مع كل المشكلات التى تواجهنا فى معظم القطاعات بالدولة، نجد دائما المسئولين يدورون حولها فى الإطار الخارجى دون الدخول فيها أو اقتحامها، ويستعرضون الأزمات والاحتياجات من خلال الأوراق والبيانات فقط، دون تنفيذ حقيقى من خلال الحلول العلمية المناسبة، ولا نعرف لماذا يحدث ذلك؟ وهل السبب الخوف من الفشل والنتائج السلبية أم ضعف المهنية والقيادة الإدارية؟. ولا نعرف متى سنبدأ فى تغيير حال هذه القطاعات المنهارة، والتى تسير فى طريق مظلم لا تقدم تطويرا أو إنجازا منذ سنوات طويلة، بل مستمرة فى حالة الغرق فى المزيد من المشاكل، والتى تتراكم يوما بعد يوم، ويئن منها المواطن دون أى تفسير حقيقى لها، بالإضافة إلى حالة اللامبالاة للمسئولين ومرءوسيهم وهز الرءوس ومصمصة الشفايف. أزمة تعليم مستمرة، وكوارث فى قطاع الصحة، وتجريف وسرقة للأراضى، وتجارب فاشلة فى الزراعة، وأزمات اقتصادية متلاحقة، ومحليات نصفها بالفساد ولا نتحرك لتصحيح مسارها، وبحث علمى يعيش أزمنة الجاهلية العلمية ولا يقدم اكتشافا، وبيئة ملوثة لا تجد العلاج، ونظام إسكان وتعمير ترك لتجار عشش الجشع فى عقولهم وغيرها من الكوارث. وأزمات أخرى كانت نتاجا لهذه المشكلات، تمثلت فى الغش، وانعدام الضمير، وضعف منظومة القيم والأخلاق، وتوالد الصراعات، واختيار قيادات جاهلة للمواقع المهمة، مما أضعف الإنجاز، وترسخ فى ذهن المسئول انه طالما تمر الأيام ولا أحد يحاسبه أو يراقبه أو يسأله فهو ناجح فى عمله، ويساعده فى ذلك ترديد مقولة الفاشلين: أن الكفاءات نادرة والإمكانيات ضعيفة. لمزيد من مقالات محمد حبيب