بين حين وآخر يتعرض البرنامج القومى لعلاج فيروس سى لحملة ظالمة استنادا إلى معلومات غير دقيقة تستدعى التوضيح رفقا بمرضانا. أولا: يعتبر فيروس سى المشكلة الصحية الأولى فى مصر التى تستدعى تضافر جهود الدولة ومنظمات المجتمع المدنى والإعلام لحلها فالتحدى الأكبر هو ارتفاع معدل الإصابة الجديدة سنويا (نحو 150 ألف حالة جديدة سنويا) مما يعنى أن وسائل نقل العدوى مازالت موجودة رغم الجهود المبذولة وهو الجانب الذى يجب أن يركز عليه الإعلام لتصحيح السلوكيات الخاطئة التى تساعد فى نقل العدوى لأن كل مريض يمكنه نقل العدوى لثلاثة أو أربعة أفراد خلال رحلة المرض كما ان غالبية المرضى لا يعرفون بإصابتهم وينقلون العدوى إلى الآخرين. ثانيا: ظللنا عشرين عاما أسرى علاج واحد غالى الثمن هو «الإنترفيرون» الذى يعطى فى صورة حقنة أسبوعيا لمدة عام فى حالة الاستجابة الأولية مع ما فى ذلك من الآثار الجانبية المصاحبة له والتى لها تأثير سلبى على صورة الدم والصفائح الدموية والحالة النفسية للمريض وكانت نسبة الشفاء نحو50% أى أن نصف المرضى لا يستجيبون لهذا العلاج ومن تستجيب حالته له يتعرض لانتكاسة بالإضافة إلى مجموعة أخرى لا يصلح لها «الإنترفيرون» من مرضى القلب والفشل الكلوى وتليف الكبد وقد ظل هؤلاء دون علاج حتى تم تدشين دواء جديد لهم منذ فترة قريبة وتم توفيره بمراكز الكبد ويمكنه القضاء على الفيروس. ثالثا: من منظور اقتصادى لا يخفى على الجميع الجهد الذى قامت به اللجنة القومية فى توفير أدوية علاج الفيروسات الكبدية بواحد فى المائة من ثمنها مما وفر للدولة الملايين من العملات الصعبة فعلى سبيل المثال نجد أن تكلفة علاج عشرة أفراد ب«الإنترفيرون« مائة وعشرون ألف جنيه يشفى منهم خمسة أفراد، وهذا المبلغ يمكنه علاج سبعة عشر فردا يشفى منهم 15فردا ويبقى اثنان يمكن علاجهما بالأدوية الجديدة. رابعا: بخصوص الرد على أن التجارب على دواء «السوفالدي» لم تكن كافية، اتساءل: هل يتصور أحد أن هيئتى الغذاء والدواء الأمريكية والأوروبية توافقان على طرح علاج دون التجارب الكافية حوله؟!، ومع ذلك أذكر الجميع بأنه قبل الموافقة على الدواء تمت تجربته على سبعين مريضا مصريا مقيما بأمريكا وكانوا مصابين بالفصيلة الرابعة من الفيروس وهى الأكثر انتشارا فى مصر كما تمت أيضا تجربة الدواء فى مصر على مائة مريض فى ثلاثة مراكز بحثية مختلفة طبقا للضوابط العلمية وتمت دراسة الدواء على 899 مريضا واشارت جميعها إلى أن نسبة الاستجابة (اختفاء الفيروس بعد الشهر الأول من العلاج) 96%، وكانت نسبة الشفاء (اختفاء الفيروس بعد إكمال العلاج بثلاثة أشهر) 86%، أى أن نسبة الشفاء 85% ومن لم يستجب أو حدثت له انتكاسة وكانوا مصابين أمكنه العلاج بالأدوية الجديدة، فلماذا التركيز على 15% مقارنة ب50% فى نظام العلاج القديم ولم يتم التركيز على 85% تم شفاؤهم؟!. وأخيرا: هل كان المطلوب أن نقف مكاننا والعالم يتحرك أسرع ونترك مرضانا لمهب الريح أم نطور أنفسنا ونختار العلاج الأمثل والمناسب لمرضانا؟!. د.عصام عزوز