حذرت دراسة بحثية من أن المبانى الأثرية بمنطقة شمال سيناء تحولت إلى أنقاض، حيث لا يوجد أثر كامل للعناصر المعمارية بل أصبح معظم المبانى الأثرية فى صورة أطلال، بسبب ما تعرضت له من عوامل التلف والتأثيرات البيئية الخطيرة، خاصة على الآثار الإسلامية. الدراسة التى حملت عنوان» التأثيرات البيئية على الآثار الإسلامية فى منطقة شمال سيناء مع التطبيق على قلعة الغوري» أجراها سعد عبد الله سليمان أبو المجد، الباحث فى العلوم البيئية بقسم العلوم الهندسية البيئية فى معهد الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، وركز التطبيق العملى بها على قلعة الغورى كمنطقة بحث ميدانية. ورصدت الدراسة عوامل تلف وانهيار المواقع الأثرية وكثرتها وتنوعها بشمال سيناء ، مما أدى إلى ضياع جزء كبير منها، وتهديد للجزء الآخر المتبقى منها. وتوصلت الدراسة إلى أن العمائر الإسلامية، سواء القلاع أو الخانات أو المساجد أو المساكن فى منطقة شمال سيناء تأثرت فى نشأتها بشكل كبير بالعديد من العوامل؛ مثل العامل الجغرافى والسياسى والدينى والاقتصادي، كما تبين للباحث أن هناك عاملا يربط بين التكوين الجيولوجى للمنطقة والظروف البيئية، واستخدام مواد البناء بالمبانى الأثرية، وتأثرها بالظروف البيئية. وأكدت الدراسة أهمية دور المكون المورفولوجى (أى الشكل العمراني)،خاصة فى المبانى الأثرية بالمناطق الصحراوية، التى تنتشر فيها الرمال، التى يسهل نقلها إلى المبانى بواسطة الرياح المسببة للنحر لأسطحها أو ترسيبها فوق الجدران، مسببة ضغوطا موضعية نتيجة الاحمال غير المتوقعة على الحوائط أو أسقف المبانى التى يوجد عليها تلال رملية طينية متفاوتة الارتفاعات تردم تحتها مبانى أثرية، بجانب الاملاح المنتشرة فى التربة أو المياه الأرضية، وانتقالها إلى اساسات المباني، ثم إلى بقية الجدران، مسببة أضرارا. وقال الباحث إن هذا كله يوضح أن المعمارى القديم استخدم فى منطقة شمال سيناء العديد من مواد البناء فى تشييد العمائر، وفى مقدمتها الحجر الجيرى والرملي، خاصة بالمناطق الصحراوية، وظهر هذا فى قلعة نخل ومجموعة القباب وقلعة السلطان سليمان القانوني، بالإضافة إلى استخدام الطوب المحروق فى المناطق الساحلية مثل قلعة الفرما، ومسجد الظاهر بيبرس. وأضاف أن جميع المبانى الأثرية تعرضت لعدد من عوامل التلف، إذ تعرضت لمتغيرات مناخية مرتبطة بالعوامل الجوية المختلفة، مثل هبوب الرياح الشمالية الغربية الآتية من البحر المتوسط، والشرقية الجنوبية الآتية من الصحراء، التى تحمل معها الرمال باتجاه أسطح الجدران مما يسبب تآكل الأسطح ونحرها.