كثيرة هى عناصر الشبه بين الحضارتين الفرعونية والصينية، اللتين أنتجتا أهم الآثار الإنسانية الباقية منذ آلاف السنين وأكثر من نصف عجائب الدنيا.. هذا التشابه بين الحضارتين يتجلى فى المقابر الإمبراطورية المشهورة بمقابر « مينج» والتى تم إدراجها فى قائمة التراث العالمى سنة 2000. مينج تضم مدافن 13 إمبراطورا واستمر تشييدها بين عامى 1409 و1644، تقع على بعد 50 كيلومترا شمال غرب بكين فى منطقة جبلية، حيث كانت مقابر سرية تحت الأرض كما كان يفعل الفراعنة، وعند اكتشافها عام 1956 تم العثور على صناديق كثيرة تحتوى على كل ما يحتاج إليه الإمبراطور فى حياته اليومية، وتقول بعض الروايات إنه بعد موت أحد الأباطرة تم دفن 14 من محظياته أحياء معه، ليرافقنه فى الحياة الثانية. وبالإضافة إلى محتويات المقابر من الداخل فإن مفردات منطقة مقابر مينج تؤكد تشابه معتقدات قدماء الصينيين مع الفراعنة، فالطريق الجنائزى إلى المقابر يشبه طريق الكباش فى معبد الأقصر، حيث تحرسه تماثيل حجرية ضخمة، لكنها لحيوانات متنوعة، منها الأسد والضبع والفيل والجمل والحصان، ومن كل تمثال نسختين متواجهتين على جانبى الطريق، ولكل حيوان أربعة تماثيل اثنان وهو واقف واثنان وهو جالس، بالإضافة إلى تماثيل لكبار رجال الدولة. كما أن الإمبراطور «وان لى» أمر ببناء مقبرته وهو فى ال22 من العمر، على عمق 27 مترا تحت سطح الأرض وبعد 6 سنوات من البناء أصبحت المقبرة جاهزة فى انتظار وفاته التى حدثت بعد 30 عاما كاملة، وهو دليل آخر على اعتقاد الصينيين القدماء فى الحياة الثانية، تماما كما كان الفراعنة يعتبرونها حياة الخلود.