ا هي الأسباب النفسية والاجتماعية التي تؤدي إلي الخيانة بين الزوجين؟.. وماذا عن التحليل النفسي للشخصية الخائنة؟.. ومن أكثر ميلا إلي الخيانة الرجل أم المرأة ؟.. ومن أكثر تسامحا للطرف الآخر إذا اكتشف خيانته؟.. وما مدي إمكانية عودة العلاقة الزوجية بعد اكتشاف الخيانة من إحدهما؟.. وأخيرا ما حكم الشرع والقانون بالنسبة للأزواج الخائنين ؟! للرد علي هذه التساؤلات كان هذا التحقيق: ................................................................... إحدي الزوجات تحكي مأساتها قائلة: بعد قصة حب توجت بزواج استمر أكثر من عشر سنوات فجأة اكتشفت خيانته عن طريق الصدفة ومن خلال الدردشة في الكوافير, عندما تقابلت مع صديقة الطفولة والتي لم أقابلها منذ فترة طويلة رغم أنها تقطن معي في نفس الشارع, وصدمتني بقولها أنها تقابل زوجي كثيرا في مصعد العمارة التي تقطن فيها وترسل لي معه السلام واضطررت وقتها أن أتظاهر بعلمي بذلك, وقررت في داخلي أن أتحري عن الأمر بنفسي, وبالفعل اكتشفت أنه يخونني معها. زوجة أخري أنهت حياتها الزوجية بعد25 سنة زواج بسبب خيانة زوجها ذو المركز المرموق مع امرأة مطلقة تعرف عليها عن طريق الفيس بوك واكتشفت خيانته لها عن طريق موبايل آخر يخفيه عنها اكتشفته عندما كانت ترتب له دولاب ملابسه وقرأت عليه رسائل الحب والغرام والتي تشير إلي وجود علاقة أكيدة بينهما.. عندئذ قررت هذه الزوجة المخدوعة أن تواجهه وتنفصل عنه بهدوء. شخصية سيكوباتية وعلي صعيد التحليل النفسي فإن د. عماد مخيمر رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق يصف الشخصية الخائنة سواء كان الزوج أو الزوجة قائلا: هناك مايسمي في علم النفس من اضطراب الشخصية الهيستيرية وهي شخصية استعراضية سيكوباتية تحب أن تكون ملفتة للانتباه, بمعني إنها ترغب أن تغوي الآخرين أو أن الآخرين يقومون بإغوائها, ويوضح أستاذ علم النفس أن من أسباب الخيانة الزوجية أن هذا الزوج الخائن يكون قد عاش بين أبوين أحدهما خائن وله علاقات خارج مؤسسة الزواج يكتشفها الإبن عن طريق الصدفة, وكذلك الحال بالنسة للزوجة الخائنة, ومن الممكن أيضا أن تكون الخيانة نتيجة خلل في العلاقة الزوجية التي من المفترض أنها تكون قائمة علي المودة والرحمة, ولكن أحيانا الزوج لايبدي أي مودة ولارحمة تجاه زوجته بل يتعمد إهانتها باستمرار.. هنا الزوجة ممكن أن تخضع لأي كلمة طيبة من شخص خبير في العلاقات النسائية وتقع في المحظور, وكذلك الحال بالنسبة للزوج الذي تهمله زوجته بحجة عملها ومراعاة البيت والأولاد.. وقد يلقي اهتمام من امرأة أخري.. ويؤكد مخيمر, أن المرأة أقرب للحفاظ علي العلاقات الزوجية من الرجل لأنها بطبيعتها عاطفية وأمومية, وانهيار العلاقة في حياتها يؤدي إلي انهيار مفهومها لذاتها, وهي أيضا أكثر تضررا من أي اضطراب يصيب العلاقة الزوجية.. ومن ثم فهي أقل ميلا للخيانة من الرجل, كما أن المرأة أكثر تسامحا تجاه الخيانة من الرجل وهذا نابع من أنها خلقت لترعي وتحافظعلي العلاقات. الاعلام السبب ومن المنظور المجتمعي يلقي د. رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان بالمسؤلية علي أجهزة الإعلام من تليفزيون وسينما وما تعرضه من أعمال فنية تبرز الخيانة الزوجية في إطار محبب وأنها شيء عادي او سلوكيات تتفق مع المستويات الرفيعة بالذات.. ويحذر من أن الخيانة تؤدي إلي انعدام الثقة بين الطرفين وانتشار ظاهرة الطلاق وتؤدي الي تفسخ العلاقات الاجتماعية واختلاط الأنساب وانعدام شعبة الحياء وهي شعبة من شعب الإيمان.. كما أنه لايمكن أن يتم الوفاق مرة أخري بين الزوجين إذا خان أحدهما إلا في حالات نادرة بظروف خاصة وبالتاليلابد أن يتم الطلاق او أن القانون يأخذ مجراه. خيانة للميثاق الغليظ أما عن حكم الشرع والقانون علي الخائن من الطرفين يوضح د.حامد أبو طالب أستاذ الشريعة وعضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر سابقا قائلا: حدوث خيانة بين الزوجين أمر يخالف الشرع الإسلامي لأن من يفعل ذلك يكون قد خان الميثاق الغليظ الذي جعله الله بين الزوجين وعقوبة الخائن عقوبة شديدة تتمثل بالقتل سواء كان الزوج أو الزوجة باعتبار أن الخائن منهما زاني والزاني عقوبته القتل.. فالإسلام يعتبر الخيانة بين الزوجين زنا, وإذا لم يتمكن الطرف الآخر من إثبات الخيانة وادعي الخيانة فإنه يفرق بينهما بعد اللعان أي يلعن كل واحد منهما صاحبه الزوج يلعن نفسه إذا كان من الكاذبين والزوجة تلعن نفسها إذا كان زوجها من الصادقين فيما رماها من تهمة الزنا.. أما بالنسبة للقانون اعتبر جريمة الزنا جريمة عادية لايعاقب عليها بالقتل إنما بالحبس شرط أن يرفع الطرف المتضرر بنفسه الدعوة.