حذر بحث علمى أعدته الدكتورة سعاد محمد عبد الغنى أبوزيد - قسم علم النفس التربوى فى كلية التربية جامعة الفيوم- من أن الألعاب الإلكترونية التى يمارسها الأطفال والمراهقون تصل خطورتها إلى تسبب إعاقات لهم قد تمنعهم من ممارسة الحياة الصحية بشكل طبيعى فى المستقبل، وتوصل البحث إلى مقترحات حديثة لتعديل هذه السلوكيات. تقول الدكتورة سعاد فى بداية بحثها: يشهد الجميع بالتطور التكنولوجى الذى يعيشه عالمنا المعاصر فى جميع مجالات الحياة ومنها الأجهزة والألعاب الالكترونية والتى أصبحت فى متناول جميع الأفراد من ذوى الأعمار والمستويات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية المختلفة فى بلدنا وغيرها من جميع بلدان العالم وهى أكثر انتشارا لدى الأطفال والمراهقين، مثل «الآى باد» و«البلاك بيري» و»الآى فون» والكمبيوتر وألعاب الليزر، وحرصت أسر عديدة على توفير هذه الألعاب الالكترونية لأبنائهم، بدون أن تعلم أن الإدمان على هذه الوسائل قد يسبب معوقات جسمية واجتماعية وعقلية ووجدانية قد تصل فى خطورتها إلى الإصابة بالأمراض التى تعوق الإنسان عن ممارسة حياته اليومية بشكل صحى سليم. وتضيف: تشير الأبحاث العلمية إلى أنه رغم الفوائد التى قد تتضمنها بعض الألعاب، إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، لأن معظم الألعاب المستخدمة من قبل الأطفال والمراهقين ذات مضامين سلبية ولها آثار سلبية جداً على الأطفال والشباب ،صحية واجتماعية وعقلية ووجدانية وتتمثل الآثار الصحية فى تعود الأطفال على استخدام أجهزة الكمبيوتر والإدمان عليها فى الدراسة واللعب ربما يعرضهم إلى مخاطر وإصابات قد تنتهى إلى إعاقات أبرزها تشنجات فى عضلات العنق، وانحناء فى الرأس والعنق، مقارنة مع أجهزة الكمبيوتر العادية التى تستخدم فى المكاتب، لذا فهى تثير قلقاً حقيقياً حول تشكل أوجاع فى العنق والكتفين. بالإضافة إلى أوجاع أخرى فى العضلات التى تظهر من الجلوس المطول وغير الصحيح، كما كشف العلماء مؤخراً أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة فى الرسوم المتحركة الموجودة فى هذه الألعاب يتسبب فى حدوث نوبات من الصرع والعنف لدى الأطفال، وحذر العلماء من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الكمبيوتر «الاهتزازية» من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع، وقد توصلت دراسة سعودية حديثة نشرت باللغة الإنجليزية على الأطفال والمراهقين فى أعمار من 8 إلى 18عام إلى أنه من آثار استخدام وسائل الإعلام الحديثة مثل ألعاب الفيديو ومشاهدة التليفزيون وتصفح الإنترنت زيادة الوزن والسمنة وضعف اللياقة البدنية وكثرة الحركة والنشاط حيث أظهر 22.2 من التلاميذ غير نشط بدنى. وتكمل: توصلت دراسات سابقة إلى أن 90 % من الأشخاص الذين يستخدمون الحاسب والهواتف الذكية يعانون من مشاكل فى العين مثل الإجهاد وأمراض العيون وضعف النظر والرؤية الضبابية وألم ودموع فى العينين. والصداع والضعف التدريجى فى قوة الإبصار الذى يصل بهم إلى الإعاقة البصرية الجزئية كما أشار الباحثون فى جامعة «ساني» لطب العيون بنيويورك، الى أنهم وجدوا أن الأشخاص الذين يقرأون الرسائل ويتصفحون الإنترنت على هواتفهم النقالة يميلون إلى تقريب الأجهزة من أعينهم أكثر من الكتب والصحف، ما يجبر العين على العمل بشكل متعب أكثر من العادة، وتتمثل الآثار السلوكية التى تخلفها ألعاب الصراعات والحروب، فى تعزيز ميول العنف والقسوة والعدوان لدى الأطفال والمراهقين؛ حيث إن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين والتدمير، والاعتداء عليهم من دون وجه حق، وبذلك تصبح لدى الطفل أو المراهق أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها من خلال تنمية عقولهم وقدراتهم ومهاراتهم العدوانية التى يترتب عليها فى النهاية ارتكاب جريمة، كما أكدت بعض البحوث العلمية أن هذه الألعاب قد تكون أكثر خطراً من أفلام العنف التليفزيونية أو السينمائية لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل، وتتطلب من الطفل أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها، وأدت هذه الألعاب الإلكترونية ببعض الأطفال والمراهقين إلى حد الإدمان المفرط، ما اضطر بعض الدول إلى تحديد سن الأشخاص الذين يسمح لهم بممارسة هذه الألعاب.وحذرت نتائج دراسات مختلفة من أن أعراض الإدمان المرضى على ألعاب الفيديو قد تسبب اضطرابات النوم والقلق والتوتر والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية والانطواء والانفراد بالكمبيوتر، وانعزال الطفل والمراهق عن الأسرة والحياة ، بالإضافة إلى التوتر الاجتماعى وفقدان القدرة على التفكير الابداعى وضعف الإرادة لدى الفرد وضعف التحصيل العلمى ورسوبا وفشلا فى الدراسة. ويتوقع العلماء فى المستقبل أن يكون لدينا جيل «كمبيوترى» يتصف بأنه ملتوى الرقبة والظهر والأكتاف بشكل يعوقه عن الحياة الصحية.