من أجمل الأفلام التى رأيتها فى حياتى كان فيلم لمجموعة من الفنانين الرائعين، منهم الأحياء أمد الله فى عمرهم، ومنهم الذين توفاهم الله إلى رحمته، هو فيلم " تحياتى لأستاذى العزيز " لنيلى ومحمود ياسين ومحمد رضا ومديحة يسرى وأنعام سالوسة ، الفيلم كان قصة وسيناريوا وحوار عملاق الأدب عبد الحى أديب. ومن إخراج محمد ياسين . وتدور حكايته البسيطة حول أحد المعاهد التعليمية التى تدرس فيها طالبة " شقية " جدا تطارد أستاذ الموسيقى المحترم بأفعالها لتضايقة ، فهى فتاة غنية وسليلة باشوات وتتسلى بأفعالها لتضحك كل من حولها ، بينما مدرس الموسيقى إنسان بسيط يحلم بأن يصبح موسيقارا مشهورا وتصل مؤلفاته لكل الشعب. والرجل منكب على مؤلفاته محاولا تجنب مضايقات تلميذته بطريقة غاية فى الكوميديا ، وتدور أحداث الفيلم بسرعة وبساطة ، لايشعر معها الجمهور بأى ملل ، وتتخلله أيضا أستعراضات رقيقة لفتيات كأنهن فراشات جميلة . تمضى أحداث الفيلم بلا إسفاف ولا تعرى ولا كلمة بذيئة أو خارجة ولا أى تلميح جنسى .. يا الله كيف كنا هكذا بهذا الرقى والتحضر !! هذا الفيلم كان فيلم العيد الصغير وقتها كنت أنا فى المرحلة الأعدادية وذهبت لمشاهدة الفيلم بأحدى دور العرض بوسط البلد مع والدى ووالدتى وأخوتى الثلاثة ، متأكدين أن الفيلم يصلح لأن تشاهده أسرة كاملة فى أمان من أى شىء خادش للحياء ، ثقة فى كل الأسماء المكتوبة على إعلان الفيلم. حتى القبلة الوحيدة التى كانت فى الفيلم جائت غاية فى الكوميديا حين حاولت إحدى الفنانات أن " تغتصبها " من بطل الفيلم ، الأستاذ الوقور محمود ياسين فبدت كأنها تقبل طفل غاضب " يتملص" منها بأى طريقة فى حين وقفت تلميذته الشقية نيلى تذيع المشهد لزميلاتها خارج القاعة كأنه ماتش كورة ، واصفة أداء أستاذها بالأداء السىء جدا . واجمل مشهد فى الفيلم كله والذى يحمل الرسالة السامية التى أراد أن يمررها فريق العمل من خلال هذا الفيلم الرائع ، هى حين ساعد الأستاذ " مسعد سعيد أبو السعد " تلميذته فى الهروب للزواج من حبيبها - رغم كل ما لحقه من ضرر منها طوال الفيلم - ثم عاد إلى غرفتها ليرفع طرحتها البيضاء التى خلعتها عن رأسها قبل دقائق ليقبلها. حينها وقبل أن تضاء أنوار القاعة تفاجأت بالجمهور كله يقف ليصفق للمشهد الجميل ولأبطاله ولنفسه على هذه اللوحة الفنية الرائعة من المشاعر الراقية .. كيف كنا ، وكيف أصبحنا ، وإلى أين ستأخذنا أيامنا القادمة بعد ما وصلنا إليه ؟؟؟ [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل