يصل اليوم الرئيس عبدالفتاح السيسى الى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة فى قمة المناخ «اجتماع الاطراف ال21 « المعنى بالتغير المناخى المعروف اختصارا ب «cop21» والتى تبدأ اعمالها غدا الاثنين بحضور زعماء 144دولة اعضاء فى الاممالمتحدة. وتشارك مصر فى المؤتمر بصفتها الرئيس الحالى للجنة المناخ بالاتحاد الافريقى ممثلة عن الدول الافريقية. وكشف المهندس خالد فهمى وزير البيئة فى تصريحات ل «الأهرام» ان الرئيس عبدالفتاح السيسى سيطرح خلال القمة مبادرتين الاولى عن مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة لتزويد افريقيا بالكهرباء وتستهدف مد دول القارة بالطاقة الكهربائية لترتفع نسبة النفاذ للطاقة من 32% الى 70%. والمبادرة الثانية تتعلق بمشروع تمويل برامج الحد من المخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية، مشيرا الى ان مصر اقنعت فرنسا وعدداً من الدول بهذا المشروع وفى حالة الموافقة عليه ستتقدم مصر بخطة عمل شاملة لعرضها للتمويل. وقال فهمى ان الهدف من المفاوضات الوصول الى اتفاق ملزم للتخفيف من الانبعاثات التى تسبب الاحتباس الحراري، بالاضافة الى تحمل الدول الكبرى مسئوليتها تجاه الدول النامية وعلى رأسها افريقيا فى مساعدة هذه الدول على التكيف مع الاضرار الناتجة عن التغيرات بما فى ذلك تمويل مشروعات التى تمكن الدول الفقيرة من التصدى للاثار السلبية الناتجة عن تلك الانبعاثات، الى جانب توفير التكنولوجيا الازمة لتمويل الابحاث، واستنباط سلالات مقاومة للجفاف، ونقل التكنولوجيا للتصدى لتناقص الرقعة الزراعية والفيضانات والتعامل مع اثارها، كما ستطالب مصر بايجاد آلية واضحة لتمويل مشروعات التكيف وان يكون هناك نوع من الالزام سواء فيما يتعلق بالحد من الانبعاثات او التكيف مع اثارها، وهو ما ترفضه بعض الدول الكبرى مثل الولاياتالمتحدة، فى حين يؤيد الاتحاد الاوروبى وافريقيا فكرة ان يكون هناك تشريعات قانونية ملزمة للحد من الانبعاثات وهو ما يرفضه البعض لأنه سيؤثر عليهم اقتصاديا. واضاف وزير البيئة انه عقب افتتاح القمة من قبل الرؤساء سيبدأ الخبراء فى اجتماعات لاستكمال المفاوضات للخروج بنص للاتفاق تنفيذاً لبروتوكول كيوتو التى تم مد العمل به الى 2015، لحين 2020 وقال انه اذا توصل الخبراء الى اتفاق سيبدأ وزراء البيئة فى اجتماعات للتفاوض الى ان يختتم المؤتمر يوم 11 ديسمبر. وفى السياق نفسه يستقبل الرئيس الفرنسى فرانسوا اولاند غداً الاثنين رؤساء أكثر من 144 دولة من مختلف أنحاء العالم بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي. والمؤتمر الذى سيعقد فى دورته الحادية والعشرين استكمالا لبروتوكول كيوتو بغية التوصل لاتفاقية دولية من شانها التقليل من الانبعاث الضارة بالمناخ، وخصصت له فرنسا بمطار«لوبورجيه»على الحدود الباريسية قاعات شاسعة ومجهزة على اعلى مستوى من المراقبة والتجهيزات والإجراءات الأمنية المشددة من خلال الشرطة والجيش والقوات الخاصة بمكافحة الإرهاب دون اغفال مراقبة المجال الجوى والحدود والمنافذ البرية والبحرية. حيث يعقد ال COP21 فى ظل ظروف استثنائية على خلفية تداعيات هذا العمل الإرهابى الذى ضرب العاصمة باريس منذ اسبوعين. ومن دون شك هذه الظروف جعلت البلاد تتخذ إجراءات أمنية فوق العادة تتماشى مع حالة الطوارئ المعلنة لمدة ثلاثة اشهر قابلة للتجديد حسب آخر تصريحات لوزير الداخلية برنار كازنف. ويتواكب ذلك مع حالة التأهب الأمنى القصوى التى تواجهها السلطات المعنية باعداد اضافية من قوات الشرطة والدرك والجيش. ولم تخف فرنسا توجسها من اندلاع اعمال عنف لجماعات مناصرى البيئة المعتاد لهم مع كل مؤتمر عن المناخ القيام بمظاهرات غالبا ما توجهها الشرطة بحزم، لذلك تتحسب السلطات المعنية بفرض اقامة جبرية على المعروف عنهم اثارة الشغب او العنف او المظاهرات فى مثل هذه الاحوال، ويأتى ذلك فى اطار قانونى بما يسمح به قانون الطوارئ المعمول به بعدما صوت البرلمان عليه منذ ايام بأغلبية ساحقة. وعن المؤتمر يقول سفير مصر بباريس ايهاب بدوى ان فرنسا حريصة جدا على عقد هذا المؤتمر فى موعده دونما تأجيل وكما كان مقررا له فى تأكيد واضح على ان الارهاب لن يغير من مسيرة الدولة الفرنسية بوجه عام ومشيرا ان الشعب الفرنسى قدم مثلا واضحا فى هذا المنوال لإصراره على انه لن يغير من نمط حياته ولا من أنشطته المختلفة بعد تلك العملية الإرهابية. وأضاف ان مصر تترأس مجلس وزراء البيئة الأفارقة وبالتالى هى حريصة على الاطلاع وعلى ان تراعى المصالح الافريقية فى هذا المجال الهام والحيوى ولاسيما وان الدول الافريقية لم تقم بتلويث للبيئة فى الماضى مثلما لوثت الدول المتقدمة، كما ان الدول الإفريقية حريصة على تحقيق تنميتها ولا يجب ان يكون الحفاظ على المناخ من معوقات تحقيق التنمية الأفريقية، وبالتالى يُطرح الان فى ظل ما سيناقشه المؤتمر عدة تساؤلات ان كان هناك إمكانيات لنقل التكنولوجيا وتوفير التمويل اللازم. وحول الملفات التى ستناقشها المشاركة المصرية قال السفير المصرى ان لها زوايا متعددة وكيفية تكيف الأنشطة مع المناخ وظاهرة التخفيف من الانبعاث الحرارية والمعنى بها الدولة المتقدمة. وعن أهم النقاط التى تطرحها مصر فى (كوب 21) قال: مصر تهتم كثيرا بهذا الحدث وهذا المؤتمر خاصة وان التغيرات المناخية لم تعد ترفا وانما باتت تهدد دولا بالزوال وعلى سبيل المثال مجموعة من الدول -الجزرية - القائمة على الجزر كما انها باتت تهدد اقتصاديات الدول وقدرتها على الاستمرار فى مجال التنمية والزراعة والحفاظ على المناخ المناسب للاستمرار الحياة على ارضيها.