروس الثالث بابا الأقباط عندما زار القدس فى نهاية الأسبوع الماضى ليرأس مراسم دفن وتأبين الأنبا أبرام مطران القدس والشرق الأدنى الذى توفى فى المدينة المقدسة وأوصى بان يتم دفنه هناك، فالزيارة لم ولن تكون تطبيعا لأنها تمت لأسباب إنسانية وشخصية كما قال البابا نفسه وكذلك لأن اصحاب الشأن وهم الفلسطينيون بشكل عام والمقدسيون بشكل خاص رحبوا بها وتمنوا تكرارها، بل تمنوا أن يكسر كل المصريين والعرب مسلمين ومسيحيين العزلة العربية المفروضة عليهم . وبنظرة واحدة نكتشف أن قرار منع زيارة فلسطين والذى يزيد عمره على 35 عاما فشل فشلا ذريعا وكان الفلسطينيون هم الخاسر الوحيد منه حيث استغل الاحتلال الفراغ الذى تسبب فيه هذا القرار العنترى وانفرد بأبناء القدس والضفة الغربية وأوغل فى التنكيل بهم وابتلاع اراضيهم وتغيير التركيبة السكنية لكى تميل الكفة للمستوطنين الصهاينة. وللأسف الشديد فإنه لا احد يجرؤ على تغيير هذا القرار أو انتقاده رغم أن التطبيع يتم يوميا وعلى مسمع ومرأى من الجميع سواء من خلال الفيس بوك أو الفضائيات التى تروج لقبول إسرائيل ولم يعد الأمر يتم من خلال السفر إلى القدس والضفة والاتصال المباشر بين العرب والإسرائيليين، ولذا بات من الضرورى أن يتم كسر هذا القرار حتى نتمكن قبل فوات الأوان من الحفاظ على ماتبقى من القدس من خلال دعم أهلها مباشرة بدلا من عزلها حاليا وإفقار أهلها ماديا نتيجة الموقف العربى منها. ودعونى اذكركم ان للأقباط المصريين سبع كنائس فى القدس وأربعا خارجها ومن حق البابا تواضروس ان يتفقد حال رعاياه فيها وان يدعمهم فى مواجهة الضغوط الإسرائيلية لإجبارهم على الرحيل وهجر كنائسهم وبيوتهم. لمزيد من مقالات أشرف ابوالهول