فى خطوة تعكس حجم القلق التركى من انتقام روسيا فى أعقاب حادث إسقاط الطائرة الروسية يوم الثلاثاء الماضي، نصحت وزارة الخارجية التركية مواطنيها بتأجيل كل السفريات غير الضرورية إلى روسيا. وكشفت وزارة الخارجية التركية فى بيان لها عن تعرض مواطنين أتراك لصعوبات - لم تحددها- فى روسيا، ومن ثم فإنها تنصح الأتراك بتأجيل كل السفريات غير الضرورية إلى هناك. وتزامن هذا التحذير الرسمى مع تأكيد وكالة جيهان التركية للأنباء رفض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين دعوة نظيره التركى رجب طيب إردوغان لعقد لقاء على هامش قمة المناخ فى باريس التى ستعقد غدا. وبررت موسكو هذا الرفض بعدم تقديم تركيا أية اعتذارات حتى الآن على إسقاطها مقاتلة روسية. وكان أردوغان قد سبق وعبر عن رغبته فى لقاء بوتين وجها لوجه فى باريس ليعرب له عن انزعاجه من تصعيد هذه الأزمة. يأتى ذلك فى الوقت الذى حذرت فيه عدد من الصحف التركية تعرض مواطنيها لمعاملة سيئة بالمطارات الروسية، وترحيل من يملكون إقامات. كما أشارت التقارير الصحفية إلى تعرض الأتراك بالمطارات الروسية لمعاملة سيئة، ناهيك عن إجراءات التفتيش المشددة، وبطرق غريبة وصلت إلى حد تفتيش «الملابس الداخلية». يأتى ذلك فى الوقت الذى ألغت فيه أندية كرة القدم الروسية حجوزتها فى مدينة أنطاليا التركية، رافضة قضاء الفترة التدريبية الشتوية فى تركيا نظرا للأوضاع السياسية المتوترة بين البلدين، وسط مخاوف من أن تؤدى هذه المقاطعة إلى خسائر تقدر ب70٪ من إيرادات السياحة فى هذه المدينة التركية. أما صحيفة «راديكال» التركية فأكدت أن أنقرة تستعد لوضع خطتها الانتقامية ضد روسيا فى حالة استمرار موسكو فى فرض حصار غير رسمى على منتجاتها الغذائية، أو إجراءاتها التعسفية ضد المواطنين الأتراك. وعلى الصعيد الميداني، واصل الجيش التركى حشوده على الحدود مع سوريا حيث أكدت تقارير إخبارية حشد القوات التركية 20 دبابة فى مدينة غازى عنتب بالجنوب ليصل عدد الدبابات التى تم نشرها فى المدينة إلى 60 دبابة فى غضون 72 ساعة فقط، وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأعمال إرهابية. كما اعتقلت قوات الأمن ثمانية أشخاص يشتبه فى أنهم على صلة بتنظيم داعش الإرهابي. وفى محاولة أمريكية لقطع الطريق أمام تمدد داعش، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تضغط على تركيا لنشر آلاف القوات الإضافية على طول حدودها مع سوريا لإحكام السيطرة على الحدود التركية -السورية التى تمتد بطول 60 ميلا، التى يؤكد مسئولون أمريكيون أن عناصر التنظيم الإرهابى يستخدمونها فى دخول وخروج المسلحين الأجانب من منطقة الحرب.وأوضحت الصحيفة إن الولاياتالمتحدة لم تتقدم بطلب رسمى بخصوص عدد محدد من الجنود، فيما قدر مسئولون فى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن الأمر قد يتطلب نحو 30 ألف جندى لإغلاق الحدود على الجانب التركى لمهمة إنسانية أوسع نطاقا، حيث أوضح أحد المسئولين أن إحكام السيطرة على قطاع واحد فقط يمكن أن يحتاج 10 آلاف جندى أو أكثر. وأضافت أنه من غير الواضح كيف سترد تركيا على هذا المطلب، فيما أكد مسؤولون أتراك ضرورة تشديد المراقبة على الحدود بل وبدأوا فى تنفيذ بعض التدابير، غير أنهم وصفوا الأعداد التى قدرها البنتاجون بأنها مبالغ فيها دون الإفصاح عن تقديراتهم. وفيما يتعلق بأزمة الطائرة الروسية، أشارت مصادر أمريكية إلى أن روسيا لم تبلغها بخطة طيران طائرتها قبل أن تسقطها تركيا يوم الثلاثاء، على الرغم من تأكيد الرئيس الروسى عكس ذلك. مقتل رئيس نقابة المحامين الأتراك خلال اشتباكات مع الشرطة أنقرة - مراسل الأهرام: لقى رئيس نقابة المحامين مصرعه أمس فى مدينة ديار بكر التركية خلال اشتباكات مسلحة بين مجموعة من المحامين ورجال الشرطة وأسفرت الإشتباكات المسلح عن مقتل طاهر ألتشى رئيس نقابة المحامين، وذلك بعد نقله إلى المستشفى عقب إصابته فى موقع الحادث، إضافة إلى إصابة 3 من أفراد الشرطة.