واضح أن بوتين وضع إردوغان فى «دماغه»، وبدأ يرد إليه «القلم» سبعة «أقلام» على طريقة فيلم «عنتر ولبلب»! بوتين لم يرد على إسقاط المقاتلة الروسية فى سوريا بإعلان الحرب على تركيا، لأنه يعرف أن إردوغان هو «بلطجى» أمريكا فى المنطقة، ولكنه قرر «حرقه» سياسيا، و«فضحه» أمام شعبه والعالم كالتالى : «القيصر» أهان أردوغان برفض الرد على مكالماته، وتجاهل توسلاته للقائه، ولن يلتقى به على الأرجح فى قمة المناخ بباريس، كما رفض لافروف لقاء نظيره التركى إلا بعد «الاعتذار» أولا. روسيا أطلقت حملة دبلوماسية عاصفة ضد تركيا، فاتهمتها صراحة بدعم الإرهاب، وقالت إن أراضيها صارت مرتعا لإرهابيين «نفذوا عمليات فى المنطقة»، كما فضحت بالدليل دورها فى صفقات شراء بترول داعش المهرب! وعسكريا، علق الجيش الروسى اتصالاته مع تركيا، وأوقف التعاون معها. واقتصاديا، كانت الضربة الموجعة بحظر سفر السائحين الروس إلى تركيا، وتعليق نظام التأشيرة الحرة مع أنقرة، وإرسال طائرات لإجلاء الرعايا الروس من منتجع أنطاليا التركي، كما فرضت موسكو رقابة على الواردات الغذائية التركية، ومنعت دخول شاحنات البضائع التركية إلى أراضيها فى مشهد مهين للاقتصاد التركي، يعنى خسائر بالمليارات لنظام إردوغان. وشعبيا، وفى غياب نشطاء الفيسبوك والإعلام الخاص والنخب الغبية، رشق الروس سفارة تركيا فى موسكو «بالبيض»، ورددوا هتاف «طعنة فى الظهر». وميدانيا، كثفت القوات الروسية فى سوريا ضرباتها ضد الميليشيات الموالية لتركيا، وبدأت إجراءات غلق الحدود التركية السورية لقطع «الحبل السري» بين تركيا وداعش نهائيا. وإعلاميا، افتتحت روسيا الحرب بنشر صورة بمليار دولار تثبت العلاقة الوطيدة بين «المحروس» بلال أردوغان، ابن الرئيس التركي، وقيادات الصف الأول فى داعش، وتقرير يفضح «المناضلة» سمية إردوغان التى أنشأت مستشفى ميدانيا على الحدود السورية لعلاج جرحى داعش! وأخيرا .. يبدو أن الجزء الثانى من «عنتر ولبلب» لن يكتفى بسبعة «أقلام» فقط! لمزيد من مقالات هانى عسل