جملة جاءت فى سياق خبر صغير كشفت عن حقيقة الدور الإسرائيلى فيما يحدث فى سوريا، وأوضحت أن الدولة العبرية هى الراعى الرسمى للمنظمات المتطرفة التى تنشر الخراب والدمار فى ربوع سوريا، الخبر يقول إن إسرائيل رفضت السماح لامرأة من مدينة حلب السورية وتدعى جولدا بالهجرة إليها بسبب اعتناقها الإسلام وزواجها من رجل مسلم رغم السماح بذلك لوالدتها وشقيقتها بعد هروبهما من سوريا لأنهما لم يغيرا ديانتهما ، وأن جميع يهود حلب قد تم تهجيرهم إلى إسرائيل خلال العام الحالى بمساعدة وتمويل رجل الأعمال الإسرائيلى- الأمريكى «موتى كهانا» المعروف بعلاقاته الوثيقة بالجماعات المتطرفة التى تنشر الفوضى و تحارب ضد الحكومة السورية ، لذا لم يكن مستغرباً أن نجد رئيس الوزراء الإسرائيلى يأمر بعلاج جرحى هذه المنظمات المتطرفة خاصة ما يسمى جبهة النصرة فى المستشفيات الإسرائيلية بل أنه ذهب بنفسه للاطمئنان عليهم ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورا له وهو يزور هؤلاء الجرحى ويصافحهم متمنيا لهم الشفاء العاجل ليعودوا سريعا لاستكمال دورهم فى تدمير سوريا . وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد كشفت عن إلغاء مؤتمر كان سيعقد فى مدينة القدسالمحتلة وينظمه أحد مراكز الأبحاث السياسية المقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو ووزير دفاعه موشيه يعلون بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية ، والمؤتمر، كما تقول وسائل الإعلام الاسرائيلية كان من المفترض ان يناقش الأوضاع فى سوريا بمشاركة عدد من كبار قادة المعارضة السورية، لكن تم إلغاؤه بناء على توصية الجهات الأمنية وخوفا من رد الفعل الروسى. ولا شك فى أن إسرائيل تحقق مكاسب كبيرة من انهيار الدولة السورية فما يحدث من حروب وصراعات فى عدد من البلدان العربية والدمار الذى لحق بتلك الدول عقب ما سمى بالربيع العربى خاصة فى سورياوالعراق يصب فى مصلحة إسرائيل، فتحييد هذه الدول وتدمير جيوشها كان حلما إسرائيلياً حققته لها الفوضى القائمة حاليا، ويعترف بهذا الكاتب الإسرائيلى يوسى ميلمان فى مقال له بصحيفة معاريف حيث يقول إن اسرائيل هى المستفيد الاكبر من الحروب الدائرة حاليا فى الشرق الاوسط، لأن أعداء إسرائيل على حد قوله يستنزفون بعضهم البعض ولا يوجد تقريبا اهتمام بمحاربة إسرائيل ورغم ذلك لا تخفى اسرائيل مخاوفها من تقدم داعش على عدة جبهات فمنذ عدة أسابيع قام البروفيسور الإسرائيلى عمانويل تسيون وهو مستشرق ومتخصص في التاريخ الإسلامي، بإلقاء محاضرة في مركز الدراسات الأمنية القومى بتل ابيب حول ظاهرة داعش. وحسب قوله فإن الولاياتالمتحدة تتحمل مسئولية ظهور هذا التنظيم . وعدد عمانويل أخطاء واشنطن ومنها احتلال العراق عام 2003، ومصاعب التغلب على حلفاء القاعدة بقيادة الزرقاوى، وقرار أوباما الانسحاب من العراق، أما المحلل السياسى إيال زيسر فقد كتب فى صحيفة إسرائيل اليوم يقول ان امكانية سيطرة تنظيم داعش وجبهة النصرة على سوريا يجب أن تقلق إسرائيل، وترى صحيفة معاريف ان أهم ما يحدث في الشرق الأوسط ويتصل بالأمن القومي لإسرائيل، هي الحروب في سورياوالعراق، والتي تقضي على الدولتين، أو ما تبقى منهما ومن خلال ما تكشفه وسائل إعلام الدولة العبرية فإن إسرائيل تزيد من علاقاتها مع الميليشيات المتناحرة فى سوريا خاصة جبهة النصرة. والامر الذى يسعد إسرائيل هو تضرر الجيش السورى بشكل كبير خاصة وأن الحرب استنزفت جزءا كبيرا من تسليح الجيش وخاصة صواريخ سكود التي باستطاعتها اصابة أهداف داخل إسرائيل، وان كان ما يقلق اسرائيل أن الحكومة السورية استطاعت الحفاظ حتى الآن على خطوط الامداد المختلفة القادمة من إيران وروسيا .