سنوات طويلة اعتقد الأطباء أن الحصول علي7 ساعات من النوم هو قدر مناسب للنساء والرجال وتجاهلوا وجود فروق فردية بين النوعين حتي بدأت الدراسات المتقدمة تشير الي زيادة معدلات تعرض الرجال لمشكلات النوم بنسبة كبيرة علي النساء لكن حتي تلك الدراسات رفضتها مجموعة من الطبيبات المتخصصات في النوم راصدات عدة عوامل تجعل النساء أقل حظا من النوم, وبالتالي أكثر تعرضا لمخاطر اختلال الدورة البيولوجية. ........................................................... ويحدد دكتور جيم هورون خبيرأمراض النوم في بريطانيا لجريدة ديلي ميل, هذه العوامل, بقوله: إن تعرض المرأة للأرق المغير لطبيعة النوم في فترات الإرهاق الشهري وفي فترات الحمل( بسبب تغير حجم وأبعاد الجسم وصعوبة تحريكه) كذلك وجود فترة انقطاع الطمث وما يصاحب التغير الهرموني فيها من تأثير علي النوم بسبب ما يعرف بنوبات الحرارة( او الهبات الحرارية), بالإضافة لدورها الأكبر في رعاية الرضع والصغار خاصة في فترة المرض وهو ما يتطلب تكرار استيقاظها ليلا, مشيرا إلي أن تعدد المهام التي تقوم المرأة بإنجازها في ذات الوقت يعرض أعصابها الي الإجهاد بصورة أكبر من الرجل ويجعلها أكثر احتياجا للنوم ولفترة أطول. ويضيف دكتور جيم أن تكرار تعدد المهام يوميا داخل وخارج المنزل, ووجود تغيرات في دورة النوم ناتجة عن التغيرات البيولوجية الطبيعية, كل ذلك يجعلها أكثر احتياجا للنوم بصورة أكبر, وأقل فرصة في إشباع حاجة جسمها من النوم خاصة وأن التأثير لا يكون علي كمية النوم فقط بل علي كيفية النوم( هو ما يعني أن المرأة قلما تحظي بفرصة إتمام دورة النوم الطبيعية, وأن حدوث ذلك لا يتكرر كثيرا طوال الشهر) مقدرا نسبة احتياج المرأة اليومي للنوم بعدد ساعات النوم اللازمة للجسم مضافا إليها عشرون دقيقة أخري. ومن ناحية أخري أكدت مجموعة من الباحثات والطبيبات وجود مشكلات تمنع تشخيص اضطربات النوم عند النساء ومعالجتها بصورة صحيحة, منها اللجوء لتشخيصات عضوية أخري مثل الأنيميا وأمراض الضغط وأمراض القلب والسمنة وأمراض الاختلال الوظيفي في الغدد,وهي كلها حالات أكثر حدوثا بين النساء وتعوق التشخيص الصحيح لأمراض النوم. بينما تشير بعض المتخصصات الي أن وجود أعراض نمطية للمصابين بمشكلات النوم يمنع حسن التشخيص, مشيرة إلي أن الاشتراطات النمطية لأمراض النوم تتضمن زيادة الوزن وأمراض الضغط والتوتر والسكتات التنفسية وإصدار أصوات في أثناء النوم وهي اشتراطات قد لا تكتمل دائما لدي المصاب بأمراض النوم, ولا تحدث لدي النساء المصابات بأمراض النوم بل علي العكس كما تقول دكتور بين ويكان أخصائية أمراض النوم فإن أعراض اضطربات النوم لدي النساء تتميز بالصداع النهاري والإرهاق النهاري والاضطراب المزاجي. من ناحية أخري تشير تجارب المتخصصات- المنشورة علي موقع الديلي ميل والهيئة القومية البريطانية لاضطرابات النوم- الي وجود اختلاف تميزي في التشخيص قائلة إن أكثر الرجال يفضلون اللجوء الي عيادات النوم لضبط ساعات النوم بينما تكون النساء أكثر قابلية للاقتناع بالأمراض النفسية والعضوية كسبب رئيسي لحدوث مشكلات النوم وهو اختلاف تميزي يتطلب المزيد من البحث والدراسة للتوثق منه ومعالجة أسبابه. وختاما تقترح القائمات علي عيادات النوم علي المرأة الانشغال بمتابعة دورة النوم لديها ولدي صغارها( وتدوين ما يخص ذلك لفترات طويلة) خاصة في فترة المراهقة مشيرات الي أن قليلا من الجهد في متابعة وتشخيص أمراض النوم قد تغني عن عشرات العلاجات وعشرات الزيارات الطبية لتخصصات أخري.