تبقي من النجم مجموعة حية من الصور المتحركة للشخصيات التي جسدها طوال حياته.. وتبقي ماثلة أمام ذاكرة جمهوره الذي يتابعه لسنوات طويلة.. وأيضا الأجيال اللاحقة.. وسوف تبقي هذه الوجوه مجسدة في إطار الأزمنة التي عاشها الممثل لسنوات طويلة. وحول الوجوه العديدة المتنوعة في حياة ومسيرة الفنان الراحل عمر الشريف(1932-2015) اختار الكاتب محمود قاسم أن يقدم كتابه الأخير حول وجوه عمر الشريف الصادر عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لهذا العام في إطار تكريمه.. ومؤكدا ان عمر الشريف ظاهرة خاصة جدا لم تتكرر في تاريخ السينما العربية والعالمية. فهو من القلائل في تاريخ السينما الذي كان يمثل بالكفاءة نفسها بلغات عديدة هي العربية والانجليزية والفرنسية والايطالية ويقال بالأسبانية. وفي هذا الإطار فقد عمل دوما في أفلام تدور أحداثها في العديد من البلدان منها أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وأفغانستان وبافاريا وتونس ويوجوسلافيا وإسبانيا وايطاليا وفرنسا وغيرها ما أتاح له ان يتوغل بشخصياته في التاريخ فجسد شخصية جنكيز خان في العصور الوسطي والأمير النمساوي رودولف في مايرلنج والروسي الدكتور زيفاجو في روسيا.. وقد مثل شخصيات من التخيل العلمي ورواية المغامرات.. وقد ساعده في ذلك إجادته لركوب الخيل. وقد بدا عمر الشريف بالغ الجدية في عمله السينمائي.. حيث اقتصر تعاونه في السينما المصرية والعالمية علي التعامل مع أهم المخرجين.. وقد تم اختيار العديد من الأفلام المصرية التي قام ببطولتها ضمن قائمة أهم مائة فيلم.. ومنها صراع في النيل وإحنا التلامذة إخراج عاطف سالم وبداية ونهاية لصلاح ابو سيف وصراع في الوادي ليوسف شاهين. كما عمل في أفلام من اخراج كمال الشيخ وبركات وعز الدين ذو الفقار. وفي السينما العالمية رأيناه يعمل مع دافيد لين.. في فيلم لورانس العرب ودكتور زيفاجو وأيضا فريد زينمان وتيرنس يونج وهنري نرفوي وسيدني لوميت. كما أن آخر فيلم مثله في فرنسا نسيت أقول لك ويدور حول رجل عجوز يصاب بالزهايمر.. وهو المرض الذي مات متأثرا به, وعمل عمر الشريف في أفلام عربية وعالمية مأخوذة من نصوص أدبية مشهورة كتبها نجيب محفوظ وأحسان عبدالقدوس ويوسف القعيد وبريس باسترناك( نوبل1958) وجودة شحادة وجول فيرن وجوزيف كيسل وفرانسو راز اكسناكيس وغيرهم. وسوف تبقي هذه الوجوه تنبض عبر الأزمنة القادمة بالملامح والأقنعة التي ارتادها الممثل في رحلة استمرت حول العالم فنيا لأكثر من ستين عاما.. ومن المؤكد أننا لن نعرف مثل هذا النموذج لعدة قرون.