أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس، الشراكة الفاعلة القائمة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن تشكيل مجلس النواب المصرى الجديد قبل نهاية العام الحالي، سيسهم فى إثراء العلاقات البرلمانية بين الجانبين وتدعيم البعد الشعبى فى تلك العلاقات. جاءت تصريحات الرئيس ، خلال استقباله أمس فيديريكا موجيريني، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، وسفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة جيمس موران. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، بأن الرئيس أعرب عن تطلع مصر لتولى مهامها فى مجلس الأمن مطلع العام المقبل، لاسيما فى ضوء العديد من القضايا المهمة المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية فى الوقت الراهن. وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء استعرض التطورات على الساحة الداخلية، حيث أكد الرئيس أهمية النظر إلى الأوضاع فى مصر، من منظور إستراتيجى شامل يأخذ فى الاعتبار طبيعة ودقة الظروف الإقليمية المحيطة بمصر، مشدداً على أن تحقيق الأمن وتوفير فرص العمل يُعدان أيضاً من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للإنسان، التى يجب أن تتوافر جنباً إلى جنب مع الحقوق السياسية والمدنية الأخري، التى يتعين تنميتها وازدهارها. وأشار الرئيس إلى حرص مصر على إطلاع مسئولى الاتحاد الأوروبى على التطورات فى المنطقة وإيضاح الرؤية المصرية حيالها، فضلاً عن إبراز تداعياتها السلبية ليس فقط على دول المنطقة التى تشهد نزاعات، ولكن أيضاً على جوارها الجغرافي. وذكر السفير علاء يوسف أن الأزمة الليبية استأثرت بجزء مهم من اللقاء، حيث وجهت موجيرينى الشكر للرئيس على الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر لتحقيق الاستقرار فى ليبيا، ولاسيما فيما يتعلق بالتواصل مع الأطراف الليبية لتشجيعها على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. من جانبه، أكد الرئيس أنه لا سبيل لتحقيق الاستقرار فى المنطقة دون الحفاظ على كيانات دولها ومؤسساتها الوطنية، مشيرا إلى اهتمام مصر بالشأن الليبى ورغبتها فى تحقيق الأمن والاستقرار فى ليبيا. وشدد الرئيس على أهمية الحفاظ على الجيش الوطنى الليبى ودعمه ورفع حظر توريد السلاح المفروض عليه ليتمكن من فرض الأمن والنظام ومكافحة الإرهاب فى ليبيا. فى سياق متصل، أشادت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى بالخطاب الذى ألقاه الرئيس أخيرا أثناء مشاركته فى منتدى حوار المنامة للأمن الإقليمي، مشيرة إلى ما تضمنه من تأكيد ترسيخ مفهوم «الدولة الوطنية». وعلى صعيد علاقات مصر بالاتحاد الأوروبي، توافقت رؤى الجانبين على أهمية أن تقوم سياسة الجوار الأوروبى الجديدة على أسس من الاحترام المتبادل وتعزيز العمل المشترك بما يسهم فى تحقيق أهدافها المرجوة، ومن بينها تعزيز الجهود التنموية فى دول جنوب المتوسط ومنها مصر، بما يسهم فى تعزيز الاستقرار فيها ويعالج الكثير من المشكلات التى يُعنى بها الجانبان، ومن بينها الهجرة غير الشرعية. كما أشارت موجيرينى إلى حرص الاتحاد الأوروبى على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر، مشيرة إلى أنها وقعت مع وزيرة التعاون الدولى اتفاقاً بشأن شبكة الغاز الطبيعى المنزلية. وأشارت موجيرينى إلى أن زيارتها إلى مصر تأتى فى إطار تعزيز علاقات الشراكة المصرية الأوروبية، وفى سياق الحوار البناء القائم بين مصر ومؤسسات الاتحاد الأوروبي. وأضافت أن الزيارة أتاحت الفرصة لتبادل الرؤى إزاء عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الثنائى والإقليمي، مشيرة إلى دور مصر الرائد إقليمياً ومشيدة بمساعيها الدءوبة لتسوية القضايا الإقليمية بما يساهم فى تحقيق أمن واستقرار المنطقة. ووجهت موجيرينى التهنئة لمصر على إجراء الانتخابات البرلمانية معربة عن أملها فى أن تكلل بالنجاح وأن يكون لمصر برلمانها الذى سيستأنف العلاقات مع البرلمان الأوروبي، كما هنأت الرئيس على حصول مصر على عضوية مجلس الأمن لعاميّ 2016-2017، معربة عن تطلعها لمواصلة التنسيق بين الجانبين إزاء القضايا المختلفة التى يتناولها المجلس.