هذا هو الوصف الصحيح لحياتى مع (عبد الله) فإبنى العزيز لا تلامس قدماه الارض ابدا فى منزلنا فهو دائم القفز من فوق الارائك والطاولات وما ادراكم كيف تصبح حياتى بعد مشاهدته لفيلم طرازان ..الوحيدة التى تقبلته كما هو هى مدربته فى نادى السلاح المصرى فهى دوما تقول (انا عوزاه كده متعلق على الشجرة)،وهذا لايعنى سوى امر واحد لست وحدى من يراه قرداَ ورغم ان القرد فى عين امه غزال ،لكن ما يفعله ابنى يدفعنى للتساؤل عن مدى صدق مقوله (الانسان اصله قرد) خاصة بعد ان احتفل هذا الاسبوع علماء الجنس البشرى بمرور 41 عاما على اكتشاف الهيكل العظمى ل (لوسى) هذا هو الاسم الذى اطلقوه العلماء عليها ولقد عاشت وماتت منذ 3.2 مليون سنة وعثر عليها عام 1974 في متاهة الأودية الضيقة في منطقة عفر بأثيوبيا على يد العلماء دونالد جونسون ، موريس تاييب ، وتوم جاري . يشبه التركيب التشريحي ل (لوسي) الشمبانزي بدرجة كبيرة ، أما عظام الحوض والأطراف السفلية فهي تتشابه في وظيفتها مع عظام الإنسان بالرغم من صغر حجمها ، ويوضح هذا التشريح المشية القائمة التي كانت تمشيها ، كما اكتشف العلماء في عام 1975 (13) هيكل آخر من نفس الجنس ، مما يرجح حدوث كارثة طبيعية مثل الفيضانات أو الزلازل في ذلك المكان ، وبعد سلسلة من الأبحاث نشر العالمان جونسون وإيدي كتباهما الذي حمل اسم (لوسي ، بدايات الجنس البشري) ، حيث ذكرا أنها كانت تتسلق الأشجار بكفاءة ، وأن الطول النسبي لعظام الأصابع وانحناء عظام الرسغ كان يشبه بدرجة كبيرة عظام القرود ، مما يعني أنها كانت مرحلة وسطية بين الإنسان والقرود ، مع تطابق حركتها مع حركة الإنسان الحديث . اعتقد البعض أن لوسي هى أحد أسلاف البشر ، نظرا لأنها كانت تمشي على القدمين وتمتلك وجها مسطحا وهو ما تمتلكه قرود أورنتاغان اليابانية ، لكنها تفتقد لحجم الدماغ البشري المميز للإنسان ، مما يعني أنها ليست سوى قردة منقرضة نالت حظها من الشهرة الإعلامية .
فى نهاية الامر لا يمكننى أن انهي مقالى إلا بحمد الله ..فلقد اخبرنا سبحانه وتعالى انه خلق الانسان مستقلاً مكتملاً، و أخبر ملائكته بشأن خلقه قبل أن يوجده فقال: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) [البقرة: 30]. وحدثنا عن المادة التي خلقه منها، فقد خلقه من ماء وتراب (طين) (فإنا خلقناكم من تراب) وهذا الطين تحول إلى صلصال كالفخار (خلق الإنسان من صلصال كالفخار) [الرحمن: 14] وان الإنسان الأول هو آدم عليه السلام. وأخيراً لا يسعنى إلا ان اذكر نفسى وإياكم بتكريم الله لبني آدم الذي لا يمكن ان يكون اصله قرد بقوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) [الإسراء: 70]. وقال: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) [التين: 4]. لمزيد من مقالات نيفين عماره