اتخذت فرنسا سلسلة من الإجراءات الاستثنائية لحماية أراضيها ومواطنيها، بعد سلسلة الهجمات الإرهابية التى استهدفت عدة مواقع فى العاصمة باريس مساء أمس الأول، وأسفرت عن مقتل 127 وإصابة 200، وأعلن ما يسمى بتنظيم «داعش» الإرهابى مسئوليته عنها. ومن بين الإجراءات الاستثنائية، التى اتخذتها السلطات الفرنسية: إعلان حالة الطوارئ، وإغلاق الحدود، ونشر قوات الجيش فى باريس، ومنع المظاهرات بأشكالها، وإعلان الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، كما بثت وسائل الإعلام تنبيهات لسكان باريس لكى يلزموا بيوتهم ويخلوا الشوارع، وتقرر إغلاق برج إيفل الشهير لأجل غير مسمي، فضلا عن مترو أنفاق باريس، وصدرت أوامر بأن تظل المدارس والجامعات والمبانى المحلية مغلقة طوال يوم أمس. وبعد أن زعم تنظيم «داعش» أن هذه الهجمات تأتى ردا على الإساءة للإسلام فى فرنسا، وعلى تدخل فرنسا العسكرى فى سوريا، اعتبر الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند هذه الهجمات «حربا» ضد بلاده ارتكبتها «داعش» بتدبير من الخارج وتواطؤ من الداخل، وأكد أن «فرنسا لن ترحم»، وأنها «ستتخذ كل التدابير لضمان أمن المواطنين». كما قرر أولاند إلقاء خطاب غدا أمام البرلمان، الذى سينعقد بمجلسيه فى قصر فرساى قرب باريس «للم شمل الأمة فى هذه المحنة». وقد أدانت مصر فى بيان لرئاسة الجمهورية، بأشد العبارات هجمات باريس الإرهابية، وكلف الرئيس عبدالفتاح السيسى سفيرنا فى باريس، بنقل خالص التعازى والمواساة للقيادة السياسية والحكومة والشعب الفرنسى فى ضحايا هذه الهجمات، والتأكيد على تضامن مصر مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب فى أنحاء العالم دون تفريق. كما أكد السيسي، فى اتصال هاتفى أجراه مع أولاند، أن العمليات الإرهابية لن تثنى الدول والشعوب عن عزمها لمكافحة الإرهاب والتطرف، وقال: «لن يتم الاستسلام أو الرضوخ لمثل هذه الأفكار الهدامة والأيديولوجيات المتطرفة». وعربيا، علق الرئيس السورى بشار الأسد، على هجمات باريس بقوله إن ما عانته فرنسا نكابده منذ 5 سنوات، واعتبرت السعودية الهجمات «انتهاكا لجميع الديانات»، بينما دعت الجامعة العربية إلى تضافر الجهود لمواجهة الإرهاب. ووسط حالة ذعر عالمية من حدوث هجمات أخري، أخليت أمس لفترة صالة الركاب الشمالية بمطار «جيتويك» البريطانى بصورة احترازية، بعد أنباء عن وجود جسم غريب. وذكر موقع ألمانى أن الشرطة الألمانية اعتقلت رجلا فى جنوب البلاد، كان يحمل فى سيارته أسلحة ومتفجرات قد يكون له صلة على الأرجح بمنفذى هجمات باريس.