لايستطيع جهاز أمني في العالم منع العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة تماما ، مهما بلغت قوته وتعاظمت امكانياته ، بل يمكنه التقليل من خسائر هذه العمليات بكشفها وصدها قبل وصولها لاهدافها المهمة ، وهذا ما فعلته قوات الامن مع الانتحاري الذي كان يقود سيارة ملاكي مفخخة بأكثر من 50 كيلو متفجرات لاقتحام فندق القضاة بالعريش ، وأحداث كارثة مروعة لاقدر الله، لكن يقظة رجال التامين أحبطت محاولة الانتحاري ، الذي أقتحم الكمين الاول فتصدي له الكمين التالي وفجر السيارة باطلاق الرصاص عليها قبل وصولها للفندق بحوالي 170 مترا ، مما حال دون وقوع الكارثة ، ولكن تسلل الأنتحاري الثاني لداخل الفندق ، وهو يرتدي حزاما ناسفا وبحوزته بندقية آلية سريعة الطلقات ، ليقتحم غرف القضاة، ويبدأ بأطلاق الرصاص علي المستشار الشهيد عمر حماد ، ليهرع القضاة من غرفهم لاستطلاع الامر ويتجمع أكبر عدد منهم، وكان السيناريو المرجح قيام الأرهابي باحتجازهم كرهائن أو تفجير نفسه وسطهم علي غرار سيناريو جريمة مسرح " باتاكلان " بباريس في هجمات 13 نوفمبر الدامي ، الا أن أحدي رصاصات قناص أمني أصطادته ليسقط أرضا وينفجر حزامه الناسف ، وهنا نتوقف ليس لتوجيه اللوم أو الأتهام بالتقصير، ولكن للاشارة الي ثغرات ينفذ منها الأرهاربيون لتنفيذ جرائمهم من خلال ثقوب لا تتوقع أن تنفذ منها الضربات الارهابية ، وهو ما عبر عنه بعض القضاة في لحظات الغضب بمسرح الجريمة حزنا علي رفقاء العمر والعمل ، قال نفر منهم أن أجراءات التامين لحظة الحادث لم تكن بنفس اليقظة التي كانت خلال يومي الانتخاب، خاصة من ناحية البحر، وهي الناحية التي لا تتوقع أن ياتيك منها الارهاب ، حيث يترجل بعض النزلاء أحيانا الي الشاطيء، فضلا عن مشهد طوابير الناخبين أمام اللجان بسيناء وسط منظومة أمنية متكاملة ، أعطي نوعا من الثقة والاطمئنان لاجهزة الأمن فلم تتوقع حدوث ضربات أرهابية ، واذا حدث فالتوقع كان تنفيذ عملية انتحارية من خلال سيارة أسعاف مسروقة من قبل بالمنطقة ، لتاتي العملية من خلال سيارة ملاكي " فيرنا " وهو أمر غير معتاد في العمليات الانتحارية بسيناء، وكذلك المعالجات الأعلامية التحريضية دون قصد ومنها " طوابير الناخبين تتحدي الارهاب بشمال سيناء ، وكأن الاعلام يصرخ في الارهابيين " لماذا أنتم مكتوفي الأيدي ، ولماذا تتركون هذه الطوابير المسالمة دون ترويع ؛ لكن كل ذلك لايمنعنا من الاشادة بجهود رجال الامن من القوات المسلحة والشرطة المدنية، الذين يدفعون فاتورة الأرهاب من أرواحهم لتحيا مصر..تحيا مصر . http://[email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى