بعد أقل من اسبوعين وتحديدا في6 مايو المقبل سوف يحزم الفرنسيون أمرهم ليقرروا هل سيختارون فرنسوا هولاند( الاشتراكي) ليكون رئيسا لفرنسا؟ أم سيختارون نيقولا ساركوزي( اليميني) ليستمر رئيسا لفرنسا لولاية ثانية مدتها خمس سنوات! لكن المؤكد أن تقدم فرنسوا هولاند في الدورة الأولي كان متوقعا بعد أن فشل هكذا يري الفرنسيون ساركوزي في تحقيق برنامجه الانتخابي الذي أذاعه علي الناس في دورته الأولي عندما كان مرشحا رئاسيا قبل خمس سنوات, وقياس الفرنسيين هو زيادة نسبة البطالة ناهيك عن الأزمات المتلاحقة التي تعصف بأوروبا خصوصا الأزمة الاقتصادية التي لم تترك أخضر أو يابسا إلا وطالته! والأهم أيضا أن الشعب الفرنسي شعر بأنه مع ساركوزي قد خسرت فرنسا استقلاليتها فالرجل جعل فرنسا تسير معصوبة العينين وراء أمريكا التي لم يخف إعجابه بنظامها الاقتصادي والمالي خصوصا أنه قبل أن يكون رئيسا لفرنسا كان يشغل منصب وزير داخليتها كما كان وزيرا لماليتها قبل سنوات! صحيح أن نسبة المشاركة في اختيار رئيس الجمهورية القادم كانت أكثر من80%, وأن الناخبين لا يقلون عن44 مليونا إلا أن نتيجة الدورة الأولي كانت بالنسبة لساركوزي مخيبة للآمال, لأن الرجل كان رئيسا لفرنسا طوال المدة الماضية, ولم يحدث قط في تاريخ فرنسا أن تقدم خصمه عليه في الرئاسيات, لكن لأن الناخبين الفرنسيين رأوا أن ساركوزي قد ضحك عليهم, وأنه هبط باسم فرنسا إلي أسفل سافلين ناهيك عن أن التراث السياسي الفرنسي يؤكد أن الناخب الفرنسي يداول السلطة بين اليمين واليسار, وقد آن أوان اليسار الآن خصوصا أنه ولمدة ثلاث دورات ومنذ فرنسوا ميتران لم يختر بمحض إرادته إلا اليمين عبر جاك شيراك ثم ساركوزي. الأهم أنهم يرون في الأخير مناصرا للأغنياء علي حساب الفقراء, فساركوزي كان يمضي اجازته في ضيافة يخت أحد أصدقائه السويسريين كذلك كان يستخدم طائرته الخاصة.. أما هولاند فهو بحكم إيديولوجيته اليسارية يميل إلي الرجل الفرنسي العادي الذي ضخ في السنوات الأخيرة من ساركوزي الذي انشغل بزوجتيه( الأولي والثانية) وترك الأزمات تسحق الناخب الفرنسي ناهيك عن سياساته الخارجية التي حصد فيها الأعداء, وإلا لما وقف ضده الديجولي الشهير جاك شيراك الذي يري أن مستقبل فرنسا مرهون بهولاند وليس ساركوزي. ويمكن أن نضيف أن الجاليات الأجنبية في فرنسا لا تريد ساركوزي الذي شعر الأجنبي معه ولأول مرة بعدم الأمان, ولم ينس له قوله وهو وزير الداخلية إن الأجانب هم حثالة المجتمعات وأوباشها! باختصار ان ساركوزي يضع البيض كله في سلة اليمين المتطرف ولاشك أنه قد ذهل من النتيجة التي حققتها مارين لوبن, لكنه يراهن عليها فهل ستعطيه أصواتها في الدورة القادمة, بمعني آخرهل تغير فرنسا جلدها السياسي من اليمين إلي اليسار, هذا ما ستقرره مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف التي حصدت من الأصوات نسبة غير مسبوقة وهي20%!