3 بداية ينبغى أن نتفق على أنه طالما ارتضينا بالديمقراطية سبيلا ومنهجا فإن الديمقراطية تعنى الحرية وفى أجواء الحرية لا قيد على الفكر أو الكلام فالحرية معناها الانطلاق والاختراق ولكن بشرط أن يكون الفكر نظيفا ومستمدا من قيم وثقافات الأمة وأن يكون الكلام جادا وموثقا وليس مجرد صراخ فى الهواء أو ترديد للشائعات! ومعنى ذلك أن أى حديث جاد عن حراك سياسى نظيف بعد معركة انتخابية نظيفة ينبغى أن ينطلق من الفهم الصحيح لمعنى الديمقراطية ومن الإدراك الكامل للخيط الرفيع الذى يفصل بين الحرية المسئولة والفوضى المرذولة.. ثم إنه لاقيمة ولا معنى ولا شرعية لأى حراك سياسى لا يكون الرأى العام شريكا حقيقيا فى صناعة قراراته وخطواته.. والديمقراطية وحدها كما أثبتت التجارب على طول التاريخ هى الركيزة الأساسية لضمان مشاركة فاعلة للرأى العام لأنها تضمن إلى حد معقول أن يكون الرأى أو الاجتهاد النهائى بشأن أية قضية رأيا مقبولا لدى أوسع مجموعة من شرائح المجتمع بعد أن يشعر الجميع بأنهم كانوا شركاء بالرأى فيما استقر الاختيار عليه فى نهاية المطاف! إن الجميع فى مصر الآن لم يعد يخالجهم أدنى شك فى أن الديمقراطية هى الخيار الأمثل وأن غيابها خطر على مستقبل الأمن والتنمية حيث يؤدى الغياب الديمقراطى إلى تقوية وتغطية تيارات التطرف والعنف والإرهاب لكى يعطلوا مسيرة النهضة فضلا عن أن غياب الديمقراطية يؤدى إلى نشر أجواء الروح السلبية واللامبالاة التى تعطل انطلاق مسيرة الإنتاج من ناحية وتوفر التربة الخصبة للمنافقين والمزايدين والكسالى من ناحية أخري! وليس معقولا ولا هو بالمقبول أن يستمر صياح البعض باسم الديمقراطية بينما الغياب الحقيقى للديمقراطية هو العنوان الأبرز فى سجالات النخب السياسية وفى داخل العديد من الأحزاب الأمر الذى يزيد من مساحة الهوة الواسعة مع الشارع ويؤدى إلى فقدان مثل هذه الأحزاب لمصداقيتها لدى الجماهير التى تصاب بالحيرة والبلبلة من شعارات حول تداول السلطة وحرية الرأى يطلقها البعض بينما هم أول من يجهضون هذه الشعارات فى مؤسساتهم الحزبية!. وغدا نواصل الحديث خير الكلام : أفضل الساسة من يتكلم بحساب ويصمت بحساب وينصت للآخرين بلا حساب!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله