أكد سامح شكرى وزير الخارجية أن هناك مسئولية مهمة تقع على عاتق الوفود والدول الفاعلة المشاركة فى اجتماعات فيينا الثانية حول الأزمة فى سوريا، وأن القضية تتطلب تكثيف العمل للوصول إلى نقطة تفاهم حول كيفية إنهاء هذا الصراع والعمل على استقرار سوريا. وقال شكري، على هامش الاجتماعات عقب لقائه نظيره النمساوى سبستيان كورتس: إن القضية معقدة، ولها تداعيات مختلفة بحجم كبير من كل العناصر المختلفة، وإنه على المجتمع الدولى أن يبذل كل جهد من أجل تجنيب الشعب السورى الشقيق ما يتعرض له من معاناة. وأضاف أن مصر لا تقبل ولا تتحمل انتهاك حقوق شعب عربى كان دائماً محوراً للقضايا العربية، ولذا نجاهد ونعمل على استقرار سوريا وإعادة حقوق الشعب السوري. وأوضح وزير الخارجية أن لقاءه بنظيره النمساوى تناول بحث العلاقات الثنائية وتعزيزها، مشيرا إلى أن هناك اتفاقاً فى وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب الذى أصبح ظاهرة عالمية، وأشار شكرى إلى أنه شرح لكورتس ملابسات ما يتردد حول سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، مؤكدا أن الجانب النمساوى أبدى تفهما لحقيقة الأوضاع ويتفق تماما مع وجهة النظر المصرية. وصرح شكري بأنه التقى وزير خارجية السودان إبراهيم الغندور، وذلك على هامش مشاركته فى القمة الإفريقية الأوروبية للهجرة التى اختتمت امس فى العاصمة المالطية فاليتا. وأضاف إن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها فى كافة المجالات، بما فى ذلك الإعداد للجنة المشتركة القادمة بين البلدين، بالإضافة إلى الإعداد للاجتماع السداسى لوزراء الخارجية والرى بكل من مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل لتوافق حول النقاط العالقة بشأن مسار الدراسات الخاصة بسد النهضة وضمانات تنفيذ إعلان المبادئ الثلاثى الموقع فى 26 مارس الماضى بالخرطوم. وأضاف أن اللقاء تناول أيضا القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأوضاع فى ليبيا وسوريا واليمن. وذكر أنه التقى أيضا وزير خارجية هولندا برت كويندرز وأن اللقاء تناول خلال المقابلة عناصر الموقف المصرى تجاه قضية الهجرة والتى تؤكد أهمية توسيع مسارات الهجرة الشرعية باعتبارها الحل الأساسى لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وكذلك ضرورة تعزيز الروابط بين الهجرة والتنمية، بالإضافة إلى أهمية أن تعمل جميع الأطراف الدولية على حل النزاعات القائمة فى المنطقة، وفى مقدمتها التسوية السياسية للأزمة السورية ومساعدة الحكومة الشرعية الليبية فى فرض سيطرتها على أراضى الدولة، نظرا للارتباط الوثيق بين تلك الأزمات وتزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين وتفشى ظواهر الإرهاب وتهريب السلاح. يأتى ذلك فى الوقت الذى خيمت فيه اعتداءات باريس على محادثات فيينا حيث طالب لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي، لدى وصوله إلى فيينا، ببحث تعزيز التنسيق الدولى فى مجال مكافحة تنظيم داعش الإرهابي. ومن جانبها، قالت فيديريكا موجيرينى مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى : إن اجتماع فيينا «يأخذ معنى آخر» بعد اعتداءات باريس. وأضافت موجيرينى أن الدول المجتمعة حول المائدة عانت جميعها من الألم نفسه والرعب نفسه والصدمة نفسها خلال الأسابيع الأخيرة»، مشيرة على سبيل المثال إلى «لبنان وروسيا ومصر وتركيا». وأوضحت أن أوروبا والعرب والشرق والغرب جميعهم ضربهم الإرهاب ويحاولون أن يفرقوا بيننا. وطالبت بأن يتكاتف الجميع ويتغلبوا على خلافاتهم حتى يقودوا الطريق نحو السلام فى سوريا. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أن اعتداءات باريس وغيرها من الهجمات الإرهابية توضح أن العالم يشهد «نوعا من الفاشية من القرون الوسطى والحديثة الساعية إلى التدمير ونشر الفوضي». وقال كيرى إن «الأمر الوحيد الذى يمكننا قوله لهؤلاء الاشخاص هو أن ما يقومون به يعزز تصميمنا جميعا على مكافحتهم»، معلنا أن الاعتداءات دفعت بالدبلوماسيين المجتمعين فى فيينا حول الأزمة السورية إلى «بذل مجهود أكبر للمساعدة على حل الأزمات التى نواجهها». فى الوقت نفسه، التقى كيرى بمبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا ستيفان دى مستورا فى فيينا و اتفقا على ضرورة استمرار الجهود من أجل التوصل لعملية سياسية ناجحة بشأن سوريا وفقا لبيان جنيف الصادر عام 2012. وفى السياق ذاته، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أمس إنه لا مبرر كى لا تتخذ القوى الدولية خطوات أكبر بكثير لقتال تنظيم داعش وجبهة النصرة والجماعات الشبيهة به.