رفضت روسيا أمس الادعاءات الغربية بضلوع إرهابيين فى حادث إسقاط الطائرة الروسية المنكوبة، وقالت إن كل ما يقال من الجانب البريطانى وغيره عن وجود قنبلة وراء الحادث تكهنات، وإنه من السابق لأوانه الحديث عن سبب مؤكد وراء ذلك، فى حين قررت شركات الطيران الروسية مواصلة رحلاتها لشرم الشيخ كالمعتاد. وفى تصريحات له ردا على الأزمة التى أثارتها بريطانيا بشأن سبب الحادث، أكد ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن السيناريوهات المختلفة بخصوص تحطم الطائرة مجرد تكهنات. وأوضح بيسكوف أن جميع الروايات حول ما حدث وأسبابه ينبغى أن تصدر عن المحققين، ولم يردنا أى إعلان من المحققين حتى هذه اللحظة. وأكد المتحدث الروسى أنه لا يستبعد أى فرضية خلال التحقيق فى تحطم الطائرة الروسية فى سيناء ، ولكنه شدد على أنه لا أساس للتركيز على فرضية واحدة باعتبارها صحيحة. وطالب بيسكوف الجانب البريطانى بتقديم المعلومات التى تدعم تصريحاته الأخيرة بشأن الطائرة الروسية المنكوبة فى سيناء. ونقلت وكالة سبوتنيك للأنباء عن بيسكوف قوله للصحفيين : إذا كانت هناك أى بيانات جادة ، فإننا بالتأكيد نأمل فى أن يقوم أى من كان لديه هذه البيانات بتقديمها للتحقيقات. وقال بيسكوف أيضا إن الطائرات الروسية ستواصل الطيران من وإلى شرم الشيخ رغم قرار بريطانيا وآيرلندا وقف الرحلات. كما أكد رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف أنه من السابق لأوانه إصدار أى تكهنات حول أسباب تحطم الطائرة الروسية فى سيناء، إلا أنه أصدر أوامر باتخاذ إجراءات أمنية إضافية. وكانت ماريا زاخاروفا الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية قد انتقدت بدورها ما قاله وزير الخارجية البريطاني، وقالت إن ما ذكره فيليب هاموند يعنى ضمنا أنه يملك من المعلومات ما لا تعلمه جهات التحقيق، وهو ما يستوجب قيامه بتسليم هذه المعلومات أو الإعلان عنها. كما حذر إلكسندر نيرادتشكو رئيس هيئة الطيران الروسية من مغبة تعجل اصدار الاحكام، فيما أكد ان ذلك ليس سوى خيالات واوهام لا اساس لها فى الواقع. وكشف رادتشكو أن لجان التحقيق انتهت من فك شفرة احد الصندوقين الاسودين والحصول على البيانات الاولية، واشار الى ان الصندوق الاسود الآخر ليس فى حالة جيدة ولم تبدا بعد عملية فحصه. وقال المسئول الروسى ان كل الاحتمالات واردة، لكن القول الفصل لا يمكن الكشف عنه قبل الانتهاء التام من كل اجراءات التحقيق. فى الوقت نفسه، نقلت وسائل الإعلام الروسية عن قسطنطين كوساتشيف النائب فى مجلس الاتحاد الأعلى البرلمان الروسى تأكيده على أن الدافع الرئيسى وراء قرار بريطانيا بوقف رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ هو معارضة لندن للعمليات العسكرية الروسية فى سوريا. ومن ناحيته، نفى سيرجى إيزفولسكى المتحدث باسم الهيئة الفيدرالية الروسية للنقل الجوى روس آفياتسا وجود أى خطط فى الوقت الراهن لوقف الرحلات الجوية الروسية إلى شرم الشيخ. وأضاف إيزفولسكى فى حديث لإذاعة صدى موسكو أنه بغض النظر عن التكهنات التى تقدمها وسائل الإعلام بشأن تحطم الطائرة، فإن رحلات شركات الطيران الروسية إلى شرم الشيخ مستمرة فى الوقت الراهن وتجرى حسب المواعيد المحددة لها، ولا توجد خطط لأى تغيير. وعلى صعيد متصل، أكدت رابطة الشركات السياحية الروسية أنها تواصل رحلاتها السياحية إلى شرم الشيخ. وقالت مايا لوميدزى المدير التنفيذى لرابطة الشركات السياحية الروسية إن شركات السياحة الروسية تواصل العمل كالمعتاد، وأنه وفقا لأحدث المعلومات، فإن الوضع الأمنى فى مصر لا يزال كما كان قبل بضعة أيام. وتزامنت هذه التطورات السياسية المتلاحقة مع إعلان شركة طيران كوجاليمافيا الروسية وقف العمل بأسطولها من طائرات إيرباص إيه 321، وإعادة فحصها قبل عودتها للعمل مجددا. يذكر أن السائحين الروس يحتلون المركز الأول فى قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، حيث بلغ عدد المواطنين الروس الذين قصدوا مصر بهدف السياحة فى 2014 نحو 3٫16 مليون سائح.