بعيدا عن السياسة 3: كل أشجار الحياة طيبة، إلا شجرة الخيانة، خبيثة وسوداء وعلقم، لا تطرح فى مواسم حصادها، سوى الضياع والخراب والخيبة، و«جذر» الخيانة وأصلها هو الكذب، ومنه تخرج شجرتها، وتتفرع أغصانها الشائكة، وتستوى ثمارها المسمومة. الكاذبون والمخادعون والادعياء، لا يجدون سكنا ملائما لهم ف ى الحياة، إلا فوق هذه الشجرة غير المباركة، التى لا تمنح ظلا، وإنما لهيب ورماد، فيبنون أوكارا لهم فوق أغصانها، ويلقون بجمرهم فوق رؤوس الطيبين والصادقين، والساعين فى شرف، وجبناء الحياة الذين لم يمتلكوا يوما، شجاعة نصرة الحق، فراحوا يصفقون للباطل وينافقونه، أثرا للسلامة. فوق شجرة الشيطان، يسكن الخائنون من كل نوع: حثالة وهامشيون وفقراء، وأصحاب نفوذ وذوو سلطة وسطوة وثراء، ومن بين كل هؤلاء، فإن الأخطر والأشد فتكا، هم ادعياء الإيمان، الذين يعتقدون أنهم وكلاء الله على الأرض، ويزعمون أنهم فى تجارة مع الله، وهم فى حقيقتهم يتاجرون باسم الله جل شأنه، من أجل تحقيق منفعة أو مكسب فى الحياة الدنيا، أو لاعتلاء سلطة وحكم، لأن التجارة مع الله سبحانه وتعالي، تعود على المجتمع فى النهاية، بالخير والرفاة والسلام والأمن، وليس بالخراب والموت والدماء، وتدمير أسباب الحياة، وغلق أبواب الرزق، كما أنهم فى جهادهم «المزعوم»، لم يقرضوا الله قرضا حسنا، وإنما اقترضوا منه، أو بالأحرى اغتصبوا منه صفاته الالهية، فأضفوا «قداسة» على أفكارهم وأفعالهم وجرائمهم، فى خيانة لا تحتمل التشكيك، لتعاليم الله وأوامره، ونواهيه عن الاعتداء على النفس الإنسانية. أريد منك أن تحرص فى حياتك، من الذين يسبغون قداسة على أفكارهم وأفعالهم، لأن هؤلاء لا يتوانون عن خيانة الله، فما بالك، ماذا سوف يفعلون بالبشر؟!. أعتقد أن الإجابة أصبحت تحاصرنا جميعا!. فى الختام.. يقول المثل: «من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس على أن يكون وراءك كلب خائن». لمزيد من مقالات محمد حسين